د. خالد بن عبد الرحمن الجريسي
توج السعوديون حكومةً ومواطنين تفاؤلهم الدائم بإعلان ميزانية العام 2022م التي أقرها مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يوم الأحد 12/12/2021م وهي ميزانية خير وبركة تعزز الطموح وتطمئن كل المواطنين ومحبي المملكة العربية السعودية وتعكس الشفافية المالية للدولة وتجعل المواطن على رأس الاهتمامات والأولويات دائماً.
هذه الميزانية المباركة تدعم تطوير الخدمات الأساسية وتعزز الاستدامة المالية وتسهم في تمكين القطاع الخاص كرديف وشريك في التنمية الشاملة، حيث بلغ إجمالي الانفاق 955 مليار ريال، وإجمالي الإيرادات 1045 مليار ريال، فيما يأتي إجمالي الفائض نحو 90 مليار ريال، وهذا نتيجة السياسات والإجراءات الواقعية الصائبة التي اتخذتها الحكومة في التعامل مع جائحة كورونا وأسهمت هذه الإجراءات في تقليص تداعيات الأزمة والحد منها وتطويق نتائجها السالبة.
وصدور ميزانية قوية وواضحة وشفافة بهذه الصورة في ظل الظروف الدولية المتأثرة بجائحة كورونا وببعض العوامل الأخرى التي انعكست على اقتصاد دول العالم، تجسد حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين على دعم الصحة والتعليم وتطوير الخدمات الأساسية فضلاً عن استمرار الدعم والإعانات الاجتماعية، وكذلك استمرار الإصلاحات الاقتصادية وتطوير الإدارة المالية وضمان الاستدامة المالية والمحافظة على سقف الانفاق الحكومي المعلن، وهذا بلا شك يجعل الدولة في مركز مالي قوي يستطيع التصدي لكل الأزمات ومواجهة كافة المتغيرات والتحديات وامتصاص الصدمات الاقتصادية الطارئة وهو ما تتميز به المملكة بشكل دائم.
وتشير تقديرات الميزانية للعام 2022م إلى ارتفاع إجمالي الإيرادات وتحقيق فوائض عالية سوف توجه بإذن الله تعالى لتعزيز الاحتياطات الحكومية ودعم الصناديق التنموية وصندوق الاستثمارات العامة والنظر في إمكانية التعجيل بتنفيذ بعض المشاريع والبرامج الاستراتيجية ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي أو سداد جزء من الدين العام وفقاً لظروف السوق.
وتعكس ميزانية العام الجديد حرص الدولة على الاستمرار في النمو الاقتصادي وتنويع الموارد، وتطوير الصناعة والخدمات اللوجستية وتحسين الإيرادات غير النفطية والضغط على الإنفاق الحكومي وتعزيز دور القطاع الخاص في الاستثمار والتوظيف، والاستمرار في استخدام أدوات التخطيط الفاعلة.
وقد أسهم في إعداد هذه الميزانية بهذه الصورة المرضية والمبشرة بالخير الإدارة السليمة والتخطيط الدقيق والعمل التشاركي بين كافة أجهزة الدولة، وحشد الطاقات وتسخير الجهود والامكانيات من أجل تحقيق مستهدفات الميزانية العامة تماشياً مع موجهات رؤية 2030 واتباع الشفافية والوضوح في التقارير المالية وتقارير الأداء.
نرفع التهنئة والشكر لحكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية بمناسبة إعلان ميزانية العام 2022م وهي تضع المواطن على رأس الأولويات وتسعى لتحسين جودة الحياة واستغلال الموارد المتاحة استغلالاً مثالياً وتعزز معدلات النمو الاقتصادي بوتيرة تصاعدية وتدعم الخطط الإسكانية خدمة لمواطني المملكة العربية السعودية في مختلف المناطق.
ونسأل الله أن يجعلها ميزانية خير وبركة وأن يحفظ لمملكتنا أمنها واستقرارها ووفرتها ورخاءها ولقيادتنا الحكيمة موفور الصحة والعافية.