سهوب بغدادي
فيما واجه العالم تداعيات وتحديات إثر تفشي فيروس كورونا المستجد ومتحوراته التي نسمع بها على فترات متفاوتة، نجد أن العالم يتعايش مع الجائحة مع عودة الحياة الطبيعية إلى ما كانت عليه نسبيًا، في ظل تواجد بعض الدول التي لا زالت تفعل مبدأ الحظر وإغلاق حدودها أمام الوافدين إليها، إلا أن المملكة العربية السعودية -بفضل الله وكرمه- ثم بجهود ولاة الأمر وقيادات الكيانات الفعالة في شتى النطاقات، عادت فيها حياتنا إلى سابقها بشكل سريع في ذات الوقت الذي تعمل الجهات على نشر الوعي المجتمعي باتخاذ سبل الوقاية وتوفير اللقاح لجميع الفئات في المجتمع. في هذا الصدد، أكبر دور وزارة التعليم التي أنشأت منصة مدرستي في يوم وليلة منذ بداية الجائحة، ومن ثم تعزيز ودعم الأهالي والمربين لضمان استمرارية العملية التعليمية بشكل جيد، انطلاقًا من الدور المحوري لأسرة الطالب في نجاح عملية التعليم الإلكتروني، خصصت وزارة التعليم أوقاتاً مختلفة لبدء الحصص الدراسية والدوام المدرسي بما يتوافق مع كل فئة عمرية وبالطريقة التي تضمن تداخل دور الأهل في العملية التعليمية، بمعنى أن المرحلة الابتدائية خصصت الساعات المتأخرة من النهار بهدف إعطاء فرصة للأهالي الموظفين للعودة إلى المنزل ومساعدة الطالب ومراقبة أدائه وهكذا، أما المرحلتان المتوسطة والثانوية فكانت ساعاتهم في الصباح الباكر لعدم احتياجهم للرقابة اللصيقة للأهالي واعتمادهم على أنفسهم، ومن ثم عودة الدراسة لهذه المرحلتين حضوريًا بعد توفر اللقاحات ضد الفيروس المصرحة للفئات العمرية المعنية، فيما عمد بعض المدارس الأهلية العالمية إلى الارتجال والخضوع لأهواء القرارات اللحظية من خلال العبث بقرارات وزارة التعليم وتجاهل توصيات وزارة الصحة السعودية بعدم تعريض الأطفال في مرحلة الصفوف الأولية للتجمعات، فكانت بعض المدارس غير الحكومية ترسل قرارات جديدة بشكل أسبوعي وأحيانًا يومياً تعكس التخبط وعدم الاستقرار الذي يحتاجه الطفل في ظل الفترة غير التقليدية التي نعاصرها، فتارة يعملون على تغيير أوقات الدوام للصباحي وتارة يطالبون الطفل غير الملحق بالحضور إلى المدرسة فعليًا، ضاربين بالتوصيات التي عمل عليها العلماء والأطباء عرض الحائط، بحجة أن الأهالي ملوا من تواجد الأطفال في المنزل! ففي حال رفض البعض حضور أطفالهم سيشارك عبر المنصة عن بعد ويظهر بشكل المتخلف عن أقرانه الحاضرين، فأي شعور وضغطفسي تروج له هذه الصروح؟ علماً بأن إجابة المدارس أنها حصلت على تصريح وموافقة من الوزارة للقيام بهذه الخروقات. إن الوضع لا يسمح بالتذبذب خاصةً بالنسبة للأطفال وظهور المتحورات وأوميكرون الذي أثبت أنه يصيب الأطفال ويعرضهم للخطر- حفظهم الله- علاوة على كون الأطفال أقل وعياً بالإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية من غيرهم من الطلبة.
«لا استثناءات في ظل فترة استثنائية».