لا يخفي الكويتيون إعجابهم بسمو الأمير الشاب محمد بن سلمان حفظه الله إلا قلة من أصحاب الايدولوجيات المتطرفة والغاضبة من التغيير والتطوير أو الحزبيين الذين يأخذون الأوامر من خارج الحدود، فهؤلاء وإن أشعلت أصابعك لهم فهم عدو بالفطرة للسعودية ولنا نحن في الكويت.
كانت فرحة الشعب الكويتي بهذا الشاب الذي حطم قيود الاعراف التي (يَتَذَرى) بها الفاسدون من وصوليين وانتهازيين وجشعين، فمحل الاعجاب والتقدير في آن واحد انه واجه فساد ذوي القربى قبل ان يبدأ بالفساد المالي بالمجتمع وبسيف العدالة ومسطرة العدالة شملت الجميع.
الشعوب أضحت أكثر وعياً وأكثر إدراكاً ووسائل التواصل الاجتماعي رسخت مفاهيم وقواعد ما كان ليخترقها مسترزق، وهذه هي الشفافية في الطرح والشفافية في الرؤية والشفافية في المشروع والصدق مع الشعارات التي تطلقها الدولة هي الكفيلة لأن يكون الشعب بصفك والمدافع الشرس معك، وهذا ما فعله سمو الأمير محمد بن سلمان.
فعندما رفع لواء الحرب على الفساد، لم يبدأ بالبعيد بل بالقريب، وعندما حصن المال العام اتجه إلى الوضوح والشفافية، فهو يسير بخطى ثابتة نحو الاستغناء عن النفط كمورد أساسي للميزانية العامة وبذلك يحقق التنمية المستدامة التي يشترك فيها الجميع.
وايضاً ما كان لهذا الشاب العربي الأصيل والطموح أن ينجح وهو أسير أعراف (هذا ولدنا) أو هذا (ولد بطنها) كما يجري لدى غير المملكة في السيطرة على الأعمال وإدارة المؤسسات وفق معايير (منهو ولده هذا)، محمد حولها (ماذا يقدم هذا وما العلم الذي يحمله وما هي الإضافة التي يمكن لهذا الشاب أن يهديها للمجتمع).
لا أنظر لزيارة سمو الأمير محمد بن سلمان حفظه الله لبلدي الكويت بالإطار البروتوكولي، وهي بلاشك محل ترحيب وفرحة لكل الكويتيين الشرفاء، فهو صاحب الدار ونحن الضيوف، ولكن انظر إلى ماذا استفدنا من تجربته. وكيف نتواكب مع التطور لدى الشقيقة الكبرى.
وأجزم أن لشعب الكويت وقيادته الحكيمة وكما لشعوب الخليج مكانةً في قلبه ووجدانه وانه لن ولن يبخل في المساعدة والمشورة والتهيئة للتطور وحماية المال العام متى ما طُلبت من سموه.
ولكن وضع ألف خط على كلمة ولكن، إن المشاركة لا تعني ان نشارك شقيقتنا السعودية العظيمة في جني الثمار فقط دون ان نشاركها الهموم والتحديات والمشاكل وحالة الاستهداف القذرة لأمنها واستقرارها، فعندما يستهدف أمن الشقيقة السعودية ويهددها الشعوبيون والمليشيات المؤدلجة ويخذلنا الحلفاء الدوليون، يكون واجباً ولزاماً علينا نحن الاشقاء والاخوة في الاقليم ان نكون حالةً واحدةً من وحدة المصير.
المملكة العربية السعودية الشقيقة لا تحتاج إلى الشعارات وأنت تطعن بالظهر، ولكن ما تحتاجه هو وحدة الموقف وقوة الجبهة وإلزامية المصير المشترك، ولعلنا نرد جزءاً من جميلها على دولنا، وهذه هي زبدة الكلام.
تحية تقدير وإجلال وايضا اعتزاز بالمملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة وشعبها الوفي بمناسبة الزيارة الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لبلده واخوانه قيادة وشعب الكويت الأصيل.
** **
خضير العنزي - النائب السابق بمجلس الأمة الكويتي