أ.د.عثمان بن صالح العامر
شرفت بأن أكون ضمن أعضاء اللجنة التنفيذية لرالي حائل طوال سنوات التأسيس الأولى، وأذكر جيداً أن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل رئيس الهيئة العليا لتطوير المنطقة، رئيس اللجنة العليا المنظمة لرالي حائل الدولي في تلك السنوات، حذر - في عام الرالي الأول 2006م - من قراءة الرالي على أنه حدث رياضي فقط، «ولو كان الهدف تشجيع هذه الرياضة لا غير لكن بالإمكان إسناد هذه المهمة للرئاسة العامة لرعاية الشباب ولم يكن لبقية الجهات في المنطقة وجود»..كما أنني أذكر كذلك أن سمو الأمير وفي أكثر من مناسبة أكد وبصورة واضحة جلية «أن اللجنة العليا للرالي واللجنة التنفيذية واللجان العاملة لا تريد فقط تحقيق النجاح لعام واحد أو عامين أو حتى ثلاثة وأربعة ولو كان هذا هو الهدف لأسندت مهمة التنظيم والإعداد لشركات متخصصة في مثل هذه الأحداث. إننا نريد من هذا الحدث السنوي أن يكون لأبناء المنطقة ورجالاتها بمثابة الدورة التدريبية السنوية التي تقوي وتعزز النجاحات المتتالية لهم، وتوجد فِرقاً متنوعة تجيد فن صناعة الحدث، وتبدع في إدارة تفاصيله، ولها احتكاك دائم بغيرها عالمياً ومحلياً ممن يأتون للمشاركة أو التغطية أو المشاهدة لمراحل السابق وحضور الفعاليات المصاحبة».
مساء السبت الماضي شرف صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعد بن عبد العزيز أمير منطقة حائل حفل الختام والتتويج لبطل الراليات الدولي، وكان في ثنايا تصريحه للإعلام فور انتهاء مراسم التتويج بأن (الفرحة فرحتين، فرحة وجود حائل على الخارطة العالمية، وفرحة كون هذا الوصول كان بأفكار وسواعد أبناء المنطقة، فأبناء المتطقة وشبابها هم من صنع هذا الحدث العالمي باحترافية عالية وتميز فريد).
الجدير بالذكر هنا أن سمو الأمير عبد العزيز يمكن أن يكون هو الوحيد الذي بقي من جيل التأسيس، فهو كان وما زال طوال سبعة عشر عاماً حاضراً ومتابعاً وداعماً ومتفاعلاً مع هذا الحدث العالمي الرائع.
لقد رافق اتخاذ قرار إدخال هذه الرياضة على أرض هذا الجزء من الوطن الغالي (حائل) قراءة واعية، ودراسة تأملية عميقة، لتضاريس المنطقة وإنسانها، وسبر دقيق للسبل الملائمة والمناسبة لتوظيف صحراء النفود الرائعة وجبال أجا الشاهقة في جلب الانتباه والتسريع في النمو الاقتصادي والسياحي في المنطقة.. وكان القرار الذي فتح آفاقاً واسعة لما أريد له أن يكون، سواء أكانت تلك الكينونة في باب الاقتصاد أو الإعلام أو الرياضة أو السياحة والترفيه وصولاً للعالمية بامتياز.
إن الوصول للقمة نجاح.. ولكن النجاح الحقيقي في هذا الحدث السنوي والذي يسجل لسمو أمير المنطقة، وسمو نائبه، وسمو وزير الرياضة، وسمو رئيس الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، واللجان العاملة وأهالي المنطقة.. هذا النجاح هو القدرة على المحافظة والبقاء في منصة التتويج طوال سنوات الرالي السبعة عشرة.. النجاح في نظري حين يكون لتربعك على عرش القمة فائدة تشمل شريحة عريضة ممن هم يشرفون بقيادتك ويعتزون بإنجازك الذي يعدون أنفسهم شركاء في صناعته منذ خطوة الانطلاق الأولى وحتى عمره السابع عشر.. النجاح حين يشعر الكل أن هذا الحدث يشبع لديهم حاجاتهم النفسية ويلبي رغبتهم في المنافسة من أجل التميز والانفراد.. النجاح حين توظف بيئتك لتكون شريكاً حقيقاً لك في الصعود للقمة.. النجاح حين يكون ما تصنعه وتبدعه حدث وحديث وبلغات عالمية عديدة وعبر وسائل الإعلام المختلفة.
لقد صار الرالي بصمة حائلية بنكهة عالمية وصبغة دولية بامتياز. فشكراً من الأعماق لكل وطني مخلص صادق بذل ماله أو وقته أو نفسه أو جاهه من أجل نجاح أي مشروع وطني واعد. شكراً لكل قيادي عرف كيف يصنع النجاح ويضمن بعد توفيق الله وعونه البقاء ولسنوات طويلة متربعاً على عرش القمة. وجزماً كلمة الشكر تتقازم أمام قامة ولاة أمورنا، وقادة بلادنا، الدوحة المباركة، والشجرة الطيبة، الذين يقفون خلف كل نجاح في هذا الوطن المبارك المعطاء (المملكة العربية السعودية).. ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.