د.عبدالعزيز الجار الله
إيران والحوثي وحزب الله اللبناني والميليشيات التي تعمل معها اعتقدت أنها آمنة في مطار صنعاء والأحياء السكنية وبالقرب من مكاتب وعمل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، تطلق المسيرات من طائرات بدون طيار والصواريخ البالستية، وتحتمي بالسكان ومطار صنعاء ومقار أعمال المنظمات الدولية.
التحالف العربي غير استراتيجيته العسكرية عندما أرسل رسائل مبطنة ومعلنة أن لا أمان ولا اطمئنان واستقرار للارهابيين من عملاء إيران وحزب الله والجماعة الحوثية في صنعاء وشمال اليمن، بل إنهم أهداف مشروعة، واستهداف للقيادات الحوثية، والخبراء الإيرانيين والحرس الثوري، ومرتزقة حزب الله اللبناني، وهذا الرد من التحالف العربي أجبر الحوثي على الانكسار والهزائم المتتالية في معظم الجبهات العسكرية في مأرب والحديدة والساحل الغربي اليمني والمدن الداخلية، وهذا قد يعجل في توقف الحرب واندحار الحوثي واضطراره بقبول الحلول والتفاوض، لأن إيران والحوثي وحزب الله لا يعرفون إلا لغة القوة والنار، فإيران لم توقف الحرب مع العراق إلا عندما انتصر العراق في معاركه، كما أن حزب الله لم يوقف مواجهاته مع إسرائيل إلا بعد تدمير الضاحية الجنوبية وجنوب لبنان.
أرادت إيران أن تستنزف السعودية بطول حدودي مع اليمن 1327 كيلومتر، لكنها إيران وجدت نفسها في دائرة استنزاف واسعة في: اليمن والعراق وسوريا ولبنان. بددت ميزانياتها على حرب اليمن والآن تجني خسائر في أرواح ميليشياتها ومعداتها العسكرية، وهزائم من معركة إلى أخرى، والحوثي الذي كان يتطاول بارسال الصواريخ على المدن السعودية ويستعرض في وسائل الإعلام بأنه يرعب التحالف العربي، يراه مجتمع العالم يفقد القدرة على الهجوم وحتى المقاومة، تفجر مخازن الأسلحة في قاعدة مطار صنعاء والقتلى على مشارف مأرب والحديدة، وقيادته تختبي بالكهوف والأحياء السكنية في صنعاء.
إذن مطار صنعاء وإن طال السفر، لأن المطار تحول إلى قاعدة عسكرية لإيران والحوثي وهو أهم الجيوب العسكرية التي تخزن وتصنع وتعيد تركيب وتجميع الصواريخ والطائرات المسيرة.