عبده الأسمري
بين نعيم الموهبة وسديم المثوبة.. ومن أوراق الجمارك إلى انبثاق المدارك.. كتب «كلمات» السيرة بـ«ملكات» السريرة التي دوت «علناً» في متون «الحصافة» وأوقعت «دوياً» في شؤون «الصحافة».
من أعماق «النبل» إلى آفاق «الفضل» بنى «صروح» الأستاذية أمام «بصر» المبدعين ليكون كبيرهم الذي أهداهم «الحبر» الذي كتبوا به «الفارق» وأوجدوا منه «الفرق»..
استخدم «القلم» الأخضر ليكتب للوطن «نصوص» الولاء وامتلك «اليراع» الأحمر ليحصر الحرية في «حدود» الانتماء..كاتباً للتاريخ «فصول» الاحتراف ومهدياً للجغرافيا «أصول» النشأة.
إنه رئيس تحرير صحيفة عكاظ وعضو مجلس الشورى السابق الأكاديمي والكاتب الدكتور هاشم عبده هاشم أحد أبرز رؤساء التحرير وكتاب الرأي وأعمدة الصحافة في الوطن والخليج..
بوجه جازاني تختلط فيه «ملامح» الطفولة مع «مطامح» البطولة وعينان واسعتان تنضخان أدباً وتشعان تهذيباً ولحية مرسومة بإتقان مع «وسامة» جنوبية بوقع الأصل و»لهجة» جداوية بواقع العمل وأناقة «وطنية» فاخرة بالبياض و»لباقة» ذاتية زاخرة بالتواضع.. ولغة بيضاء تتوزع كبشائر في «مجالس» المسؤولين وتتسامى كعطايا في «دوائر» المؤثرين تتقاطر منها مفردات «أكاديمية» وتسمو وسطها انفرادات مهنية.. قضى هاشم من عمره عقوداً وهو يرسخ في ذاكرة «الأعلام» عطايا «الكبار» ويرسم في نتائج «المهام» ثنايا «الاقتدار» صحافياً مبدعاً ورئيس تحرير قدير وعضو شورى مؤثر وكاتب فريد وخبير سديد وأكاديمي مجيد زرع بذور «التوجيه» فجنى ثمار «الوجاهة» رمزاً وطنياً وعزاً معرفياً في اتجاهات «الإبداع» وأبعاد «الإمتاع»..
في جازان الغنية بزف «العلماء والفقهاء والأدباء» إلى ميادين «الفكر» ولد عام 1359 في منزل امتلأت أركانه بأهازيج الفرح وأريج القدوم..
ركض هاشم مع أقرانه منتشياً حفاوة «الأسرة» ممتطياً صهوة «المسرة» حيث تعتقت روحه بأنفاس «الفل» الجازاني وتشربت نفسه نفائس «الكادي» الصبياني مولياً «بوصلة» أحلامه نحو «نصائح» والده موجهاً قبلة «آماله» حيث «دعوات» والدته.. مكملاً مساءاته قرب «جدته» لأمه التي زرعت في وجدانه «يقين» الدوافع واستزرعت من ذهنه «معاني» المنافع « فنشأ مخطوفاً إلى «أحاديث» الاعتزاز في «منجزات» عشيرته ومنجذباً صوب «أحداث» القيم في «سجلات» عائلته..
كان هاشم طفلاً يراقب «مواويل» الصيادين وهم يرسمون «مشاهد» الرزق في شواطئ مدينته فجراً ويرتقب «محافل» المتعلمين وهم يجنون «شهادات» العلا في مدارس منطقته فخراً فاكتملت في عقله «موجبات» العزم وتكاملت في قلبه «عزائم» الواجب.
درس هاشم الهجاء في منزل رئيس المحكمة الشرعية وتتلمذ على يد ابنته التي علمته «التآلف» ودربته على «التكاتف» فتخرج مشفوعاً بحروف أولى كانت نبراسه العتيق الذي أضاء به مسارب «المستقبل».
درس تعليمه الابتدائي والمتوسط وكان ينهي دراسته ليلحق بوالده في عمله بجمرك ميناء جازان حيث تعلم منه اقتران الرجولة بالعمل حيث عمل وهو ابن 14 عاما بوظيفة راتبها 120 ريالاً كانت خطوته الأولى وحظوته المثلى نحو «العصامية» وأكمل تعليمه عن طريق المنازل واضطر لتعديل عمره إلى 18 عاماً بحفيظة نفوس حفظت له «الصمود» أمام شكوك مفتشين حكوميين بشأن العمر.
كان هاشم ينتظر ساعي البريد في مدخل المدينة ليجلب منه «صحف ومجلات» لبنانية ومصرية ليرضي غرور «باكر» استعمر ذاته حيث تعمقت في داخله الكتابة مبكراً فكتب لمجلة «المنهل» وعمل مراسلاً في صحيفة الندوة لتحرير صفحة مع زملائه أسموها «الجنوب» واستمر يقتني كشكوله «الصغير» المكتظ بعفوية «الشغف» والمكتمل بهوية «المهارة» ومضى يدون «تواقيعه» البريئة على «ألواح» التعليم ويسجل «وقائعه» الجريئة عبر «مقالات» الذات.
انتقل هاشم إلى جدة ليكمل عمله في الجمارك ونضجت حروفه وكبرت أحلامه فعمل في ثلاثة اتجاهات ما بين دراسة ثانوية ووظيفة حكومية ومهمة صحفية حيث ارتبط بصحيفة «الأضواء» ثم وقف «معيناً» لعبدالفتاح أبو مدين في صحيفة «الرائد» الأسبوعية ثم تأثر بقامة «بدر كريم» وقيمة «غالب كامل» ومقام «محمد الصبيحي»فخطب ود «الإذاعة» التي منحته «إعداد» البرامج واهدته «سداد» الإنتاج.
عمل في صحيفة «البلاد» ومجلة «أقراً» وشغل فيهما منصب مدير التحرير ودرس في قسم المكتبات بجامعة الملك عبدالعزيز ونال البكالوريوس عام 1397 ثم حصل على الماجستير من ذات الجامعة عام 1400 ثم الدكتوراه من جامعة القاهرة في تخصص المكتبات عام 1404..
ارتبط بالعمل في صحيفة «المدينة» وتأثر بكفاءة «محمد علي حافظ» وأعجب بإجادة محمد صلاح الدين استدعي لرئاسة تحرير عكاظ عام 1401 وفي عام 1416 تم تعيينه مديراً عاما إضافة لمنصبه كرئيس تحرير وفي عام 1423 ترك منصب المدير العام وفي عام 1428 غادر عكاظ ثم في عام 1431 جاءه توجيه من الملك عبدالله بعودته إلى منصب رئاسة التحرير مرة أخرى واختير عضواً في مجلس الشورى من عام 1413 وحتى عام 1421.
أدى هاشم أدوارا جوهرية في محبوبته «عكاظ» توجتها «أرقام» التوزيع وأعلنتها «مقامات» التتويج وأسهم في نقلات نوعية لجامعته في تخصصه وتعامله وأثره ومآثره.
شخصيته العملية تركيبة بين «شدة» واجبة «ومودة» مفروضة وأسلوبه وئام بين «حازم» واقع و«مرن» منتظر.
أنجز عدة مؤلفات معرفية وتخصصية وكتب خاصة عن سيرته وأبرزها «الطريق إلى الجحيم» وهنالك أخرى قيد الطبع.
خرج هاشم من بوابة العمل القيادي الصحفي تاركاً «شموع» الأداء مضيئة مبقياً «اضاءات» العطاء مشعة وتفرغ للحياة الأسرية ولا يزال يمارس الركض في ميدان «الكتابة» في عدة صحف ويحضر كوجه اجتماعي ووجيه مهني في عدة محافل.
هاشم عبده هاشم رمز «الصحافة» الأصيل ووجه «الكتابة» النبيل في قوائم «الأثر» ومقامات «التأُثير»