د. صالح عبدالله الحمد
جبل توبقال هو أعلى قمة في جبال أطلس وفي شمال أفريقيا والعالم العربي ويبلغ ارتفاعه (4167 م) وينتمي لسلسلة جبال أطلس الكبير على بعد (82كم) جنوب مدينة مراكش ويقع داخل منتزه توبقال الوطني الذي تبلغ مساحته (380م مربعاً). طقس جبل توبقال بارد جداً إذ وصلت درجة الحرارة أثناء صعودنا 4 درجات تحت الصفر وهو مغطى بالثلوج ولا ترى الطريق مطلقاً بل تسير على طبقة ثلجية استخدمنا فيها الحديد المدبب تحت الأحذية حتى لا يتم الانزلاق، وكان الصعود لقمة هذا الجبل متعب جداً اجتمع فيه استمرارية الصعود على طبقة الثلج والهواء والبرد واستغرقت رحلة الصعود خمس ساعات ونصف الساعة هذا ما يخص جبل توبقال، أما كيف بدأت رحلتي إلى هذا الجبل الأشم فكان عن طريق اعلان من مكتب همم لتنظيم الرحلات ببلجرشي تم حجزي وتوجهت بصحبة بعض الإخوة من مدينة الرياض إلى الدار البيضاء وبعد وصولنا انتظرنا حتى حضر كافة أفراد المجموعة من جده وبعض المدن الأخرى والتي بلغ عددها (14) شخصا غادرنا بعد ذلك إلى مدينة مراكش ومنها إلى بلدة إمليل التي تتميز بالمناظر الخلابة وبأنها مكان رائع في جبال أطلس تزينها المناظر الطبيعية الفاتنة وفرصة لتسلق جبل توبقال والذي يعتبر من الأنشطة الجميلة بها عند وصولنا إلى مدينة إمليل نزلنا من الحافلة وتوقفنا وأنزلنا أمتعتنا الذي تم حمله على البغال وقام بعض أفراد الرحلة باستئجار ما ينقصهم من الأدوات التي يحتاجونها في عملية الصعود وكان ذلك في حدود الساعة (11) صباحاً والتي بدأنا فيها الصعود عبر طريق متوسط الصعوبة تخلله بعض الاستراحات القصيرة وخلال تواجد المطر ونزول الثلج وصلنا بحمد الله عند الغروب إلى مكان المبيت وهو ما يسمى بالملجاء، وهو على هيئة فندق لكن محتوياته متواضعة جداً وتسيطر عليه البرودة الشديدة جدا، مكثنا هنا طوال الليل وفي الصباح الباكر بعد صلاة الفجر تناولنا طعام الإفطار وبدأنا بعد ذلك بعد الاستعداد برحلة الصعود في حدود الساعة الثامنة تقريباً في جوٍ لا نحسد عليه من البرد وتساقط الثلوج وأتممنا هذه الرحلة بحمد الله وتوفيقه ووصلنا إلى قمة الجبل بعد السير صعوداً خمس ساعات ونصف الساعة، وبعد توقفنا بالقمة الذي لم يطل نظراً لصعوبة الهواء والبرد مجرد التقاط بعض الصور التذكارية العاجلة تم نزولنا عبر طريق الصعود الذي هو الآخر لا يقل صعوبة عن الصعود حتى وصلنا إلى الملجاء مساءً بحمد الله وفضله، بتنا تلك الللة بالملجاء وبعد الإفطار غادرنا في بدء عملية النزول إلى بلدة إمليل ولقد اتعبتنا جداً عملية النزول نظراً لتواجد الثلج المذاب الذي أنهكنا في الانزلاق والسقوط وبعد وصولنا بعد الظهر إلى إمليل تناولنا طعام الغداء، ومن ثم امتطينا الحافلة إلى مدينة مراكش التي وصلناها قبل صلاة المغرب ونحن بحمد الله نشعر بالفرحة والسرور جراء نهاية هذه الفعالية وصعود الجبل ونحن بحمد الله بصحة وعافية.
في ختام هذه المقالة المتواضعة أشكر من القلب الأخ الكريم علي مسحق (أبو أحمد) منظم الرحلة على حرصه وكرمه وتفهمه لعملية اعداد الرحلة مما جعلنا لا نشعر بالتعب والإرهاق وننهي هذه الفعالية على خير ما يرام، كما أشكر إخواني الأفاضل أعضاء الرحلة على تعاونهم واحترامهم وخدمتهم جزاهم الله خيرا.
وإلى اللقاء إن شاء الله في مقالة قادمة عن منطقة أوربيكا في جبال أطلس.