العنف الأسري ضوابطه غير معروفة لدى الناس فهو سلوك بدافع نفسي لأن علماء النفس يقولون إن أي سلوك سلباً أو إيجاباً لابد له من دافع سواء من قبل العقل الظاهر أو من قبل العقل الباطن، في السابق كان هناك في مجتمعنا وخاصة الأسرة ترابط بين أفراد الأسرة وتجاوز مما يصدر عن بعض أفرادها وخاصة (الأب والأم) أثناء تأديب أولادهما ذكوراً وإناثاً لأن هدفهما هو التأديب مع الرحمة والحنان وعندما ينتهي هذا التأديب ترجع المياه إلى مجاريها، واصبح هناك انسجام وتكيف بين هؤلاء الأفراد وكان مستوى الأب والأم في التعليم والثقافة متدنياً لكن كان على مستوى عال من التعقل والفهم التربوي، ولكن بعد انتشار الأطباق السماوية وظهور الشبكات العنقودية ظهرت بعض الثقافات الدخيلة على المجتمع وبعض هذه الثقافات غير مرغوب فيها داخل الأسرة، وأصبح هناك تنمر من بعض أفراد الأسرة وامتدت الأسر وأصبحت بدلاً من أسرة واحدة عدة أسر، حيث أصبح هناك معيشة واستقلالية لكل من تزوج بزوجة أصبحت هذه الأسرة تعيش بعيداً عن الأسرة الكبيرة، وتباعدت المسافات بين الأسر في المعيشة ومع دخول وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها في أيدي أفراد المجتمع الكبير والصغير والشاب والشابة دخلت بعض المفاهيم الخاطئة حول (العنف الأسري) وبدون ضوابط وتشعبت من هذا العنف شرائح (العنف الجسدي- النفسي- الجنسي) الواقع على بعض أفراد الأسرة فأصبح الكل يتشبث بهذا العنف فلو مثلاً تم تأديب أحد أفراد الأسرة من قبل رب الأسرة، هدفه تصحيح المسار التربوي السلبي اعتُبر هذا عنف ضد هذا الفرد، ولو أن رب الأسرة تلفظ بألفاظ غير مقبولة بزلة لسان على زوجته لاعتبر هذا عنفاً نفسياً، وقد تلجأ الزوجة إلى الجهة المختصة المعنية بهذا العنف كنوع من الشكوى، فما بالك لو تطاولت يد هذا الزوج على زوجته بالضرب، هنا سوف يكون الموقف أكبر من التلفظ بكلام على الزوجة، ونحن هنا ضد ضرب المرأة بأي حال من الأحوال مهما كان الموقف، حتى الرجل على فكرة يمكن أن يتعرض للعنف الأسري من قبل بعض أفراد الأسرة ومن ضمنهم الزوجة من هنا ليس هناك ضوابط للعنف الأسري هل التلفظ بألفاظ نابية يعتبر عنفاً، هل التأديب بهدف التربية وتقويم السلوك يعتبر عنفاً أسرياً هل هل... الخ.

المطلوب من الإدارة العامة للحماية الاجتماعية التابعة لوزارة الموارد البشرية والتنمية التي يتبعها نظام العنف الأسري وضع ضوابط لهذا العنف وأن لا يترك الحبل على الغارب حتى لا تكون نتائجه تنعكس على أفراد الأسرة بالتفكك.