مع عميق إيماننا بقضاء الله وقدره وبأن الأعمار بيده سبحانه وتعالى لا يستقدمها ساعة ولا يستأخرها ساعة إلا أنه من الصعب القول إن رحيل الشاعر الشيخ دعيج الخليفة لم يفاجئنا، ترجل هذا الشاب عن صهوة الحياة وهو في قمة عطائه، كانت حركته في الحياة دائمة وكأنه يدرك وهو كذلك أنه ما زال لديه الكثير ليعطيه رغم كل ما قدمه للأغنية الكويتية من كلمات زاخرة بالمحبة والوفاء، تركنا هذا الراحل في حيرة بين أن نكتب عن فراقه كابن عم وشيخ أو كشاعر، لكنه كثيراً ما قال للمقربين إليه إن لقب الشاعر محبذ لديه كانت ابتسامته المميزة تصافح الوجوه وتعطيها مسحة من الاطمئنان والراحة والمحبة لكل من قابله أول انطباع يتركه لدى الذين عرفوه هو تواضعه الجم الذي يجذب إليه من يلتقيهم وكأنهم يعرفونه منذ سنوات، منذ نعومة أظفاره كان الشعر يسكنه أو كان يسكن الشعر لا يبخل على أحد به، سواء في الكتابة أو في الإلقاء وقل ما خلت جلساته مع أصدقائه أصحاب الشعر الغنائي وكأنه يستشيرهم بأشعاره رغم ثقته بجودتها وفرادتها، كل من يلتقيه كان يطرح عليه سؤالاً عن الجديد مما يحفزه للعمل الذي أغنى الأغنية الكويتية وأعطاها معانيها العاطفية والوطنية، شاعرنا الحبيب الشيخ دعيج سيبقى ملء أسماعنا وفي أفئدتنا طالما أننا نسمع أصداء كلماته التي لن تغيب عنا بإذن الله، عزاؤنا باق طالما تذكرنا كلماته وكل ما قيل فيك عنه في رحيله المفاجئ لن يوفيه حقه إلى جنات الخلد يا شاعرنا وإلى رحاب الله ورحمته و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
أعزيكم وأعزي نفسي بفقيد الجميع. رحمه الله وغفرله وأسكنه في جنات النعيم.
** **
- الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح