وأنا الذي لا شغل لي...
غير التسكع بين أكداس الورقْ
وقراءة الأشعار في الإصباحِ أو عند الغسقْ
وغنائي المبحوح للأمطار والأشجار
للتبرم والنزق
خبزي وفيرٌ واغتسالي والمنامُ بلا أرقْ
وحمامتي أرسلتُها كيما تعود إلي بالخبر اليقن
راقبت عودتها بصبر الصابرين
عند انبلاج الفجر، أو عند اختلاطات الشفقْ
إني أريد بأن أنام متى اشتهيتُ، وعندما
عيناي أغمضتا لذيذ نعاسها
وأريد أن ألقى ضياء الشمس في وكناتها
وأعانق البدرَ المضمخَ بالضياء وبالألقْ
وأنا أحبُ كتابة الأشعار بالأسفار
بالزمن البعيدْ
وأحب أكتب ما أريدْ
وأغني للنجم البعيد كنشوتي... في يوم عيدْ
إني أحب سحابةً هطّالةً في الأمسياتْ
أو في صباحات القفار المعشباتْ
أو في غرابيب الجبال تعانقتْ عند الأفق
إني أحب حمامةً حطت على الغصن الرطيبْ
وبكت وغنت عند تذكار الحبيبْ
هلّا يُجيبُ حبيبُها أو لا يجيب؟
قلبٌ تُنازعه الهواجسُ كلما غنّى شهق!
إني أحب بأن أرى شيخوختي
بوحا يريح القلبَ في صلواته
والذكرَ في خلواته
وتزاحمَ الدعوات والرحمات في سكناته
في جوف ليل المخبتين وما وسقْ
** **
- سليمان عبد العزيز العتيق