منال الحصيني
إن ما يعطينا القوة الداخلية في الأزمات هو الإيمان بالتأكيد، مدعومًا بموارد العقل المُطلِقة للأفكار.
فالإيمان يخلق الحقيقة الفعلية، هذا ما نوّه إليه عالم النفس «ويليام جيمس».
لذلك من المهم أن نحرر عقولنا من الأفكار السلبية، فمن الطبيعي أحياناً أن نجد أنفسنا نغرق في موج من المشكلات والصعوبات وغالبًا ما تبدو قاسية لدرجة أننا نفكر في الاستسلام.
كل ما علينا حينها أن نعي جيدًا بأننا نمتلك بداخلنا القدرة على التعامل مع كل ما يواجهنا، فبطبيعة الحال يمر أي شخص منّا بنكسات تمثل فترة صعبة في مرحلة ما من العمر.
فمن الذي لا يعاني من النكسات!!.
لكن حينما تتمسك بفكرة أن أية محنة من الممكن أن تنقلب لصالحك، فأنت هنا تمتلك مدّخراً عقليًا هائلاً يميزك.
ثق تمامًا بأن مستقبلك يتحدد بواسطة التوقعات العقلية التي تسيطر أنت عليها وبذلك تستطيع حتمًا تشكيل مستقبلك.
فقط انهج سلوكًا إيجابيًا مفاده «أن تلك المحنة يمكن أن تتحول إلى نعمة وأن كل عيب يمكن أن يتحول إلى ميزة».
واجعل من الموضوعية منهاجًا تروض فيه نفسك حينها سيهديك تفكيرك بفطنة وبصيرة أكثر دقة لتخطي تلك النكسات.
فالإحباط والفشل يعوق تدفق موارد العقل التي تمتلكها بداخلك في القدرة على التعامل مع أي شيء يواجهك حينها تنسُب ذلك الفشل إلى الصورة التي تصورتها عن نفسك في وقت من الأوقات.
فلا تنظر لنفسك بمنظار محدّب ترى فيه نفسك أصغر مما أنت عليه في الواقع.
فقط تذكر: لا تُقم دعوى ضد نفسك، فمن أسوأ عيوب المرء في عدم إدراكه لقيمة نفسه، وتوقف عن التقليل من شأنك فأنت أعظم من الصورة التي تتصورها عن نفسك.
استخدم مواطن القوة داخلك التي تكمن في مواردك العقلية بشكل مستمر في كل موقف يمر بك حينها ستكون مستعدًا لاستخدامها في أية أزمة، فمن المعلوم أن توقعاتك العقلية تستطيع أن تحدد مستقبلك، كل ما في الأمر أن لا تنظر إلى أن تواجهك أزمة قبل أن تستخدم القوة الموجودة التي تكمن داخلك، فقط استخدم مواردك العقلية كل يوم ومع كل موقف حينها ستصبح مستعدًا لاستخدامها في أية أزمة.
ما أن تفعل ذلك ستقوم بسحب تلك الدعوى ضد نفسك لا لشيء سوى أنك أيقنت جيدًا أنها قضية خاسرة ورهان مضمون.