ميسون أبو بكر
صيت مدن المملكة الطبية غزا العالم، من واقع تجربة شخصية أكتب ممزوجة بأخرى كنت قريبة منها من خلال عملي الإعلامي، واليوم كم هي سعادتي غامرة وأنا أشرك قرائي الأعزاء بمقال عن مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية التي كانت أولى مصافحتي لها عند زيارتي للزميلة الإعلامية ريما الشامخ التي يعرفها معظمنا ويعرف نشاطها الدؤوب في العمل الإعلامي وإصابتها خلال برنامجها المباشر، مما استدعى إعادة تأهيل لها في المدينة التي أعدها عالمية في خدماتها وأقسامها وكادرها الطبي وتخصصها كما في بنائها وموقعها في شمال الرياض والتي تحاكي مراكز التأهيل العالمية البعيدة عن زحمة المدن.
عروس الشمال هي التي تمنح الأمل وبشائر العلاج لمرضاها، والتي كلما حضرت على البال أو حضرنا في أروقتها لوحنا بكف القلب للأمير الذي عرف بإنسانيته وكرمه رحمه الله سلطان بن عبدالعزيز صاحب الأيادي البيضاء والمبادرات الإنسانية التي خلدت ذكره وطرزت عمله ومسيرته بالمجد والحضور أينما ذكر اسمه.
ستكمل المدينة التي أنشئت كمركز تأهيل متخصص ومستشفى يحتوي على أكثر من 500 سرير عشرين عاماً منذ إنشائها، وهي تضم نخبة الأطباء وأصحاب الاختصاص كما الكادر الطبي بكل تخصصاته، وقد تعرفت على عملها عن قرب وأقسامها المختلفة وكيف هي بمثابة أمل للكثيرين الذين يتعالجون في أروقتها، من الذين وضعت لهم أعضاء بديلة عن أعضائهم التي فقدوها سواء في حوادث أو لأسباب أخرى فمنحتهم الشفاء والبدائل لمزاولة الحياة وأهلتهم بوضعهم الحالي لممارسة نشاطاتهم.
المدينة الخضراء كما أسميها التي تسر الزائرين ومرضاها بالمساحات الخضراء والبحيرة وكائناتها من الأسماك والبط والطيور التي تتجمع حول الماء ترسم في جمالها لوحة ربانية فائقة الجمال والتي تضفي على المرضى أجواء من الراحة والسعادة بالإضافة لمرافق كثيرة كحديقة للأطفال وأماكن مخصصة للمشي وحين نقول مدينة للتأهيل فهي ملء الكلمة على مختلف أشكال التأهيل سواء بسبب الإعاقة البدنية أو اعتلال في النمو أو مشاكل صحية معقدة لها ظروفها.
المدينة العالمية التي تضم أطباء من جميع أنحاء العالم كان لنا الحظ أن يكون علاج مريضنا على أيدي أطباء سعوديين مهرة ومتميزين وأقولها أمانة لقلمي ولجهد هؤلاء الذين وافق آراؤهم وطرقهم العلاجية أطباء عالميين قصدناهم في الخارج أدهشهم ما وصلت إليه المملكة من تقدم طبي يشار له بالبنان.
«لا للعلاج في الخارج» طالما في المملكة هذا التقدم الطبي ما لم يكن هناك ضرورة للسفر للخارج، فبيئة العلاج وعائلة المريض من أسباب علاجه.
كلما قصدنا مدينة الأمير سلطان للخدمات الإنسانية شمالاً عوضتني تلك الأجواء الطبيعية الساحرة عن الانتظار لساعات علاج مريضنا، والتي يضاف إليها اهتمام المدينة باللوحات التشكيلية لفنانين سعوديين أبدعت ريشتهم وكنت اقتبست صور لوحاتهم سابقاً مع تغريداتي في فضاء تويتر.
الإنسانية هي عنوان المملكة العربية السعودية التي تمنح بسخاء وكرم قال عنه الأمير سلطان نحن نعطي بحيث لا تعرف اليد اليسرى ما قدمته اليد اليمنى.