عبده الأسمري
في فتواه «مغنم» وفي قوله «معلم». اعتلت سيرته منصات «الثناء» واستأثرت مسيرته باعتبارات الاستثناء فاكتملت في مشاركاته متون «الإفتاء» بدراً أضاء دروب «السائلين» وتكاملت في أقواله شؤون «الاستيفاء» علماً أنار مسارب «الغافلين».
بين «موجبات» الشريعة «وعزائم» المعرفة.. كتب جملته الاسمية المرفوعة بمبتدأ «الانجاز» وخبر «الاعتزاز» ليبقى «الاسم» المتفق عليه في قوائم «المؤثرين» و«المصدر» المنقول عنه في مقامات «المتمكنين».
إنه عضو هيئة كبار العلماء معالي الشيخ صالح بن محمد اللحيدان أحد أبرز العلماء والفقهاء في الوطن والعالم الإسلامي.
بوجه كساه «الشيب» اعتباراً وملأه «الطيب» اقتداراً وتقاسيم «قصيمية» تتشابه مع عائلته تتكامل على محيا عامر بالفضل وغامر بالنبل تتوارد منه سمات «الورع» وتعلو وسطه صفات «الزهد» وملامح مضيئة بإشراقة تعكس «الصفاء» الذهني وتؤصل «النقاء» البشري وشخصية أنيقة تلتحف «التواضع» وتتوشح «الألفة» وصوت بلكنة فريدة وسكنة منفردة تتحد فيه عبارات «الشرع» وتتواءم وسطه مفردات «الفقه» وتعلو فيه استشهادات «الحديث» وتسمو خلاله مشاهد «التوحيد» قضى اللحيدان من عمره عقوداً وهو يؤسس «أصول» السخاء العلمي ويشعل «قناديل الضياء الشرعي ويشكل «فصول» المنهج النبوي قاضياً ومفتياً ومؤلفاً ووجيهاً ملأت مآثره الآفاق ونفع أثره «العقول» واستنفع بعلمه «الدارسين» وانتهض بنهجه «الطامحين».
في البكيرية الدرة المضيئة في عقد «القصيم» الثمين ولد عام 1932 وتناقلت بلدته البشرى وانضم إلى «كتيبة» الفلاح في عائلته «الشهيرة» بالصلاح ضيفاً جديداً كان قدومه بمثابة «الفرح» ومقدمة بمثوبة «السرور» الذي عانق سماء «القرى» كنجم مضيء وزع البهجة في مرابع «الديار»..
نشأ اللحيدان بين أب عصامي «كريم» وأم حنونة عطوفة علماه «عناوين» التوجيه وأفهماه «تفاصيل» التربية.. وأسبغا عليه بنصح «ديني» باكر وجه بوصلته نحو «الجوامع» وأغدقا عليه بعز «أسري» مبكر ولى قبلته شطر «المنافع» ليكبر وفي قلبه «موجهات» التقى وفي عقله «اتجاهات» اليقين. فتشكلت في ذهنيته «المستنيرة» معالم «التدين» وارتسمت وسط ذاكرته «الصغيرة» مشاهد «التقوى»..
تعتقت نفسه برياحين «القرآن» الكريم وتشربت نفسه مضامين «البيان» العظيم فظل صغيراً ينصت باستمتاع إلى «تلاوة» الفجر عبر مذياع والده العتيق مكملاً نهاراته بإشباع روحه بإضاءات «الأحاديث» النبوية و«السير» الدينية في برامج الإذاعة مقتنصاً ما كان يسمعه من «مشايخ» العلم في الجامع من دروس ومواعظ وخطب ليسجلها في عقله تاركاً لعنانه خرائط «التحليل» ومشاهد «البحث» ليفضي بها «حديثاً» إلى مسامع والديه ويضعها حدثاً بين أيادي أساتذته.
ركض اللحيدان بين واحات قريته ووسط مزارع أسرته مراقباً نداءات «الرزق» في صباحات «البسطاء» مرتقباً دلائل «الجواب» وسط مجالس العلماء لتشيع بين «عشيرته» نبوءات مبكرة بقدوم «مشروع» إنساني فاخر تحول إلى «واقع» بشري زاخر نطقت به المنابر وشهدت له الألسن.
بعد أن أتم تعليمه العام واجتازه بتفوق التحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج منها عام 1959 ثم تعين ملازماً قضائياً وسكرتيراً لمفتي الديار السعودية السابق محمد بن إبراهيم آل الشيخ وعين عام 1963 مساعداً لرئيس المحكمة الكبرى بالرياض حتى أصبح رئيسها عام 1964..
حصل اللحيدان على درجة الماجستير من المعهد العالي للقضاء عام 1969 وعين عام 1970 قاضي تمييز وعضواً في الهيئة القضائية العليا وفي عام 1982 تعين رئيساً للهيئة الدائمة في مجلس القضاء الأعلى وعمل نائباً لرئيس المجلس في غيابه إلى أن تم تعيينه عام 1992 رئيساً للمجلس وشغل منصب عضو في هيئة كبار العلماء منذ إنشائها عام 1971 وعضو في رابطة العالم الإسلامي وله عضويات متعددة في عدة مجالس وهيئات.
اشتهر اللحيدان بالفصاحة في الخطاب والحصافة في الجواب والسلاسة عند الإجابة والإجادة حين الإفادة منتقياً من «العلوم» أسماها ومختاراً من «المعارف» أشملها.
ترأس تحرير مجلة الراية الإسلامية وقدم عدة دروس بالحرم المكي وقد عرفته «شاشات» التلفزة و«أثير» الإذاعة ضيفاً رئيسياً وموجها وفقيهاً ومفتياً في عدة برامج ومن أشهرها البرنامج الإذاعي «نور على الدرب» وشارك اللحيدان في مناقشة عدة رسائل في الماجستير والدكتوراه وقدم مئات المحاضرات والندوات في مشاركات منبرية وخطابية ومعرفية.
وله عدة مؤلفات ودراسات في المجال الشرعي وله موقع تقني متكامل يختص بأنشطته وجهوده وأقواله وفتاواه.
تعرض الشيخ اللحيدان للمرض وأخضع للعلاج وداهمته مؤخراً أزمة صحية أدخلته العناية المركزة وصعد «هاشتاق» الخبر إلى «الترند» الأول وقد ازدحمت «الدعوات» وتوالت «الابتهالات» له بالشفاء العاجل من داخل الوطن وخارجه مما برهن على «المحبة» الكبيرة و«المودة» العظيمة التي يتمتع بها بين كل شرائح المجتمع التي عكست «المقام» ووظفت «الاهتمام» الذي حظي به في «قلوب» الشاهدين و«عواطف» المتابعين و«أعماق» المحبين.
الشيخ صالح اللحيدان وجه الإفتاء وخبير القضاء ورجل الوفاء الذي حصد «ثنايا» المحاسن ونال «عطايا» الحسنى فظل «المؤثر» في ذكر «طلبة العلم» والأثير في شكر «شهود الحق».