واس - الباحة:
حافظ أهالي جبلي شدا الأسفل والأعلى بالقطاع التهامي في منطقة الباحة على زراعة «البُن» المتميز بجودته ومذاقه الطيب ليسجل علامة فارقة عرفت شعبياً «بالبن الشدوي» في امتداد لعلاقة ابن الأرض مع هذه الشجرة منذ مئات السنين. وللبُن وطرق غرسه والعناية به تفاصيل هي الأصعب بين مختلف الأشجار بصفة عامة ويشكل حجم إنتاجها إلى قرابة 2000 مدّ سنويًا. وقال مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة المهندس فهد بن مفتاح الزهراني, أن القهوة العربية ارتبطت بقيم وعادات وتقاليد الشعب السعودي حيث تعد موروثاً ثقافياً أصيلاً يعبّر عن حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، ولعل خير دليل على ذلك إعلان سمو وزير الثقافة العام القادم 2022م عام القهوة السعودية، مؤكدًا أن زراعة البن العربي تشتهر في جنوب المملكة بشكل عام وفي منطقة الباحة بشكل خاص، حيث يوجد بجبل شدا الأعلى والأسفل وصدر المزاودة ما يتجاوز الـ200 مزرعة يوجد بها أكثر من 22 ألف شجرة من أجود أنواع البن العربي, مشيراً إلى جهود «وزارة البيئة» لاستدامة هذه الزراعة عبر العديد من البرامج والمشاريع منها مبادرة تأهيل المدرجات الزراعية وحصاد مياه الأمطار التي تقدم الدعم العيني للمزارعين من إنشاء ممرات مائية وخزانات لتجميع المياه مختلفة السعة منها ما يبلغ 240، 120، 90، 60 طناً، إلى جانب تقديم شبكات الري الحديثة وتنظيف وتعميق الآبار وتغطيتها وتوزيع الشتلات التي بلغت 13500 شتلة استفاد من المبادرة 122 مزارعاً حتى الآن. وأضاف أن «برنامج ريف» الذي يقدم دعماً مادياً غير مسترد لضمان التنمية الريفية الزراعية المستدامة يهدف إلى تحسين القطاع الزراعي الريفي ورفع مستوى معيشة صغار المزارعين وزيادة كفاءة الإنتاج، حيث يستهدف 8 قطاعات زراعية ومنها تطوير وإنتاج وتصنيع وتسويق البن العربي. وعن الجهود المبذولة في سبيل دعم زارعة البن بين المهندس الزهراني أن إنشاء أول مدينة لزراعة البن في المملكة بمنطقة الباحة على مساحة إجمالية 1.600.000 متر مربع وبطاقة استيعابية تصل إلى 300 ألف شجرة سترفع من حجم الإنتاج العام للبن العربي إلى 100 %, كما توفر 1000 فرصة وظيفية، وتتضمن مركز أعمال ومركز تدريب وسكناً وضيافة ومعرضاً دائماً بما يحقق عنصر جذب للمنطقة كوجهة سياحية زراعية مميزة.