أ.د.عثمان بن صالح العامر
النجاح الحقيقي هو في التغلب -بعون الله وتوفيقه- على جميع الظروف المحيطة بِك - عسكرية وسياسية وفكرية واقتصادية وإعلامية واجتماعية -التي يراد منها- بصورة مباشرة أو غير مباشرة - أن تعيق مسيرتك النهضوية، وتوقف مشاريعك التنموية، وتوجد خلخلة في منظومتك القيمية وبنيتك المجتمعية، وتفسد خططك المستقبلية، وهذا النجاح المميز هو ولله الحمد والمنة ما تعكسه بالفعل ميزانية بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، ولم يكن هذا ليكون لولا فضل الله عز وجل ثم السياسة الحكيمة الواعية والرؤية الوطنية الثاقبة التي تتمتع بها قيادة بلادنا العازمة الحازمة ممثلة بمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز اللذين يؤكدان في كل مناسبة التزام الدولة الدائم ببناء الإنسان السعودي وتحقيق الرفاه الاقتصادي -الذي ينشده الكل- في جميع مناطق المملكة وعلى قدم المساواة وفي ميزان العدل.
لقد امتازت الميزانية التي أعلنت الأحد الماضي بـ:
* بلغت الإيرادات 1045 مليار ريال مقابل 930 مليار ريال عام 2021.
* أما عن النفقات فهي 955 مليار ريال مقابل 1015 مليار ريال عام 2021.
* وبلغ الفائض 90 مليار ريال مقابل عجز 85 مليار ريال بـ2021.
* وخصص للقطاعات التنموية 955 مليار ريال، كان النصيب الأكثر لقطاع التعليم بـ185 مليار ريال ثم قطاع البنود العامة بـ182 مليار ريال ثم القطاع العسكري بـ171 مليار ريال.
* وعن معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي فكان 7.4 في المائة مقابل 2.9 في 2021.
* ضخ 27 تريليون ريال بالاقتصاد حتى 2030 منها 10 تريليونات كإنفاق حكومي.
* لقد جاءت ميزانية 2022 في سياق شمولي مدروس، وعلى ضوء رؤية المملكة 2030، وهذا يعني أننا أمام تراتبية زمنية واضحة، ومشاريع تكاملية بينة، لا مكان فيها للاجتهادات الفردية من قبل الأشخاص أياً كانوا، أو حتى المؤسسات الحكومية ذات السيادة العليا -خاصة الخدمية منها- التي كانت فيما قبل تعمل في جزر مستقلة عن بعضها البعض، ومن ثم بالتغذية الراجعة وقياس الأثر ومعرفة النتائج التي تحققت وصولاً إلى 2030 ستكون مؤشرات الأداء لكل قطاع تنموي سهلة القراءة واضحة المعالم للجميع، وعلى ضوء ما تبرهن عليه الأرقام يكون التحرك التنموي المدروس الذي يحقق ما ينتظره المواطن والمقيم من خلال المبادرات النوعية المصطفاة.
* فضلاً عن دخول مصادر أخرى في أرقامنا الجديدة وبشكل قوي لم يكن في الحسبان إبان إعلان القيادة السياسية والاقتصادية عزمها القوي والناجز على تنوع مصادر الدخل وعدم الاعتماد الكلي على النفط.
* والرائع حضور لغة الشفافية وقابلية الحوار والسؤال عن الحال والمستقبل مع أصحاب المعالي الوزراء على ضوء الأرقام المعلنة في الميزانية وبحضور الإعلاميين والمهتمين بالشأن الاقتصادي العام.
* مثله كذلك الوعي المجتمعي بأهمية الحدث محل الحديث ومتابعتهم لما يقال ويكتب عنه، بل مباركة بعضهم البعض بميزانية الخير والعطاء والنماء في وطننا المعطاء.
* ولا ننسى الاهتمام العالمي والمتابعة الدولية للأرقام السعودية وتحليلها والحوار حولها وقراءتها قراءة اقتصادية عميقة ودقيقة .
* الجدير بالذكر التأكيد الذي واكب إعلان الميزانية الاستمرار بالتدابير الوقائية والاجراءات الاحترازية التي تضمن انسيابية الحركة التنموية وسرعة دوران عجلة المال العام دون وجود معوقات اقتصادية وأزمات مالية جراء ظروف عالمية تؤثر في الداخل خاصة فيروس كورونا المتحور، فضلاً عن الإعلان الصريح والواضح عن المضي قدماً في محاربة الفساد الداخلي من قبل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. حفظ الله قادتنا، وأدام أمننا، ونصر جندنا، وأعلى رايتنا، ودمت عزيزاً يا وطني، وإلى لقاء والسلام.