مسعدة اليامي - الجزيرة الثقافية:
فل يتألم، ويبكي ذلك هو خيال الكاتب الذي يلون الطبيعة بمزاجهُ فيخرج عن النص بما هو أجمل وبما هو غير متوقع.. تطل علينا عبر نافذة الجزيرة الثقافية الكاتبة القاصة الروائية التي ترى أنها هي الشتات بنفسه حليم الفرجي، فالنص الأدبي بالنسبة لها لا يحتاج تهيئة، فقدومه كالمخاض حينما تحس بلحظة وضعهِ يأتي بألم ثم يخرج إلى الحياة وترى أن الكتابة نقمة في بدايتها, ونعمة عندما يخرج النص إلى النور.
* كيف هبطت إلى عالم الكتابة؟
- لا أستطيع الجزم بأني قادمة من أعلى بل ربما أنا اصعد للأعلى عند كتابة نص جديد، فالكتابة تحليق جميل.
* كيف وجدتِ قلمك وكتابك على الكرة الأرضية أو على سفح الجبل؟
- بما أني لدي فوبيا المرتفعات فالأرض والقرية تحديدًا لها الفضل بعد الله على نحت قلمي وتناثر حرفي، فالأمسيات الماطرة ورائحة السيل حاضرة في سردياتي بالقوة ولو لم أفعل.
* كم فلة قطفت قبل البدء والشروع في كتابة سردية قصصية أو روائية وهل يبكي ويتألم الفل؟
- كثير من الفل كثير جدًا تم قطفه وربما بقي ألمه حبيس الأدراج لسنوات كثيرة قبل خروجه للنور. البداية الحقيقية لحليم في الكتابة كانت من تسع سنوات تحديدًا عندما قررت أن تخرج حليم ذاتها أيضًا من أدراج الرهبة والخوف. أنا ما سبق هذه السنوات تبقى تجارب لم تنضج في حينها.
* من اكتشف جوهرتك الأدبية ومن ساندك في توجهه بوصلتك؟
- في بداية طريقي لم يساندني أحد عندما كنت أكتب طويلًا باسم مستعار وعندما بدأت الإعلان عن اسمي وقف الكثير بوجهي وساندني زوجي وصديقتي الكاتبة فاطمة الغامدي.
* عندما تكتبين هل تبحثين عن النجوم أو تعلق بك هموم ومشاكل الشارع؟
- لم أخلق نجمة أراقب الأفق فقط أنا ابنة قرية بسيطة عايشت في فترة طفولتي ظروفاً كثيرة ورأيت كيف تعاني نساء القرى ورجالها أيضًا وأغلب ما كتبت كان عن ذلك.
* ما هي ضريبة الكتابة والشهرة التي حاولت أن تقفزي من فوقها بصلابة فارسة؟
- الطمأنينة فأنا سلبتها منذ زمن وأيضًا الخصوصية فأنت ككاتب لم تعد تملك حرفك أو حياتك ويومك كذلك.
* خير جليس كم من الوقت تمضين مع تلك الكائنات الحية وما أهم الكتب التي قرأت؟
- أخصص ليلة الخميس للقراءة ومع هذا لدي كتب كثيرة ما زالت تنتظر دورها..
أهم الكتب التي قرأتها وأثرت في مسيرتي الأدبية هي مؤلفات المنفلوطي الكاملة التي قرأتها وأنا في السابعة عشرة من العمر
* كيف كان ولوجك إلى عالم القصة, وكيف رأيت النشر في الصحف والمجلات؟
- بداية كنت أكتب الخاطرة والشعر والمقال ثم بدأت دون تخطيط مني أكتب قصص (ق.ق.ج) فامتلكت بين أصابعي مفاتيح الغموض والدهشة وبعدها بدأت كتابة القصة القصيرة ثم الرواية.
* هل أنت مع الأدب الرقمي ولك نية في نشر أعمالك عبر ذلك العالم؟
- أخشى من الاعتراف بأنه حتى لو لم نكن معه وبصفه أنه الغالب حتمًا في ظل ما نراه من سيطرة الأجهزة الذكية على حياتنا.
* مجموعة قصصية واحدة ورواية يتيمة ما سبب ذلك وكيف كان تعاملك مع الأندية الأدبية؟
- لدي أكثر من رواية لم تكتمل وبعض القصص المتفرفة ونصوص قصيرة تحتاج تجميعاً وعناء ولا أخفيك بأني أصلي كل يوم لأجد الوقت فقط لأكمل ما لم يكتمل وجمع المبعثر منها ولم أوفق حتى الآن. تجربتي مع الأندية الأدبية رائعة نادي الباحة ونادي أبها ونادي الرياض ونادي الحدود الشمالية ونادي جازان كان لي تعامل مباشر معهم وخرجت بتجربة رائعة ستتكرر حتمًا.
* كيف تهيئين حليم عندما تريدين كتابة رواية أو قصة وما أهم الأدوات التي ساعدتك أثناء الكتابة الروائية؟
- النص يأتي دون وسيط أو تهيئة فقدومه كالمخاض حين تحين لحظة وضعه سيأتي وسيؤلم وسيخرج للحياة.
* ما هي مبادئك في الكتابة الإبداعية وما أهم رأي سمعت فيما كتبت وما زلت تحتفظين بهِ إلى اليوم؟
- الكاتب يجب ألا ينتظر رأي القارئ ولا يتخيل ردود الفعل حين شروعه بكتابة نص ما فهذا سيؤثر على ملامح النص ونهجه
هناك رأي قاله لي أحد أساتذتي قبل سنوات ما زلت أذكره وأعتز به عندما قال في نقاش (أنا أعرف نص حليم من بين مئات النصوص فهي لها طريق لا يسلكهُ غيرها ولن يستطيعه كاتب آخر).
* في ظل كثرة المسؤوليات والمشاغل الخاصة بكِ كيف تجدين الوقت لإبداعك وهل تخطيتي مرحلة الشتات في ذلك؟
- كلا فأنا الشتات ذاته..
* الكتابة نعمة، نقمة، هم، مسؤولية وهل تكفي الموهبة أو ماذا تحتاج حتى تنضج؟
- الكتابة نقمة في بدايتها حين يؤثر النص على شخصيتك وحياتك وتقمصك ملامح للبطل ومعاناتك من خيباته, ونعمة حين ولادة هذا النص وخروجه للنور. الموهبة شرط ولكنها لا تكفي إن لم يعززها شغف القراءة والاطلاع.