سلطان بن محمد المالك
مساحات تويتر «Twitter Spaces» هي ميزة جديدة داخل تطبيق تويتر تتيح للمستخدمين الذين لديهم أكثر من 600 متابع إنشاء غرف صوتية خاصة واستضافتها والمشاركة فيها، بشكل مشابه للغرف المستضافة على منصة التواصل الاجتماعي Clubhouse التي نجحت بقوة في بداية انطلاقها ومن ثم تراجعت بنفس قوة انطلاقتها بسبب انحراف مسارها وسوء محتواها.
وتتيح مساحات تويتر للمستخدمين استضافة المحادثات الصوتية المباشرة والمشاركة فيها حيث تتم استضافتها داخل «مساحات» المعروفة باسم غرف الدردشة الصوتية.
تعودنا بالشبكات الاجتماعية ظهور تطبيقات وبرامج جديدة تبرز بقوة مع انطلاقها ومع مرور فترة زمنية تختفي ويظهر بديل منافس لها يخفيها، وهذا ما حصل تماماً مع تطبيق كلوب هاوس الذي أدركت شركة تويتر خطره فقامت بإنشاء مساحات تويتر لكي لا تخسر أعضاءها والمقدر عددهم بملايين الملايين.
فكرة المساحات رائعة ومفيدة جداً متى ما استثمرت بشكل ناجح ومنظم، وتعطي فرصاً كبيرة للجهات الحكومية أو الشركات في القطاع الخاص للتعريف بالخدمات والمنتجات حال إطلاقها، كذلك نجدها مهمة ومفيدة جداً للجمعيات المهنية ومراكز التدريب من خلال استضافة خبراء وطرح مواضيع محددة للحوار والنقاش وهو ما نجحت به بعض الجمعيات والأفراد.
حالياً بدأت تظهر بشكل قوي في السعودية، إلا أن الملاحظ هو ظهور بعض الأفراد الذين لم يجدوا فرصة لهم في الظهور الإعلامي عبر وسائل الإعلام المختلفة ومحاولتهم إثبات الوجود من خلال إطلاق مساحات فردية خاصة بهم يعيبها الخروج عن أدبيات الحوار والنقاش وخصوصاً في المجال الرياضي المحتقن جداً من المتعصبين.
مشكلة المساحات هي في ما يطرح داخلها من محتوى ومن نوعية من يتداخلون في تلك المساحات خصوصاً في مواضيع جدلية سياسية ودينية ورياضية، وهذا النوع من الوسائل الإعلامية يكشف الشخص بشكل مباشر حيث إن الحوارات الصوتية مباشرة.
والشيء الذي لا يمكن التحكم به هو دخول العديد من الأشخاص للمساحات بأسماء ومعرفات وهمية مما يفقد المصداقية أحياناً في بعض ما يطرح.
بالمجمل فكرة المساحات رائعة جداً متى ما تم استغلالها من المجموعات والأفراد، ولكن لكي تثبت جدواها فالمحتوى هو الفيصل في نجاحها.