يَا ابْنَةَ الخُلْدِ يَا لِسَانَ السَّمَاءِ
وَمَزِيجَاً مِنْ رَوْعَةٍ وَضِيَاءِ
أنْتِ يَا دُرَّةَ اللُّغَى في عُلاهَا
لُغَةٌ مِنْ قَدَاسَةٍ وَسَنَاءِ
قَالهَا اللهُ في أعَزِّ كِتَابٍ
وَبِهَا قَالَ سَيِّدُ الأنْبِيَاءِ
أنْتِ تَبْدِينَ رَغْمَ عُمْرٍ طَوِيلٍ
كَفَتَاةٍ جَمِيلَةٍ حَسْنَاءِ
وُلِدَتْ بَعْدَكِ اللُّغَاتُ فَشَاخَتْ
أوْ طَوَتْهَا يَدُ البِلَى وَالفَنَاءِ
قَدْ تَمُوتُ اللغَاتُ بَعْدَ ازْدِهَارٍ
بَيْنَمَا أنْتِ مَنْطِقٌ لِلْبَقَاءِ
لُغَتي مَا انْتَسَبْتِ أنْتِ إليْنَا
أنْتِ فَوْقَ الأعْرَاقِ وَالآبَاءِ
كُلُّ مَنْ أعْرَبَ اسْتَحَقَّ انْتِسَابَاً
فِكْرَةٌ أنْتِ لَسْتِ طِينَاً بِمَاءِ
عَرَبِيٌّ مُحَمَّدٌ رَغْمَ صُلْبٍ
بَابِلِيٍّ نَمَاهُ بَيْنَ الدِّمَاءِ
لُغَةَ الضَّادِ قَدْ سَمَوْتِ اتِّسَاعَاً
وَاشْتِقَاقَاً وَوَفْرَةً في بَهَاءِ
وَتَمَيَّزْتِ مُعْجَمَاً وَبَيَانَاً
وَبِهَذَا الإعْرَابِ مِثْلَ البِنَاءِ
وَبِهَذَا الشِّعْرِ الطَّرُوبِ بِأوْزَا
نٍ عِذَابٍ غَنِيَّةٍ عَنْ غِنَاءِ
وَبِتَارِيخِكِ العَرِيقِ اكْتِمَالاً
بِتَمَامٍ بَدَأتِ دُونَ انْتِهَاءِ
وَلَقَدْ ظَنَّتِ الظُّنُونَ بِأنَّا
قَدْ هَجَرْنَاكِ .. ذَاكَ مَحْضُ افْتِرَاءِ
رُبَّمَا عُجْمَةٌ غَزَتْنَا زَمَانَاً
سَوَّغَتْهَا جَهَالَةُ الجُهَلَاءِ
غَيْرَ أنِّي أرَى بَنِيكِ يَعُودُو
نَ سِرَاعَاً بِخِفَّةٍ وَمَضَاءِ
حِينَمَا أدْرَكُوا بِأنَّكِ أهْلٌ
لِلحَضَارَاتِ دُونَمَا اسْتِثْنِاءِ
لُغَةَ الضَّادِ وَالزَّمَانُ مُوَاتٍ
قَدْ أتَيْنَاكِ مَعْشَرَ الشُّعَرَاءِ
نَحْنُ في يَوْمِكِ الأغَرِّ نُغَنِّي
في جَلَالٍ تَوَاضُعَ الكِبْرِيَاءِ
رَبَّةَ الشِّعْرِ لَنْ تَطُولَ صَلَاتِي
أنَا وَالشِّعْرُ وَالمَدَى في انْحِنَاءِ
** **
وليد مسملي - الهيئة الملكية بينبع