سلْ كل قرمٍ سل التاريخ والعربا
بأي شيء أصابوا المجد والرتبا
ذاك المهند ذاك السيف ضربته
تدني إلى الحتف من عادى ومن سلبا
في شفرتيه أساطير محدثة
عن القرون حديثا مدهشا عجبا
في يوم داحسَ والغبراء صولته
أفنت رقابا وأحصت حوله الحقبا
وكم حروب به قامت وكم قصصٍ
به تداولها الحاكي ومن كتبا
لولاه كم ضاع من حق ومن ذمم
ولا تضيع حقوقٌ سيفها ضربا
إذا بدا حده في الحرب تحسبه
كأنه ذهبٌ أو شابه الشهبا
وقد تبنته في بدر وفي أحدٍ
أيدي الليوث الألى صانوا به العربا
يا سيف قل لي كم أُنشبت في كبدٍ
حرّى وكم أحدثت أنيابك الكُربا
ما زال حدك في كف لمعتصم
يفني علوجا به يصليهم اللهبا
ما بالنا اليوم قد ديست كرامتنا
وصار غالبنا في الدهر قد غُلبا
أتت من السيف أقوال معبرة
لمن لديه فؤاد يدرك السببا
لا لن تعود إلى العربان عزتهم
إلا إذا السيف رمز القوة انتصبا
وقد توارثه سلمان قائدنا
بالحزم والعزم قد أمضى به النُجبا
وصان مجتمع التوحيد مجتهدا
حتى أفاض على المعمورة الذهبا
** **
- شعر: بتول الحريري