سعد المصبح - الرياض:
رعى معالي وزير الإعلام المكلَّف الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة والتلفزيون في مدينة الرياض افتتاح اجتماعات الدورة الـ41 لأعمال الجمعية العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية.
ورحب معاليه في كلمة ألقاها بهذه المناسبة بالوفود المشاركين في المملكة العربية السعودية، مقدرًا حضورهم إلى بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية وتفاعلهم مع اجتماعات الدورة الحادية والأربعين للجمعية العامة، والاجتماع السادس بعد المائة للمجلس التنفيذي لاتحاد إذاعات الدول العربية، والاجتماعات التحضيرية المتصلة بهما، متمنيًا مواصلة توحيد الجهود، للارتقاء بمكانة الإعلام العربي للمكانة التي تليق به عالميًا.
وبين معاليه أهمية دور الإعلام المحوري في توجيه السياسات العالمية وصناعة القرارات، وهو ما يؤكد أهمية العمل الجماعي لمواكبة التطورات، والاستفادة من التقنيات الرقمية في إيصال الرسائل الاتصالية للعالم.
واستطرد معاليه قائلاً «بنظرة سريعة للتطورات الحاصلة خلال العامين الماضيين «وتحديدًا أثناء جائحة كوفيد 19» نجد بأن الإعلام الرقمي سيطر على المشهد العالمي، وكان الخيار الأهم للدول، وساهمت التقنيات الرقمية في تغيير طريقة تلقينا للمعلومات وتعاملنا مع الأحداث وتفاعلنا مع الآخرين، وهذا التحول بلا شك أنتج ثقافة مجتمعية جديدة تتطلب دراستها، والاهتمام بها، ومواءمة الجهود للتعامل معها بالطريقة المثلى».
وشكر معالي الدكتور القصبي في كلمته قيادة اتحاد إذاعات الدول العربية متمثلة في رئيس الاتحاد السابق محمد بن عبدالمحسن العواش وكافة قيادات الاتحاد متطلعاً إلى تحقيق هذه الدورة لنتائج تخدم مسيرة العمل الإعلامي العربي المشترك من خلال مقاربة أفضل التجارب الإعلامية، مبيناً بأن الإعلام العربي يملك الخبرات والكفاءات، ويثبت دومًا أنه جدير بمكانة عالمية مرموقة تليق به في ظل الحراك الكبير الذي نشهده مستقبل أفضل لدولنا وشعوبنا العربية.
بدوره رحب الرئيس المنتخب للاتحاد أ. محمد بن فهد الحارثي الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون بضيوف المملكة في الاجتماع، مشيداً في الوقت ذاته بمسيرة الاتحاد الذي يعد من أبرز مؤسسات العمل العربي المشترك.
وقال الحارثي في كلمته إن العالم يعيش اليوم حقبة التحول الرقمي التي فتحت آفاقا جديدة وتحديات كبيرة في نفس الوقت، يتمثل أبرزها في اتجاه الجمهور الى المنصات الرقمية التي اكتسحت واستفادت من أزمة كورونا وأصبحت تهيمن على المشهد، بالإضافة الى وجود منصات شبكات التواصل الاجتماعي التي تحول إليها الجمهور وأصبح لها نجوم ومتابعون ومعلنون وصناعة تتشكل خارج دائرة الإعلام الذي يعرفه الممارسون السابقون.
وبين الحارثي أن هذه العوامل تسهم في إلزامية إعادة فهم أدوار الإعلام التي تستدعي في الوقت ذاته فهم الجمهور.
وبين الرئيس المنتخب لاتحاد إذاعات الدول العربية أن نجاح أي مؤسسة إعلامية يكمن بالنجاح في صناعة المحتوى الذي يرتبط بالمحلية ويلتزم بالمصداقية والمهنية، حيث يسهم تعدد مصادر المعلومة وتشتت الجمهور بين مئات المصادر الخبرية ثم اكتشاف عدم صحة بعضها بلجوء ذلك المتلقي للمصادر الموثوقة وهذه فرصة لأي وسيلة إعلامية تلتزم بالمصداقية لان الجمهور سيعود إليها ويحترمها ويرتبط بها.وطالب الحارثي بإعادة النظر بالتعامل مع شركات التقنية بما يحقق العدالة لكل الأطراف حيث تكشف الخارطة الإعلامية الحالية أن شركات التقنية العالمية هي التي تسيطر على السوق الإعلامية، وهذه الشركات العملاقة أخذت نصيب الأسد من الجمهور والحصة الإعلانية على حساب الشركات المحلية واستخدمت الخوارزميات لتحقيق سيطرتها وهو ما استدعى من دول السبع الكبرى فرض ضرائب على تلك الشركات وهو ما نطالب به مستقبلا.
كما بين الرئيس المنتخب للاتحاد أن التوجه القادم للاتحاد سيكون نحو الاستثمار في التدريب وبناء الكوادر التي تفهم وتقود إلى مسار التحول الرقمي مشيداً في الوقت ذاته بالعنوان الأساس لندوة اجتماع الاتحاد والتي اتخذت عنوان «تعامل الاعلام العربي مع الإعلام الرقمي العالمي».
مبيناً بأن هذا الاختيار يعد استشرافا مهما للتعامل مع واقع يفرض نفسه ويستلزم مقاربة مختلفة ومبتكرة حتى لا ينكمش الإعلام المحلي تحت هيمنة مصادر متسيدة ونظل نعيش في نفس الدائرة المشطورة إلى نصفين: الشمال الذي يملك الوسيلة والرسالة والجنوب الذي يستهلك ويستقبل الرسالة.
وفي ختام كلمته قال محمد الحارثي: إن المتابع لمسيرة اتحاذ الإذاعات العربية الممتدة لأكثر من 50 عاما يقف أمامها بإعجاب كواحدة من أنجح مؤسسات العمل العربي المشترك.
كما أنها استطاعت أن تطور منظومة التعاون بين الهيئات العربية، وكذلك في تطوير علاقة الاتحاد مع نظرائه من الاتحادات الدولية.وهو ما يستدعي تقديم الشكر لكل من ساهم في صناعة هذا النجاح منذ تأسيس الاتحاد حتى الآن على دورهم الاستثنائي في تقديم عمل عربي مشترك ناجح.
وشهد حفل الافتتاح العديد من الفقرات التي أبرزت مرحلة التغير التي تشهدها المملكة، كما استعرض خلال الحفل فلم وثائقي عن جهود المملكة والإعلام فيها بالمساهمة في مواجهة جائحة كورونا إلى جانب كافة القطاعات التي جندتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة المواطنين والمقيمين على أرض المملكة.
من جهته أعلن اتحاد إذاعات الدول العربية تنصيب الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون محمد بن فهد الحارثي رئيساً للاتحاد لمدة عامين مقبلين، بعد مرحلة الانتخاب التي نال فيها ممثل المملكة الحارثي إجماع الأعضاء لتولي زمام المنصب خلفاً للكويتي محمد بن عبدالمحسن العواش الذي تمنى خلال كلمته في الاجتماع التوفيق للرئيس الجديد في مهمته القادمة، مشيداً في الوقت ذاته بما قدمته المملكة العربية السعودية من حسن تنظيم ومتابعة واهتمام بأعمال الاتحاد.
بدوره قدم المدير العام للاتحاد عبدالرحيم سليمان الشكر الجزيل لقيادة المملكة العربية السعودية، كما قدم سليمان تعريفا بأدوار الاتحاد وأبرز منجزاته خلال الفترة الماضية، مبيناً تطلع الاتحاد إلى فترة مقبلة زاخرة بالإنجاز في ظل قيادة المملكة العربية السعودية متمثلة بشخص رئيس الاتحاد الجديد أ.محمد الحارثي.وفي نهاية الحفل كرم معالي وزير الإعلام الرئيس السابق للاتحاد ونائبيه والمدير العام وعدداً من الشخصيات البارزة التي أسهمت في إثراء مسيرة الإعلام السعودي والعربي، كما قدم أمين عام اتحاد إذاعات الدول العربية المهندس عبدالرحيم سليمان تكريماً خاصاً من الاتحاد لمعالي وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي نظير الجهود المميزة التي قدمتها المملكة لاحتضان وإنجاح أعمال الاتحاد.