ولي فيك ما لم يقل قائل
وما لم يسر قمر حيث سارا
فلو خلق الناس من دهرهم
لكانوا الظلام وكنت النهارا
مدللتي الحسناء دعتني للإنصات عيناك فاعذريني إن أطلت النظر وراقصت لأجلك القمر. فمثلي يعذر إن عشق في عينيك السفر. وتملكه عشق لقلب تسامى في رسم جميل الأثر. فأنت حسناء غدا حبك أغنية يعزف قلبي لحنها كلما تساقط المطر.
وقلت لها لما تجلت بحسنها
تبارك رب بالجمال حباك!
أحاول ألا تغمض العين جفنها
كأني أرى الجنات حين أراك!
إيه يا فاتنتي يقودني إليك شوق لا ينتهي ويسألني الناس عنك فأجيبهم خلق الجمال لها ومنها فلقد كانت فكان! فيقولون أسهب في وصفها فأرد عليهم: عربية وكفى!
لا تلمني في هواها
أنا لا أهوى سواها
لست وحدي أفتديها
كلنا اليوم فداها
نزلت في كل نفس
وتمشّت في دماها
ومن غيرها لغتي فاتنتي حسناء تملكت الجمال في عذوبة ألفاظها وتمثلت بأخلاق البشر فتأدبت مع خالق كل شيء حين سلك علماؤها في الإعراب مسلكًا عدلوا فيه عن المشهور من لفظ الإعراب تأدباً مع الله -عز وجل-، ومع كتابه، واحتراماً له، فقالوا في إعراب قوله تعالى: {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ} خلق: فعل ماض مبني لما لم يسم فاعله بدلاً من قولهم مبني للمجهول. وفي نحو قوله تعالى: {واتَّقُوا الله} قالوا: اسم الجلالة منصوب على التعظيم بدل: قول مفعولاً به ومن جمال تأدبها حين يتورع علماؤها من القول في حرف من القرآن إنه حرف زائد كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} فالكاف صلة، أو حرف توكيد. قال ابن هشام: «وينبغي أن يجتنب المُعْرِبُ أن يقول في حرفٍ في كتاب الله تعالى: إنه زائدٌ، لأنه يسبق إلى الأذهان أنَّ الزائدَ هو الذي لا معنى له، وكلامُه سبحانه مُنزَّهٌ عن ذلك. ويتكامل الأدب حين منعوا تصغير أسماء الله -عز وجل- وصفاته الحُسنى فلا يجوز تصغير اسم الله إجماعاً. قال ابن المُسيب رحمه الله: «ما كان لله فهو عظيم حسن جميل».
لغتي وأفخر إذ بليت بحبها
فهي الجمال وفصلها التبيان
عربية لا شك أن بيانها
متبسم في ثغره القرآن
لله درك من فاتنة رسمت مشاعر البهجة والمحبة والمتعة حين تناثرت حروفها على صفحات حياتنا تميزًا وجمالاً وكمالاً وبهاء، فكل عام وأنت بخير يا أعظم اللغات والفاتنات.
غازلتها فتبسمت
ولحقتها بتبسمي
وكتبتها فتزينت
مثل السما بالأنجم
وقرأتها فترنمت
شدوا يفوق ترنمي
لغتي ويكفي أنها
يسري هواها في دمي
عربية وكفى
** **
- عبدالرحيم نافع الصبحي