فهد المطيويع
مؤلم أن تشاهد الهلال يتهاوى فنيًا وهو الذي كان إيقونة المتعة الكروية في آسيا وصاحب التاريخ والإنجازات وسفير الكورة السعودية في المهمات الصعبة. بالفعل البقاء على القمة أصعب من الوصول إليها، حالياً الهلال أصبح فريقًا باهتًا ومهلهلاً، لا يمكن أن تتوقع ماذا سيقدم لاعبوه بغض النظر عن الفريق المقابل، ولن أبالغ لو قلت إن جميع فرق الدوري في الوقت الراهن قادرة على هزيمة الهلال حتى تلك الفرق التي تصارع الهبوط، وضع غريب ولا يمكن تصديقه! فريق كان في القمة يتدهور مستواه لهذه الدرجة وكأن اللاعبين يريدون إرسال رسالة للإدارة! لن يصدق أحد أن ما نشاهده في الدوري هو الهلال البطل الآسيوي وسيد القارة. السؤال كيف تحوَّل هذا المرعب إلى حمل وديع؟ وفي فترة وجيزة! الجواب ببساطة هو أن المدرب لم يقدم إضافة للفريق ولم تكن له بصمة فنية ملموسة منذ قدومه، أيضاً لاعبون مستواهم متذبذب (حبه تحت وحبه فوق)، والإدارة تراقب المشهد من بعيد وكأن الوضع لا يعنيها! بكل صراحة تعودنا من الإدارة الهلالية البطء في اتخاذ القرار ومعالجة الخلل، بمعنى آخر الإدارة عاجزة عن إدارة الأزمات (Crisis management)، والتي باختصار هي تعامل الإدارة مع أحداث أو خلل يلحق الضرر بالفريق! طبعًا شيء من هذا لم يحدث بالرغم بأنها ترى كثرة من الإخفاقات في الفريق وما يصاحبها من هدر كبير للنقاط، أيضاً لم نر خطوات ملموسة تحد من تدهور مستوى الكثير من اللاعبين أو مناقشة المدرب عن أسباب هذا التدهور الواضح، أيضاً لم يتحدث أحد عن أسباب تكرر الإصابات والغيابات! بصراحة أكثر لاعبي الهلال أصبحوا مثل الزجاج سهل الكسر (يعود لاعب ويغيب ثلاثة) حتى أن حضورهم في العيادة أصبح أكثر من وجودهم في التمارين! بصراحة أخشى أن يكون تحرك الإدارة بعد خراب مالطة كالعادة، وهذا الشيء حتمًا لن يرضي الجماهير الهلالية، (الدوري كأس الملك وكأس السوبر وبطولة العالم) منافسات تحتاج إلى فريق جاهز وقادر على تجاوز الجميع. بالنسبة لي ما زال الأمل قائمًا في المنافسة على الدوري -مع احترامي للجميع- متى ما تحسن الهلال وعولجت مشكلاته الفنية في الفترة، شخصيًا أرى أن الشباب هو الأميز في فرق المقدمة وهو قادر فنياً على تحقيق بطولة الدوري، أما بالنسبة للاتحاد فإني أعتقد أن مشكلاته الدفاعية ستخذله في قادم الأيام مع أني احترم روح هذا الفريق وحماسه، عموماً الهلال قادر على قلب الطاولة وتحقيق البولة متى ما حس الجميع بالمسؤولية تجاه هذا الكيان الذي له الفضل الكبير في إبرار النجوم. ولو كانت بالأماني لتمنيت من الإعلام المهتم بالشأن الهلال الاهتمام بالنقد البناء والموضوعي بعيدًا عن تقلب العواطف والاهتمام بدعم الفريق ورفع معنويات لاعبيه وحثهم على بذل المزيد من العطاء من أجل هذا الكيان
الذي أعطاهم أكثر مما أخذ منهم.