رقية سليمان الهويريني
تتمثَّل إستراتيجية (روشن) للإسكان التابعة لصندوق الاستثمارات العامة بانتهاج تقنيات البناء الحديث من خلال أهداف رئيسية هي: السعر المناسب، والجودة العالية، وسرعة الإنجاز، وتوليد الوظائف وتعزيز المحتوى المحلي. وأذكر أن وزارة الإسكان والبلديات قد أقرت برنامج «الابتكار وتقنيات البناء» في وقت سابق وتعمل عليه حالياً.
ويبدو أن الحاجة هي سيدة الإبداع وأم الاختراع، ولطالما طالب الكثير من المتخصصين والمهتمين في شؤون البناء والإنشاءات بالاستفادة من التجارب العالمية باستخدام تقنيات البناء الحديثة التي تُعد أحد الحلول لتقليل التكلفة في بناء المنازل، ولكنهم لم يجدوا استجابة لمطالباتهم! حيث إن استخدام وسائل البناء التقليدية في تشييد المنازل حالياً تستنفد الوقت والجهد والمال، وقد يستغرق بناء وحدة سكنية واحدة في المملكة لأكثر من عام ونصف العام! لاعتماده على تقنيات الجيل الأول التي تتم بطرق تقليدية، بينما نلاحظ البناء في الدول المتقدِّمة لا يستغرق عدة أسابيع حال الاستفادة من التقنيات الحديثة.
وقد بدأت معظم دول العالم المتقدِّمة باستخدام تقنيات حديثة في بناء المنازل فعلياً وتجاوزت تقنية الجيل الثالث، وشرعت لتطوير الجيل الرابع من الصناعة؛ القائم على استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، وكلنا أمل أن نصل إلى ما وصلوا إليه أو أسرع!
ولعل روشن تنجح في إقرار التقنيات الحديثة؛ حيث تحمل سمات القطاع الخاص بعيداً عن البيروقراطية المقيتة، كما أرجو أن تنجح فعلاً بتوليد الوظائف للشباب والشابات السعوديين العائدين من البعثات ممن تعلموا استخدام هذه التقنية، ومارسوها. ومعروف أن هذه التقنية يتم فيها إعداد أعمال البناء في مصانع مناسبة للعمل، وأقل إجهاداً، وكثير من المهندسين الشباب لديهم المهارة بتبنّي أساليب بناء مستقبلية وصولاً لتسهيل الطريق لتنفيذ تقنيات الجيل الرابع المعتمدة على السعر المناسب لإمكانيات المواطن ومعايير الجودة المطلوبة والسرعة في الإنجاز.
وإقرار تقنيات البناء الحديث من شأنه تقليل الوقت، مع ضمان الجودة العالية والسعر المناسب، وتوفير الكفاءات التي تعمل بها وتشرف عليها، مع الاستعانة بالخبرات الأجنبية من المصنّعين والمطورين، وجلب أفضل التقنيات العالمية، لتنتهي أزمة السكن وينعم المواطن بالاستقرار والراحة.