عبده الأسمري
امتطى صهوة «المعالي» ونال حظوة «العلا» حاصداً «تيجان» الإتقان وموظفاً «أنواط»الانضباط».إنه رئيس الحرس الملكي الأسبق معالي الفريق أول حمد العوهلي أحد أبرز حراس الملوك ورجال الدولة العسكريين.
بوجه «قصيمي» تسكنه «علامات» الهدوء وتبرزه «معالم» التروي.. وتقاسيم مألوفة خليطة بين «الهيبة» المشفوعة بالمنصب و»الطيبة» المسجوعة بالنبل.. وملامح تتماثل مع والده وتتكامل مع أخواله.. وعينين تسطعان بالحنكة وتشعان بالحكمة مع شخصية تتوارد منها صفات «التوجيه» وتتقاطر وسطها سمات «الوجاهة» و»بزة» عسكرية مهيبة تكتظ بالأوسمة والأنواط ورتبة اعتلت كتفيه «بتاج» يعكس «الخبرة» و»سيفين» يوظفان الاحترافية ونجمتين تمثلان الارتقاء تتكامل على «محيا» أنيق فاخر قضى العوهلي من عمره عقوداً وهو ينظم «الكتائب» ويوجه «السرايا» ويخطط «البروتوكول» في الدواوين والقصور الملكية ووسط محافل الملوك كقامة وظفت «المقام» العسكري في صناعة الالتزام وقيمة سخرت «الانتظام» الوظيفي في إنجاز «المهام» ليكون «كبير» العسكر و»خبير» الحرس الذي أبقى اسمه ضياء في دروب الامتياز وإمضاء في سجلات الاعتزاز.
في قرية «الجديدة» الماكثة في قلب عنيزة الحافلة بزف «النبلاء» إلى مواقع المسؤولية ولد العوهلي في «نهار» شتوي تحول إلى محفل «عائلي» احتفالاً بالقدوم واحتفاء بالمولد وتفتحت عيناه على «أب» كريم أقعدته سنين «الكفاح» وأم فاضلة ألهمتها دوافع التربية وأخوة كبار كانوا في «أنحاء» من البلاد يطلبون «الرزق» ويجلبون «النفع» وأخوات كريمات ظللن منابع «حنان» إضافي لوالدة أضفت عليه من ينابيع «الرعاية» فيوض «الدعوات» و»البركات».
امتثل العوهلي لنصح «التعلم» الباكر عندما ألحقه والده صغيراً بالكتاتيب التي انتهل منها أولى «بوادر» التعليم وركض طفلاً مجللاً ببراءة الصغر ومكللاً بعفوية الحلم بين أحياء «هلالة» و»الدغيثرية» وتشربت أنفاسه نفائس «الشهامة» بين وقفات «البسطاء» وتعتقت روحه بأحاسيس «المروءة» في عطاءات النبلاء فنشأ منجذباً إلى «أصول» القيم ومتجاذباً مع «فصول» الهمم.
ثم انتقل بعدها إلى المدرسة الابتدائية بعنيزة التي كان يشرف عليها المربي الفاضل صالح الصالح وتجرع خلالها العوهلي «اليتم» الباكر بوفاة أبيه الذي ترك «فراغاً» سد مكانه إخوته الكبار الذين رجعوا من «السفر» وأكملوا مهمة «الاعتناء» ثم انتقل إلى المدرسة المتوسطة والثانوية بعنيزة حتى أنهى دراسته بعلامات «التفوق».
استمع العوهلي لدوي «الدافع» في داخله وعانق صدى «التحدي» في أعماقه وأفضى إلى أسماع زملائه حديثاً بأنه سيدخل «العسكرية» ليتخرج من «مصنع» الرجولة وينال «مجد» البطولة تاركاً بين أقرانه في قريته «حديث» التحديات و»حدث» الأمنيات.. وانتقل إلى الرياض «مغترباً» بحكم «السن» منتشياً بوقع «الهدف» ليولي قبلة «إقامته» شطر جمع من «عشيرته» في حوطة خالد ثم شارع الخزان ليبدأ أولى خطوات «العصامية» بوظيفة موسمية مؤقتة قبل شروعه في التقديم العسكري إيماناً منه بضرورة «الكدح» ويقيناً منه بأهمية «الاستعداد».
التحق العوهلي بكلية الملك عبدالعزيز الحربية متسلحاً بصمود باكر كان يوزعه بحماس الذات الذي كان له نبراساً في ميادين «التدريب» واستئناس الثبات الذي ظل له أساساً في مضامين «الصواب».. حيث تخرج ضمن «دفعة» ذهبية انتشرت عطاياها على اتجاهات الوطن الأربعة فتعين بالحرس الملكي ملازماً في قطاعات الحرس الملكي بجدة من 1-3-1387 وظل يتنقل بين مناصب ومسؤوليات قائد سرية وضابط تنفيذ وركن استخبارات حتى 1-3-1407 ووصل إلى رتبة مقدم ثم تم نقله للرياض برتبة عقيد وتولى ركن إدارة ثم ترقى عميداً وتعين قائداً لكتيبة الأمن والحماية الأولى ثم صدر قرار بترقيته إلى رتبة لواء في 1-7-1417 وتعيينه مساعداً لقائد الحرس الملكي وفي 20-11-1421 تم ترقيته إلى رتبة فريق كأول ضابط ينالها في منصب مساعد قائد الحرس وتم تعيينه في 15-8 -1426 قائداً للحرس الملكي.
وفي 30-9-1426 صدر أمر ملكي بترقيته إلى رتبة فريق أول وفي 3-4-1436 صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً للحرس الملكي وبقي فيه حتى عام 26-10-1438 حيث ودع الخدمة العسكرية بعد أن أمضى فيها ما يقرب من 51 عامًا قضاها في خدمة دينه وقيادته ووطنه ومجتمعه.
عمل العوهلي في الحرس الملكي وعاصر خمسة ملوك هم الملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله رحمهم الله والملك سلمان حفظه الله وكان فيها «مثالاً» للابن البار لوطنه و»أنموذجاً» للضابط المغوار في همته والمسؤول السار في تعامله ليكتب اسمه في «تاريخ» الوطنية برتبة «الموجه» ومرتبة «الوجيه».
اعتاد موظفو الحرس الملكي وضباط السرايا والكتائب وموظفو المكاتب الأمامية وغرف العمليات على ابتسامة صباحية كان يوزعها «العوهلي» على أفراده وضباطه معلناً بداية «يوم» مفعم بالنجاح.. يبدؤه من تحية «الصباح» ويختمه بتقارير «دقيقة» لإنجاز اليوم موظفاً مبادئ «الإتقان» في الأداء و»الإجادة» في التنفيذ و»الجودة» في التطبيق..
عرفته منصات «الاحتفاء» حيث تم تكريمه بعدة أوسمة وأنواط وتم تكريمه بوشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى تقديراً لمسيرته العاطرة بالسخاء والمعطرة بالوفاء.
على أرض الميدان كان العوهلي «فارساً» يوجه المواكب ويرتب «مواعيد» الحماية في ردهات «القصور» الملكية وكان «القلب» النابض الذي يوزع استشعار «الحماية» واقتدار «الأمن» في المراسم والمواسم.. و»المدير» الفني الذي يرتب «الخطط» العسكرية في مواقع الاحتفالات وأماكن المناسبات و»رمز» الحراسة الملكية الذي تخرج من مدرسته «حماة» للوطن وتتلمذ على يديه «حراس للشخصيات».
خلع العوهلي بزته العسكرية وارتدى «رداء» المدنية المطرز بالحسنى ليشارك في عدة أعمال خيرية ومجتمعية مكملاً مسيرة «النماء» الوطني و»الانتماء» الإنساني واضعاً في قلبه «خبايا» إحسان سابقة في سنوات عمر ماضية ليكملها بوقف لوالديه وذرياتهم في «عنيزة» مسقط رأسه عبارة عن «مختبر» متطور تابع لأحد المستشفيات مع اتجاهات متصلة من «العطاء» في مواطن «الخير». الفريق أول حمد العوهلي «قائد» الحرس المكين وحارس «القادة» الأمين الذي جمل «متون» السيرة بنياشين «التمكن» وأكمل شؤون المسيرة بمضامين «التمكين» ليكون صاحب «المكانة» الذي ملأ «مكانه» بأحقية «الترقية» وأسبقية «الرقي».