مسعدة اليامي - الجزيرة الثقافية:
لن أخون العهد الذي بيني وبين القصة, وسوف أستمر في كتابة القصة لأن ملحمة نصف القرن لم تنتهِ بعد, الكتابة اليومية مرهقة, ولكن لا بد؛ كون آلة الكتابة ربما تتعطل, ويجف حبرها لو تركتها بلا حركة أو تحريك.
* قصتك مع القصة كيف بدأت؟
- سأحدثك عن بدايتي الكتابة؛ لأن هذه البداية هي التي صنعتْ من (محمد الرياني) قاصًّا بعد عقود خمسة تقريبًا. في قريتي قلةٌ هم الذين يقرؤون ويكتبون عندما التحقتُ بالمدرسة أواخر عام 1389هـ، وفي هذا العام سافرتْ أختي الكبرى إلى الطائف رفقة زوجها العسكري الذي يعمل بالجيش السعودي وكنا أشقاء أربعة: بنتين وولدين، ثم تبعها أخي الذي يصغرها بعام إلى جدة للعمل ، حزنتْ أمي كثيرًا وارتفعتْ حرارةُ الأشواق عندها، وبعد بضعةِ أشهر جاءت الرسائل من الطائف من زوج أختي في الوقت الذي تعلمتُ فيه الحروف والقراءة والحساب، وعندما لم يجد أبي وأمي من يكتب لهما كتبتُ أول رسالة في حياتي وأنا في منتصف العام الدراسي بالصف الأول الابتدائي، وبقيتْ أختي محتفظة بهذه الرسالة فترة طويلة.. تلك هي بدايتي مع الكتابة وبقيت بعد ذلك الكاتب الذي يكتب الرسائل للأسرة، وتطور الأمر لأكتب لأهل الحي إلى أبنائهم وذويهم المتفرقين في مدن المملكة، فأحببت الكتابة والتعبير والقراءة وتحديدًا قراءة القصص في مكتبة المدرسة، لدرجة أنني كتبت عن موضوع في التعبير عن وصف حادث مروري في قرية تندر فيها السيارات.
* خمسون عاماً قراءة وكتابة دون نشر ما السبب في ذلك؟
- في الحقيقة رحلتي مع خمسين عامًا كتابة تُوِّجتْ تتويجًا رائعًا من وجهة نظري وبمنحنى يختلف عن خط السير الذي كنتُ سائرًا عليه، أما مسألة النشر فأنا نشرتُ مقالاتي اعتبارًا من العام 1404 للهجرة في الصحافة المحلية وخاصة عكاظ التي نشرتْ أَولَ مقالاتي، وبقيتُ متحمسًا للكتابة في عكاظ وغيرها، ونشرتُ هنا في جريدةِ الجزيرة عدة مقالات وشرفتُ بأن كنتُ محررًا صحفيًّا بها قبل عشرين عامًا، بل إنني أرسلتُ مقالًا رائعًا أيام الاحتفال بمئوية التأسيس عبر الفاكس ونُشر اليوم الثاني، والتحقتُ صحفيًّا وكاتبًا بجريدة الرياض قبل ربع قرن، ونشرتُ عشرات المقالات والنصوص الأدبية كما كنتُ وسيطًا ثقافيًا أنشر لعدد من كبار شعراء وأدباء المنطقة ، وخلال عصر التقنية نشرتُ كتاباتي في العديد من المواقع الالكترونية والمنتديات ، بل إنني أسستُ صحيفةَ جازان التربوية لتعليم جازان وكنتُ رئيسَ تحريرها وصاحبَ زاويةٍ ثابتة فيها، أما مسألةُ النشر أو طباعة القصص فهذه المسألة لها قصةٌ سيأتي الحديث عنها.
* صدر لك سبع مجموعات قصصية وثلاث مجموعات تحت الطباعة، ماذا تتوقع أن تكون ردود فعل المشهد الثقافي السعودي والحركة النقدية حول أعمالك التي قفزت فجأة؟
- عام 2016 م أعتبره عام القصة القصيرة بالنسبة إلي، ولو أردتُ الاحتفال سنوياً كوني كاتبًا سأختار هذا العام، وبداية تفكيري في الطباعة نبعتْ من زميلي في إدارة الجودة الشاملة بالإدارة العامة لتعليم جازان الاستاذ الحسن آل خيرات الذي كان في الوقت نفسه رئيسًا لنادي جازان الأدبي، وكان يُشركني أحيانًا في تحكيمِ بعض المخطوطات لأدباء ، فسألني لِمَ لمْ تنشر كتاباتك؟ فتحمستُ للفكرةِ وجمعتُ بعضَ ما نشرتُه وكان شتاتًا في المواقع المتفرقة دون تسميته مجموعة قصصية عن طريق نادي جازان الأدبي بالتعاون مع الدار العربية للعلوم ناشرون، فكانت البداية التي جعلتني أكتب بغزارة وقد كنتُ أفعل ذلك من قبل ولكن الأمر اختلف، فاحترفتُ كتابةَ القصةِ القصيرةِ بعد ذلك، والذي شجعني أكثر من ذلك حضوري دورة في فن كتابة القصة القصيرة، قدمها الدكتور والناقد الأدبي حسن النعمي والذي اشترط في نهاية الدورة أن يُقدِّمَ كلُّ واحدٍ نصَّا قصصيًّا، فاعتذرتُ كوني حضرتُ مستفيدًا لا متدربَّا ولكنه ألحَّ عليَّ بالمشاركة وسطَ تحفيزٍ من صديقي وزميلي الإعلامي الكبير مهدي السروري، وفوجئتُ في النهاية بفوزي بالمركز الأول من بين عدد من كبار كتاب القصة في المنطقة، فمضيتُ قدمًا لأطبعَ بثقة بين أعوام 2017 و2021 ستَّ مجموعاتٍ قصصيةٍ، وأستعدُّ الآن لطباعةِ ثلاثِ مجموعاتٍ أخرى جديدة ، ولعلي أشير هنا إلى أن عملي في التعليم كمدير إدارة صرفني كثيرًا عن الطباعة أو حتى مجرد التفكير فيها، وكل همي كان منصبًّا على إبراز النشاط الثقافي والأدبي والإعلامي لإدارتي ثم تجويد العمل كوني مديرًا للجودة في ذلك الوقت ، وكانت هذه الإدارة أي الجودة الشاملة هي المحطة المهمة في حياتي والتي جمعتني بشكلٍ مباشر برئيس نادي جازان الأدبي الحسن آل خيرات في ذلك الوقت، وكانت هذه الإدارة محطة فارقة في مسيرتي؛ ربما لم أكن لأطبع كتابًا ، ولكن الله أراد ذلك وتحققت الأمنيات بعد هذا العمر، وكثير من زملاء العمل لم يندهشوا بهذا الكمِّ من المطبوعات؛ كونهم يعرفون مسيرتي التعليمية والأدبية.
* الكتابة القصصية اليومية ألا ترى أنها مرهقة ذهنياً وتولد الملل عند المتابع؟
- أتفق معك كثيرًا في أن الكتابة القصصية اليومية مرهقة كثيرًا للكاتب وقد تؤثر على إبداعه؛ لأن الكتابة القصصية تحتاج إلى التروِّي وعدم الاستعجال، فهذه القصص لا تملكها إذا وقعتْ بين أيدي المتلقين وخاصة أنك تكتب للنخبة من القراء والمثقفين، ولكنني أجد في الكتابة حياة أخرى وأستمتع بها وكأنها هواء آخر يستقر في رئتي، َوقد سألني كثير غيرك هذا السؤال عن الوقت الذي أجده لهذه الكتابة المتدفقة اليومية، وبعضهم يطلب مني التريث وأترك لهم المجال لالتقاط الأنفاس، وأفعل ذلك أحيانًا ولكن الصباح والمساء وسائر الأوقات تلهمني بأشياء تجعلني أسطرها قصصًا، وقد عانت أسرتي كثيرًا خاصة وقت الإفطار حيث ينتظرونني وأنا مسترسلٌ وأطلب منهم الانتظار، وأجدد الاتفاق معك حول هذا الإرهاق ولكن يبدو أن آلة الكتابة ربما تتعطلُ ويجفُّ زيتها لو تركتُها بلا حركة أو تحريك.
* حدثنا عن خلواتك مع خير جليس كم من الوقت تمضي بصحبة الكتاب وما أهم الكتب التي قرأت؟
- يبقى الكتابُ - كما تفضلتِ - خيرَ جليس، وأنا أحب القراءة بشغف، وعندما كنتُ صغيرًا كنتُ أحفظ أرقامَ لوحاتِ السيارات، وأدخل البيوتَ القديمةَ وأقرأ العبارات المنقوشة فيها، وكبرتُ قليلًا لأجدني داخل دكان صغير أبيع فيه لأهل الحي، فتفرغتُ لقراءةِ مكوناتِ المعلباتِ والحلوياتِ والعصائرِ والبسكويتاتِ وأرقامِ التسلسل للريالات ، وفي الصحفِ أقرأ كلَّ شيء فيها حتى الإعلانات للمؤسسات والأفراد، وفي الصغرِ ظللتُ أكثر المترددين على مكتبةِ المدرسةِ والمستعيرين منها، وكان أخي الأكبر الذي يعمل عسكريًّا في مدينة جدة يبعث لي القصصَ والرواياتِ والأقلامَ والدفاترَ الأنيقةَ لمعرفته بشغفي للقراءة، وكبرتُ أكثر وتعمقتُ بالقراءة في مكتبة النادي الأدبي، وفي عملي عملتُ وأنا معلمٌ أمينًا للمكتبةِ ومشجعًا للطلاب على القراءة، وعندي في البيتِ مكتبةٌ جيدةٌ بها مختلف العلوم الفنون والقصة على وجه التحديد، والآن أتردد على أحد المقاهي لأقرأ روايةَ «أبجدية القتلى» لأسطورة الرواية أجاثا كريستي، ولا يمرُّ عليَّ يومٌ من دون أن أقرأ وسأظل، والقراءة للكاتبِ معينٌ مهمٌّ كي يبقى شلالُ كتابته متدفقًّا ومتجددا.
* خمسون عاماً من العزلة ماذا تتوقع أن تنتج من أعمال قصصية وهل ترى في كتابة القصة رسالة؟
- خمسون عامًا ليست عزلة بمعنى العزلة، نصفُ هذه المدة أي ربعُ قرنٍ أمضيتُه في التنقلِ بالثقافةِ والإعلامِ في كثيرٍ من مناطقِ المملكةِ ومحافظاتها، وساهم عملي في النشاط الثقافي والإعلامي تحديدًا في حضورِ فعالياتٍ ومناسباتٍ كثيرةٍ في هذا الوطن ممثلًا للمنطقة وناقلًا تجاربَ النجاحِ في جازان ومستفيدًا من تجاربِ الآخرين، والقصةُ هي فن أدبي يهتم بالإنسان، والأدب هو عملٌ راقٍ ورفيع وكثير من الأدباء يسعون لرقي العالم وتخليصه من الشحناء والبغضاء عبر الأدب جامدًا ومتحركًا أي عبر المكتوب أو المتحرك فوق المسرح أو عبر الشاشات ، وهناك قصص الطفولة التي تسعى لتربية النشء وتوسيع خياله ومداركه، فالقصة رسالة ورسالة عظيمة تدعو للذوق الرفيع، وبالنسبة إلي فالجانب الإنساني يغلب على كثيرٍ من أعمالي مع التنويع في توظيف هذا النوع حتى لا أكرر نفسي في الكتابة، والمتابع لما أكتبه يلاحظ إخلاصي للموروث وللعادات والتقاليد ولبيئة القرية والريف وللمرأة وقضاياها وقضايا الحب وللحياة بكل جمالها وتضاريسها المختلفة، والكتابة بشكلٍ عام تسير مع التاريخ بكل تفاصيله بشكل متوازٍ إلى أن يشاء الله، وأسعى عبر قصصي لأن تكون السعادة جزءًا من حياتي وحياة الآخرين.
* ما طقوسك عند كتابة القصة القصيرة وهل تكتب القصيرة جداً (ق, ق, ج)؟
- عندما أكتبُ فأنا أسكن في كل الأماكن والأزمنة التي أنغمس فيها، ويسألونني عن أشياء كتبتُها قبل ثلاثين عامًا كيف تذكرتُها، فتكون الإجابة عبر حالة العودة التي عدت فيها إلى الماضي وهي حالة اللاشعور التي جعلتني أجرُّ الماضي إلى حيث أنا أو ربما الماضي الذي ساقني معه نحو تلك التفاصيل، وعندما أحضر بالقصة في مناسبات الزواج فإن صورة العروس الحسناء تمْثلُ أمامي، ويحضر مع ذلك مشهدُ الفرح كاملًا وربما تفوح الروائح العطرية فأستروح شيئًا ليس موجودًا، فالكتابة عندي بساط الريح الذي ينقلني إلى طقوس مختلفة لأكتب ما أريده في جو قد لا يراه غيري.
أما القصة القصيرة جدًّا فقد جربتُها مرةً في ملتقى القصة القصيرة وحازت هذه التجربة إشادة من خبرائها، ولعلي أكرر التجربة قريبًا على نطاق أوسع ومنه نطاق النشر.
* كم مجموعة قصصية نشرت عن طريق الأندية الأدبية وكيف رأيت النشر من خلال دور النشر؟
- نشرت مجموعة واحدة عن طريق نادي جازان الأدبي والدار العربية للعلوم ناشرون، وهي مجموعة نصوص وقصص اسمها ليلة على الرابية عام 2017م وهي المجموعة الأولى، وقد حققت انتشارًا كبيرًا وحظيت بتوقيعها في منصة التوقيعات بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2017م وساهم انتشار هذه المجموعة في التعريف بمحمد الرياني القاص وليس الكاتب والكاتب الصحفي والإعلامي الذي عرفه الناس، أما بقية إصداراتي الستة فقد توزعت بين مطابع لبنان ومصر والمملكة، وسأطبع الإصدارات القادمة في المملكة - إن شاء الله - دعمًا لدور النشر المحلية ولسهولة التواصل والتنسيق عند مراحل الطباعة.
* هل تكتب حسب خطة أو تعمل على البركة؟
- البركةُ التي تتحدثين عنها أصبحتْ خطة؛ فمع كلِّ إشراقةِ صبحٍ تأتيني مع سطور الشمس سطورُ الكتابة، ومع كلِّ إطلالةِ نجمٍ أو قمرٍ يوحي إليَّ المساءُ بعنوانِ قصة، كلُّ تفاصيلِ الوقتِ تلهمني بأشياء فأكتب عنها، الفجرُ يسمعني صوتَ العصافير والدوابِّ وحركةَ الناس، والضحى يذكرني بوصولِ الأغنامِ إلى أحواض الطين جوار الآبار، والظهيرةُ تحفزني لأحلام القيلولة، والأصيلُ يدفعني للذهاب لرؤيةِ الشمسِ وهي تسقطُ في البحرِ عند الغروب، والليلُ يجعلني أرفعُ بصري ليصعدَ إلى السماء حيث أبعد نجم يستقر في الطبق الذي يشكل سقف الأرض ، تفاصيلُ التفاصيلِ تسهويني لأكتب عنها باستمرارٍ وديمومة، الخطةُ في الكتابةِ قد تقيدني فأنا أكتب كلما عنَّت لي الفكرة فلا أؤجلها أو أتركها تصنع لي صداعاً.
* ماذا تقدم لنفسك كمكافأة فكرية عندما ينشر لك عمل، وكيف تتقبل عملية رفض أن ينشر لك عمل أدبي، وكيف تتعامل مع النقد أو الرأي المباشر من خلال نادي القصة السعودي أو غيرهُ؟
- تصدقين أ. مسعدة، أنا أكتب بسعادة غامرة وبشعور لا يعادله شعور، وأنا لا أكتب بقلم على ورق بل أكتب على هاتفي الذكي مباشرة، وقد تمرستُ لدرجة المهارة الكبيرة والسرعة في الكتابة على الجوال، وعبرَ عقدٍ من الزمنِ كتبتُ مئاتَ القصص والمقالات والتي سافرتْ إلى كل الأصقاعِ متجاوزةً كلَّ الوهادِ والآكامِ والبحارِ، وحظيتُ بصداقاتٍ عديدةٍ في كلِّ الوطنِ العربي بسبب هذه القصةِ القصيرةِ التي سكنتْ في جيبِ قميصي مع هاتفي المحمول.
وبالنسبةِ للنقد فقد كنتُ في البدايةِ أتحسسُ منه لدرجةِ مغادرة القروبات ولم يدم هذا التصرف أو يتكرر، فجاءني من ينصحني بأن أكون أكثرَ ركادةً فتعلمتُ كثيرًا ووعيتُ الدرسَ جيدًا ونضجتْ كتاباتي أكثر، وهذا يدلل على أننا يجب أن نتعلمَ ونتعلمَ في حياتنا سواء في الكتابة أم غيرها، وبالنسبةِ للنشر والطباعة فهناك خياراتٌ كثيرةٌ أمامي ومن سأجد عنده صدودًا سلكتُ طريقًا آخر للنشر أو دارًا والدائرةُ واسعةٌ بل واسعةٌ جدًّا تسمح لكل الكواكبِ أن تدور في فلكها.
* هل تفكر بأن تصدر أعمالاً رقمية وكيف ترى ذلك العالم؟
- العالم الرقمي والافتراضي والتقني لا غنى عنه، وقد رأيتِ كيف نجح مؤخرًا ملتقى السرد العربي الذي استضافه نادي الحدود الشمالية الأدبي الثقافي، وكيف نجح ملتقى القصة القصيرة وكيف كان الإقبال على نادي القصة السعودي، ولاشك أن تجربة العالم الرقمي تجربة جميلة لم أطرقها إلى الآن ولكنها سريعة الانتشار وتحتاج إلى منظومة تقنية ومؤسسات متطورة تدير هذا العالم العجيب الغريب بكل جمالياته، ولعلك ترين ذلك مني قريباً.
* كتبت القصة الواقعية , القصة التاريخية , القصة الخيالية في رأيك ماذا تحتاج لكل نوع حتى يظهر بجودة أدبية عالية وهل تتعب مع الشخصيات القصصية؟
- يجبُ على الكاتب أن يتكئ على إرثٍ كبير من الثقافة، بمعنى أن يكون موسوعيًا، وأن يأخذ قطراتٍ من كلِّ بحرٍ حتى يكون محلَّ ثقةٍ لقرائه؛ فقصصُ الخيالِ العلمي لابد لكاتبها أن يكون على اطلاعٍ على المجالِ العلمي، وكاتبُ قصصِ التاريخِ لابد أن يقرأ في التاريخ، والكاتب للأطفال لابد أن يعرف مستوى التفكير عند الأطفال وهكذا، فكل كاتب ينبغي عليه أن يكون واثقًا من القدرات التي لديه أو من غزارة ما يملك معلومات تعينه على رسم الخارطة الصحيحة لكتابته.
* هل ستظل وفياً لكتابة القصة أم أن هناك نية لتجربة فن الرواية ؟
- لن أخون العهد الذي بيني وبين القصة، فبيننا قصةُ حبٍّ لا تنتهي، وسأستمر في كتابة القصة القصيرة ؛ لأن مَلْحَمَةَ نصفِ القرنٍ لم تنته بعد ولا تزالُ الأيام التي تتفرعُ من العقودِ الخمسةِ تحمل على أغصانها ثمارًا كثيرةً بعضها نضجَ وأكل وبعضها ينتظر، وبعضها سيتحولُ بذورًا لأشجار أخرى، رحلة الخمسين عامًا لا تزالُ تحملُ الكثيرَ والمثير ، وبالنسبة للرواية فلي روايةٌ سأنتهي منها قريبًا، وقد أعلنتُ عنها في ملتقى السرد العربي الذي استضافني مؤخراً.
* ما أهم المشاركات الافتراضية سواء كانت أمسيات قصصية أو ملتقيات شاركت بها من خلال العالم الافتراضي وكيف شهدت ذلك، وهل تتوقع غياب الافتراضي مع العودة إلى الحياة الطبيعية ؟
- العالم الافتراضي أتاح لي مزيدًا من الحضور الإعلامي والأدبي، بل أعتبره أحد الأسباب الجوهرية التي جعلتني قاصًّا، وقد شاركت في العديد ومن أبرزها ملتقى بيش وصالون خيال الثقافي وديوانية الحازمي للنشر وملتقى القصة القصيرة، ونادي جدة الأدبي الثقافي ونادي جازان الأدبي وملتقى السرد العربي للقصة القصيرة الذي استضافه نادي الحدود الشمالية الأدبي، ولقاءت قادمة منتظرة، وأشارك بفاعلية في العديد من القروبات الإعلامية والأدبية والثقافية والاجتماعية، وأكتب في العديد من الصحف الالكترونية بالتزامن سواء بقصص قصيرة أو مقالات وغيرها، ولي حضور مميز على تويتر والفيس بوك، والأخير حفظ لي كثيرًا مما كتبت عبر اثني عشر عامًا تقريبا، وفي اعتقادي أنه نجح مع التعليم ومع الأدب وسيبقى ضمن منظومة هذا العصر الذي يمور بكل جديد ومدهش.
* كيف ترى ملتقيات القصة عبر وسيلة الواتس اب، وهل أنت مشارك في مجموعات كثيرة وماذا استفدت؟
- ملتقيات القصة القصيرة رائعة جدًّا والقائمون عليها استثمروا عالم التقنية استثمارًا رائعًا، ولدينا أمثلة رائعة لأدباء سخَّروا إمكاناتهم لخدمة الأدب أمثال مريم الحسن وخالد اليوسف وجبير المليحان ومحمد المنصور الحازمي وغيرهم لخدمة هذا الجانب.