خالد بن حمد المالك
مرت الرياض منتصف هذا الأسبوع بحدثين مهمين، أظهرا للعالم أن المملكة ودول مجلس التعاون على موعد مع مستقبل سار، وبانتظار ما هو أفضل مما نحن عليه الآن، سواء بالنسبة للمملكة منفردة، أو المملكة بالشراكة والتعاون مع شقيقاتها الكويت والإمارات وقطر والبحرين وعمان. حدثان منحانا كثيراً من التفاؤل والأمل بالمستقبل، وأزالا كل ما شاب السنوات القليلة الماضية من أحداث ونتائج لم يكن بعضها ساراً.
* *
الحدث الأول يتمثل في الإعلان عن ميزانية المملكة للعام 2022م بأرقام مذهلة، ونتائج مفرحة، وعمل أظهرت الميزانية نتائجه، وتحدثت أرقامها عن أن الرؤية بمخرجاتها تسير وفق ما رسمته لمستقبل المملكة، بالأرقام والإحصائيات، والنتائج التي لا تخطئها العين، ولا تغيب عن المشهد، فهي مرصودة ومسجلة وموثقة بما لا يمكن أن نتحدث عن واقعنا دون أن نضع أيدينا على أرقامها الكبيرة.
* *
يقول الملك سلمان في كلمته عن الميزانية: إنه حريص على حماية وتعزيز مكتسباتنا، واستمرار النمو والتنويع الاقتصادي، وإننا مستمرون أيضاً في تحقيق أهداف رؤية 2030م، ويقول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان: إن المملكة تتقدم بشكل إيجابي، وإن ميزانية 2022 تدعم الأهداف المالية والاقتصادية، ويقول الملك: إنه عازم على الاستمرار في تنفيذ المبادرات والإصلاحات، ويقول ولي العهد: إن الميزانية جاءت تأكيداً للنتائج المتحققة من الإصلاحات الاقتصادية والمالية.
* *
لقد بلغت الإيرادات 1045 مليار ريال، والإنفاق 955 مليار ريال، والفائض كما يتوقع سيكون 90 ملياراً، وهي أرقام كبيرة، خاصة وأن هذه التقديرات لحجم الميزانية للعام الجديد تأتي بعد جائحة كورونا، وما ترتب عليها من ركود اقتصادي على مستوى العالم، وتأثر كبير في الدول من تداعيات هذه الجائحة إلى اليوم، دون أن تتجاوزها كما فعلت المملكة، وكل هذا تم بفضل السياسة المالية للمملكة، واستمرار الدعم للتعافي في النشاط الاقتصادي.
* *
ومع الميزانية الجديدة، أعلن الملك عن الاهتمام بأمن وصحة المواطنين والمقيمين، وأنه سوف يتواصل العمل بكل ما لدينا من موارد وطاقات لتحقيق أهدافنا، مع الاستمرار في النمو والتنويع الاقتصادي والاستدامة المالية، بينما يقول ولي العهد: إن رحلة التحول الاقتصادي مستمرة في تحقيق المنجزات والمستهدفات، وإن الحكومة ملتزمة بحجم الإنفاق المخطط له على المدى المتوسط، وإننا نتقدم بشكل إيجابي، رغم أن ميزانية هذا العام تأتي وسط مناخ عالمي يتسم بالتحديات الكبيرة في ظل جائحة كورونا.
* *
أما الحدث الثاني المهم هو الآخر، فكان انعقاد القمة الخليجية في دورتها الـ42 في الرياض برئاسة الأمير محمد بن سلمان نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وخلال المؤتمر، وفي كلمة لسموه أمام القادة أكد أهمية استكمال الوحدة الاقتصادية، ومنظومتي الدفاع والأمن المشتركة، وتوحيد المواقف السياسية، وتطوير الشراكات مع المجتمع الدولي، وأن سموه يتطلع إلى استكمال بناء تكتل اقتصادي مزدهر، وأن هذا يتطلب إيجاد بنية جاذبة ومحفزة.
* *
وفي البيان الختامي لـ(إعلان الرياض) عن مؤتمر القمة الخليجي، تم التأكيد على أهمية التنفيذ الكامل والدقيق والمستمر لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، والاتفاق على المبادئ والسياسات لتطوير التعاون الاستراتيجي، والتكامل الاقتصادي، والتنموي بين دول المجلس، وتنسيق المواقف بما يعزز الاستقرار في دول المجلس، ويحافظ على مصالحها، ويجنبها الصراعات الإقليمية والدولية، وبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة.
* *
وفي البيان الختامي لـ(إعلان الرياض) أكد القادة على التعامل مع التغير المناخي وآثاره، وتطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته المملكة خلال رئاستها لمجموعة العشرين، والاستفادة من مبادرة (السعودية الخضراء) ومبادرة (الشرق الأوسط الأخضر) اللتين أطلقهما الأمير محمد بن سلمان، وتعزيز دور المرأة الخليجية في برامج التنمية الاقتصادية، ومشاركتها في العمل الخليجي المشترك، وتشجيع الشباب في قطاعات المال والأعمال، وتطوير تكامل شبكات الطرق والقطارات والاتصالات بين دول المجلس، ودعم وتعزيز الصناعات الوطنية، والرفع من تنافسيتها.
* *
هذه إشارات سريعة عن الحدثين المهمين اللذين شهدتهما الرياض، وهناك تفاصل أخرى كثيرة ومهمة لكل حدث، وقد أوجزنا بعض ما تم الإعلان عنه، والتعليق عليه، وهما حدثان سوف يكون لهما التأثير الإيجابي المستقبلي على المملكة ودول المجلس.