خالد بن حمد المالك
أنهى سمو ولي العهد زياراته لدول مجلس التعاون بزيارة دولة الكويت التي كانت محطته الأخيرة. ومع أن سموه لم يمضِ فيها سوى ساعات قليلة إلا أن الزيارة حملت الكثير من النتائج، والكثير من التفاهمات، والمزيد من التأكيد على الرؤية الواحدة، والتوافق المشترك حول مجمل القضايا التي تهم البلدين ودول مجلس التعاون.
* *
في الزيارة كان هناك زخم من المباحثات، لا يعبِّر عنها قِصَر الفترة الزمنية التي قضاها الأمير محمد بن سلمان في الكويت الشقيق؛ إذ الموضوعات التي تطرق البحث حولها كانت مجدولة وفقًا للفترة الزمنية المحددة للزيارة، وبما ينسجم مع الرؤية المشتركة لأمير دولة الكويت، ولولي عهد المملكة العربية السعودية؛ بما سرَّع في وضع نقاط التوافق على الحروف.
* *
وكما استُقبل ضيف الكويت الكبير في الدول الأربع التي سبقت زيارة سموه للكويت بالحفاوة وكرم الضيافة وفخامة الاستقبال، فقد كانت الحالة نفسها في الكويت التي كان أمير البلاد وولي عهده على رأس مستقبلي ولي عهد المملكة في المطار، وظل الأمير محمد بن سلمان والشيخ نواف الأحمد الجابر والشيخ مشعل الأحمد الجابر معًا طيلة ساعات الزيارة للعمل على استكمال منجزاتها، والخروج منها بتأكيد الجانبين من جديد على عمق العلاقات بين بلدينا.
* *
من نتائج الزيارة -وهي كثيرة، ويصعب حصرها في زاوية قصيرة، وكلمات محدودة- أن الجانبين، ومن خلال جلسة المباحثات التي عُقدت بين سمو الأمير محمد بن سلمان وسمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر، أكدا عزمهما على تطوير التعاون والتنسيق في المجالات العسكرية والدفاعية بين البلدين، وكذلك في مجال الطاقة، وأن العمل يجري حاليًا للتنسيق بين الشركات العاملة في المنطقة المقسومة والمنطقة المغمورة المحاذية لها، وفقًا لبنود مذكرة التفاهم، وأن العمل مستمر لزيادة مستوى الإنتاج في عمليات كل من الخفجي والوفرة المشتركة.
* *
وهناك توافقات تم الإعلان عنها، بينها: المناخ، الشرق الأوسط الأخضر، تطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، التعاون في مجال كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة، استفادة البلدين من الربط الكهربائي، التبادل التجاري للطاقة الكهربائية، رفع مستوى التبادل التجاري، تشجيع الاستثمار، تبادل الخبرات، وتعزيز التعاون في مجالات الصحة، والسياحة، والأمن الغذائي، والتنمية البشرية. كما تطابقت وجهات نظر الجانبين حول مضامين إعلان العُلا، والقضية الفلسطينية، والأوضاع في كل من لبنان واليمن وسوريا والعراق والسودان وليبيا، والملف النووي الإيراني، وغيرها كثير.
* *
ويمكن القول إن زيارة الأمير محمد بن سلمان للكويت كانت إضافة كبيرة للتعاون القائم بين الدولتين، وكانت إضافة مقدَّرة ومهمة في دعم التنسيق بين دول مجلس التعاون تحقيقًا لكل ما يخدم مصالح دولنا، ويؤمِّن الاستقرار والأمن فيها، ويقود إلى التنمية الشاملة.