(*) من أصداء المعرض الدولي للكتاب 2021م
(1) بين الثلاثاء 5 أكتوبر 2021م = 28 صفر 1443هـ والجمعة 8 أكتوبر 2021م = 2-3-1443هـ، كنت في الرياض، حيث المعرض الدولي للكتاب في دورته للعام 2021م. فكانت هذه النصوص والتعليقات والتفاعلات الكتابية.
# # #
(2) وفي الطائرة التابعة لشركة «Flyadeal» ونحن نحلق على ارتفاع مهول - «ذكره قائد الطائرة ونسيته الذاكرة المثقوبة!!» - طلبت كوباً من القهوة أعدل به مزاجي، ولما جاء الكوب لفت نظري ما كتب عليه من عبارات أدبية رائعة وهي: «لا تجعل العالم يغيِّر ابتسامتك... واجعل ابتسامتك تغيِّر العالم!! فكتبت في ذاكرة الجوال ما يلي:
... نعم «لا تجعل العالم يغير ابتسامتك.. اجعل ابتسامتك تغير العالم» عبارة قرأتها على كوب قهوة في طيران آديل - قالوا إنها (أي القهوة) عربية!! وهي خليط لا عروبة فيها!!
أعجبتني العبارة ونحن في زمن التكشير وتقطيب الحواجب والنظرات السوداوية!! فماذا نجني إلا الأسى والأحزان. ابتسم واجعل كل من حولك يبتسم حتى تتغير من الداخل ويتغير من حولك!!
[الطائرة - صباح الثلاثاء 5 أكتوبر 2021م]
# # #
(3) ومع اقتراب الطائرة من المجال الجوي لمطار الملك خالد الدولي بالرياض كنت أكتب نصاً شعرياً جديداً لم تكتمل تشكلاته الشعرية بعد، وهو بعنوان:
إلى التي...
(1) كم من العمر يبقى...
يتها التي في خاطر الوقت/ تمضين
بلا تحيةٍ... ولا وداعٍ أخير!!
فرَّقت بيننا.. هذه الآمالُ...
فلا أنْتِ تنسين/ ولا أنا
كلُّنا راحلٌ، وفق ما يكتب الدهر/ وعَسَى
أن نلتقي في المساء الأخير/ حيث لا وقت
نمضيه في الانتظار/ ولا ساعة موعدٍ نرقبها..
يتها التي في خاطري/ والضمير!!
(2) حاولي...
يتها المستفيقة في دمي...
أن تري في اكتمال السحاب/ مطر.
أن يكون الظلام العتيق/ في عينيك...
قمر.
أن يتحول الجدب خصباً..
والصحاري فيافي..
والعيون التي جفَّتْ..
نَهَرْ!!
حاولي...
ربما تنتشي الأهازيج،
ما بيننا..
ثم نسمع عزف الوتر!!
(3) يتها التي في خاطر النُّبوءات...
مهلاً/ فالليالي مثقلاتٌ بما
نحن فيه، والنَّهارات تسكب
وهَج الشموس اللاهثات/ والأغاني/
مشبعاتٌ بالمواويل الحزينات/ وأنا موجعٌ
بفراق الحبيبات...
وأنت أولهُنَّ/ يا غدي إذ يكون/
وأمسي الذي كان...
فكم من العمر يبقى...
إذا قلت لي:
هذا الكلام الأخير!!
(القصيدة لها اكتمال نرجؤه لآخر المقال)
[الطائرة – صباح الثلاثاء 5 أكتوبر 2021م]
# # #
(4) وتحط الطائرة... وينزل المسافرون.. ها هي الرياض تتجلى كطفلة للنور بعد هطول المطر!! ثم تعد هي الرياض التي أعرفها قبل كورونا وأيامها التي طوت عنا كل جمال، وهاهي الرياض خيل جموح تمد كاحليها في كل اتجاه لم تعد الرياض هي الشميسي والملز والعليا والصحافة، اليوم امتدت لتكون النرجس والورود والياسمين والمؤنسية والشهداء وواجهة الرياض.
آآآه يا واجهة الرياض...
يالها من واجهة تكتنز المستقبل وتشي باندحار الماضي. واجهة كل ما فيها شانزليزيه أو بيكاديلي أو التايمز سكوير. إنها واجهة الحداثة والشباب المؤدية إلى جودة الحياة وجماليات الرؤية 2030!!
وها هي اليوم تحتضن المعرض الدولي للكتاب أكتوبر 2021م، الذي أشرفت على تنظيمه ولمدة عشرة أيام هيئة الأدب والنشر والترجمة بوزارة الثقافة، والذي جمع بين البعد الشرائي والبعد التثقيفي فلم يكن سوقاً لبيع الكتب فقط وإنما ملتقى ثقافيًا يجتمع فيه الناشرون والمؤلفون والقراء والباحثون الدارسون وطلاب العلم والمعرفة من أطفال ونساء وشباب وشيوخ!!
ثلاثة أيام قضيتها في متعة عقلية ومعرفية وثقافية بين أروقة ومنصات وفعاليات المعرض المتعددة والمتنوعة، فكان الزاد وفيراً والمردود نافعاً والتثاقف واعياً ورشيداً.
# # #
(5) ومن أهم المكتسبات الثقافية في هذه الدورة من معرض الكتاب تلك الأمسية الماتعة التي سعدت بحضورها مساء الأربعاء 6 أكتوبر 2021م = 29-2-1443هـ في قاعة الندوات والمحاضرات، حيث افتتاح الدورة الثالثة لمنتدى الجوائز العربية الذي نظمته جائزة الملك فيصل واشتمل على فعاليتين ثقافيتين مهمتين أولاهما: تكريم الأمير خالد الفيصل من قبل معهد العالم العربي في باريس نظير جهوده المباركة في دعم وتشجيع عدد من المشاريع الكبرى للمعهد مثل مشروع مائة كتاب وكتاب وغيرها التي أشاد بها سعادة رئيس المعهد في كلمته بهذه المناسبة، وتكريم عدد من الشخصيات رواد الجوائز العربية التي أسهمت في تأسيسها ووضع أنظمتها ولوائحها وهم:
أ.د/ أحمد الضبيب.. جائزة الملك فيصل.
أ.د/ جابر عصفور.. جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية.
أ.د/ فهد السماري.. جائزة الملك سلمان لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية.
أ.د/ أسعد عبدالرحمن.. جائزة عبدالحميد شومان للباحثين العرب.
أ. مجذوب عيدروس.. جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي.
أ.د/ حسن نجمي.. جائزة الأركانة العالمية للشعر.
أ. ساسي حمام.. جائزة أبو القاسم الشابي.
أ.د/ سعيد السعيد.. جائزة الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود العالمية للترجمة.
وكم كانت سعادتي وأنا أتعرف على هذه الأسماء الفاعلة في المشهد الثقافي العربي وكذلك الجوائز الثقافية التي يقومون على إدارتها وفعالياتها مما يجعلنا نتوق للمشاركة والترشح لها إن شاء الله.
وثاني تلك الفعاليتين الثقافية هي الندوة المتعلقة بهذا الحفل الجوائزي والمعنونة بـ: ندوة المرأة والجوائز العربية، والتي أدارها الصديق الأديب الدكتور صالح المحمود رئيس النادي الأدبي بالرياض وشارك فيها كل من الدكتورة شهلا العجيلي، والدكتورة فاطمة الصايغ، والأستاذة منصورة عزالدين والدكتور واسيني الأعرج.
وقد كان النقاش والحوار يدور حول أحقية المرأة المثقفة بهذه الجوائز ومدى حصولها عليها. وطاف المتحاورون في طروحاتهم حول الموضوع مؤكدين أن المرأة تستحق الجوائز ولكن لجان التحكيم لها موقف سلبي من ذلك!! ولما جاءتني فرصة للمداخلة والتعليق أشرت إلى أن المرأة المبدعة مثل أخيها الرجل وكلاهما يستحق الجوائز، المهم أن تكون الممارسات الإبداعية والمنجزات التأليفية تصل إلى المسؤولين عن الجوائز وتجتاز الشروط والضوابط وتدخل في سياقات التحكيم وبالتالي فمن يصل للجائزة فهو الأحق بها سواء أكانوا رجالاً أم نساءً.
كما أكدت في مداخلتي - أن لا ننسى البون الشاسع والبعد الزمني في التكوين الثقافي لكل من الرجال أو السيدات، فالرجل أقدم تعلماً وتمدرساً وثقافة وإنتاجاً وبذلك فهو الأكثر والأغزر والأجود إنتاجاً!! وعلى المرأة أن تسابق الزمن وتزيد في الوعي، وتبدع في الإنجاز لنصل إلى درجة الاستحقاق الجوائزي.
وفي أمسية تالية كان المتحدث الكاتب والرحالة عبدالله بن صالح الجمعة في محاضرة عن أدب الرحلة والذي جذبني عنوانه لاهتماماتي بالأدب الرحلي، ولكني صدمت عندما سمعته يتحدث عن تجربته في كتابة المذكرات الرحلية ومواصفاتها وعناصرها التي عدد منها عشرة آليات وعناصر. فلما جاء وقت المداخلات والتعليق أشرت إلى صدمة العنوان وتحدثت عما أعرفه من أدب الرحلات ونماذج منها مثل رحلة ابن فضلان، ورحلات الأدباء إلى الحج والأماكن المقدسة، ورحلات الغربيين لاستكشاف الجزيرة العربية، ورحلات العبودي (التقاريرية) في زياراته للعالم الإسلامي. مؤكداً في كل ذلك التقارب الشديد بين هذا النوع من الأدب الرحلي وأدب السيرة الذاتية.
وفي فعالية ثالثة كان ضيفها الزميل الدكتور زيد الفضيل الذي تحدث عن التراث الحجازي مستعرضاً شيئاً من الفلكلور كالمجس، والإنشاد، والمزمار، وغيرها. وكانت محاضرة ماتعة وللأسف لم أكملها معه لظروف مهمة كانت تربطني خارج المعرض.
وعلى أية حال فقد كان الحراك الثقافي في معرض الرياض الدولي للكتاب في قمة الجمال والتجديد والإبداع، وإن أسفت على شيء فليس إلا على عدم الاستماع لمحاضرة سمو الأمير تركي الفيصل عن الملف الأفغاني والحصول على كتابه الذي دشنه في المعرض.
# # #
(6) ولعل من بركات هذا المعرض.. والأيام الثلاثة التي قضيتها في رحابه وبين أروقته ودور النشر وقاعاته أن ألتقي برفاق الحرف والأدب والثقافة بعد غياب طويل فرضته علينا الأيام الكورونية!! فهذا الدكتور الناقد معجب العدواني، والدكتور عبدالعزيز السبيل، والدكتور صالح المحمود، والدكتور حسن حجاب الحازمي، والدكتور حسن النعمي والإعلامي جبريل أبو ديَّة والشاعر جاسم الصحيح والناقد محمد الحرز والدكتور حمزة قبلان المزيني والشاعر محمد عابس والشاعر سعد الغريبي والشاعر عبدالله الأسمري والدكتور عبدالله الحيدري والدكتور صالح معيض والدكتورة هيا السمهري والدكتورة نجلاء مطري، والدكتورة عزيزة المانع والدكتورة صلوح السريحي والأستاذ عزيز الحارثي، والناقد حسين المكتبي والإعلامي عبدالعزيز العيد.. وغيرهم ممن سعدنا بهم واستفدنا من طروحاتهم وإهداءات بعضهم. فلهم الشكر والفضل ومزيد النجح والتقدم.
# # #
(7) ولن تكتمل عوالم الرياض الثقافية إلا بزيارة الصديق/ السفير فهد بن عبدالله الصفيان - سفير المملكة في عديد من الدول وآخرها مشرفاً على المركز الإسلامي في سويسرا حيث استضافني في داره العامرة يوم الجمعة 2-3-1443هـ وهيأ لنا جولة سياحية في معالم الدرعية وخاصة (حي الطريف)، ذلك الحي التراثي الذي يشير إلى تاريخ الدرعية وآل سعود منذ بداياتهم الأولى، وهو حي تم ترميمه وتجهيزه ليكون متحفًاً ناطقاً بتاريخ هذه المنطقة وهذه الأسرة المباركة/ آل سعود التي حكمت الجزيرة العربية في ثلاث فترات متتالية.
لقد اهتمت الجهات السياحية والآثارية بهذا الحي فأوجدوا منه آية ومعلماً ثقافياً وحضارياً وآثارياً حتى اقتنعت اليونسكو بإدراجه ضمن قائمة التراث العمراني باليونسكو منذ العام 2010م/1430هـ.
ويحتضن هذا المشروع الآثاري العملاق إعادة لترميم القصور التي دمرتها مدفعية محمد علي باشا أثناء غزوه للدرعية باسم الدولة العثمانية عام 1818م/1233هـ.
وقد هُيِّئ لنا أن نصلي المغرب في الجامع الكبير بالدرعية المعروف بمسجد الشيخ محمد بن عبدالوهاب ثم ننطلق إلى حي الطريف حيث استقبلنا بعض المسؤولين في إدارة الحي والتعرف على دليلتنا السياحية الأستاذة سارة العتيبي التي أخذتنا في جولة ما بين صلاتي المغرب والعشاء وفي أجواء فانتازية من الأضواء والظلال والممرات الحجرية التي تبرز القيمة التراثية للحي. فوقفنا عند قصر إبراهيم بن سعود حيث يوجد مركز لتوثيق تاريخ الدرعية، وجامع الإمام محمد بن سعود الذي أعيد ترميمه وتهيئته لإقامة الصلاة على نفس المساحة والأبعاد التأسيسية. وقصر فهد بن سعود وفيه إدارة الحي والمركز، ومتحف التجارة والمال الذي خصص له أحد مباني بيوت المال.
كما وقفنا عند متحف الخيول العربية ويقع ضمن المباني المجاورة لقصر الإمام عبدالله بن سعود، وكذلك المتحف الحربي الذي رأينا فيه السيف الأجرد ومتحف الحياة الاجتماعية في قصر عمر بن سعود.
وفي كل ذلك كنا نسير ونستذكر ذلك الماضي البهيج الذي كانت تعيشه هذه الأماكن في ظل حكومة سعودية أولى شاءت الظروف والأقدار أن تمتد إلى مرحلتها الثالثة التي تتفيأ في ظلالها في عهد الحاكم السادس للدولة السعودية الثالثة بعد مؤسسها -رحمه الله- سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله.
كانت دليلتنا المرشدة السياحية سارة العتيبي على وعي كبير بما تحدثنا عنه وهي خريجة قسم الآثار من جامعة الملك سعود وحصلت على العديد من الدورات السياحية لتصبح اليوم في عداد الآثاريين المتمكنين من الشرح والتبسيط للأثر القائم الذي يزوره الكثير ومن كل الفئات والجنسيات، فإذا وجدوا مثل هذه العالمة الواثقة من نفسها والواعية بعلمها والمتألقة بعملها التي تستطيع إيصال المعلومة متكاملة وشاملة ومقنعة!!
فشكراً للأخت الدليلة أو الـ(The tourguide) التي كانت وسيلة إيضاحية ناطقة متحركة (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) عن الزمان والمكان والتي ختمت جولتنا بتلك الوقفة المرئية عن تاريخ هذه البيوت والقصور الأثرية. وقد انتقلنا إلى الجهة المقابلة حيث قصر سلوى لنستمتع بمشاهدة فيلم قصير يحكي تاريخ هذه الآثار ويعرض لنا مشاهد سينمائية شاشتها هي هذه المباني الأثرية التي جرى ترميمها وتجهيزها لمثل هذه العروض المرئية والمعروفة بالصوت والضوء.
كانت أمسية رائعة بمرافقة المرشدة السياحية الأخت سارة العتيبي التي أعادتنا إلى المنابع التاريخية الأولى للدولة السعودية وفضاءاتها المكانية والزمانية والتجديدية ليصبح (حي الطريف) واجهة الرياض السياحية، ومنطلق الماضي والحاضر إلى المستقبل. وكانت أكثر ثراءً ومعرفة بوجود الزميل/ الصديق/ الدبلوماسي: فهد الصفيان الذي كانت لتعليقاته وتساؤلاته وإضافاته الكثير من المتعة والفائدة لاسيما وأنه على وعي كامل بالمكونات الحضارية والتاريخية والجغرافية لهذه المنطقة، وقد وعى وحوى الكثير من الشواهد الدالة والمحفزة منذ بدايات تكونه العملي والوظيفي، وكان لوالده وبني عمومته الكثير من المزارع في حي البجيري، والآن أصبحت ضمن الذكريات الماتعات «والذكريات صدى السنين الحاكي» كما يقول أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته (زحله).
فشكراً لأخي فهد ولأبنائه الكرام عبدالله وعبدالعزيز اللذين خططا لهذه الجولة السياحية الماتعة والمفيدة!!
# # #
(8) وختاماً...
ومع اقتراب موعد رحلة العودة لطيران آديل للعودة بنا إلى جدة يوم الجمعة 8 أكتوبر 2021م الساعة 23.35 أي الحادية عشرة والنصف مساءً. كان مضيفنا – هذا اليوم – سعادة السفير السابق/ فهد الصفيان، يلح علينا لتناول وجبة العشاء فالوقت للعودة قريب من منتصف الليل والمسافة ما بين المطار والبيت لا يتجاوز الـ 15 دقيقة – 20 دقيقة، ولكني تمنعت لشعوري بـ (فوبيا السَّفر) الذي أدى إلى حرصي الشديد على التواجد في المطار قبل السفر بوقت غير قليل.
وفي حالتنا هذه وصلت المطار في الوقت المناسب وسلمت السيارة المستأجرة ودخلت إلى صالة الانتظار للمغادرة فكانت المفاجأة: رسالة من خطوط آديل يعتذرون عن تأخر المغادرة حتى الساعة الواحدة، ثم تلتها رسالة ثانية بالتأخير إلى الساعة الثانية، وجاءت الرسالة الثالثة بالتأخر حتى الساعة الثالثة وثلاث وخمسين دقيقة وفي كل ذلك لم نشاهد أي مسؤول في طيران آديل للمباحثة معه، أو تقديم واجب الضيافة للمتأخرين أو الاعتذار وبيان أسباب التأخر!! ونتساءل كمواطنين أين حقوقنا؟ ومن يعوضنا عن هذه الساعات التأخيرية علمًا أن ثلاث رحلات إلى جدة قد غادرت من مطار الرياض فيما بين الساعة 11 وحتى الساعة الثالثة ونحن أصحاب الحق نحظى بالتأخير والتجاهل!!
لم يكن أمامي – والأمر كذلك – حتى بادرت إلى مجموعة من الكتب التي حصلت عليها إهداءً أو شراءً من معرض الكتاب أتصفحها على عجل في فترة الانتظار الطويل وتجسيد تلك المعاناة شعراً في بعض الأوراق، وهو ما ستختم به هذه المقالة!!
# # #
(9) (4) حَزَّ في النَّفس...
أن تعود إلينا المواويل القديمة/
وقد جاوزها الوقت/ وما عادت إلينا
تنتمي...
نحن في عصر التِّقانة/ عصر الفضاءِ السيبراني/
وعصر التهاويل التي ما تنبأنا بها...
فيا حادي الوقت/ عُدْ بِنَا...
للزَّمان الأثير!!
[الرياض 1-3-1443هـ]
(5) بين (رَاءٍ) و(جِيمْ)...
وفي منطقة لا هنـا/
ولا هناك!!
نسرق الوقت/ بالحروف النديَّات
نوغل في البحث عن أفقٍ/ للكلام الجميل/
ولكن مسَّـنَا الضُّـرُّ,,,
وغامت سماواتنا/ (شاهين)/ يعصف
بالقلب/ كما في (السويق) و(مسقط)!!
وبالأمس واليوم/ في (جازان)...
يالهذا الزمان الخطير!!
[مطار الرياض – الجمعة مساء 2-3-1443هـ]
(6) وها نحن في منطقة بين.. وبين...
(نحتري) حزَّة النَّفرة/
نرقب صوت النِّداء/
نُوشوش بالهاتف أحبابنا/
نًصَلِّي/ ونشرب شاي الخدير/
نقرأ لـ (الصَّقعبي)..
و(الشنفرى)..
و(لبابة أبو صالح)..
وما زلت في انتظار النداء الأخير!!
وقالوا: تأخر موعدنا ساعة...
ساعتين...
أضافوا لها الثالثة!!
والآن قالوا:
«سلام هي حتى مطلع الفجر»!!
وها نحن في انتظار الفَرَجْ!!
مسَّـنا الضٌّـرُّ/
فهات القصائد..
يا سمير!!!
(*) السَّويق، مسقط: مدينتان في دولة عمان الشقيقة، تأثرتا بإعصار (شاهين).
(*) (سمير): شاب تعرفت عليه في صالة المغادرة رآني أقرأ في كتاب فطلب مني كتاباً ليقرأه خلال ساعات الانتظار!!
[مطار الرياض – صباح السبت 3-3-1443هـ]
ورغم هذا الأسى والمعاناة في رحلة العودة حيث لم نصل جدة إلا مع تباشير فجر السبت 9 أكتوبر 2021 م - 3-3-1443هـ إلا أن العوالم الثقافية التي عشناها في الرياض ولقاءات الأحبة والأصدقاء والزملاء وحضور الفعاليات الثقافية الماتعة أنستنا كل تلك المرارات، وجعلتنا نتجاوز السلبيات إلى الإيجابيات، ونخلق من شراب الصَّبر حلواً يستسيغه اللسان والشفتان. ولا نقول إلا: لا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله رب العالمين.
** **
د. يوسف حسن العارف - جدة في 20-3-1443هـ