نجلاء العتيبي
يقول علماء الاجتماع: «إن قوة الكلمة تعادل أو ربما تتفوق على أيّ قوة أخرى توصّل لها الإنسان؛ كقوة الكهرباء أو الطاقة الذرية أو النووية، أو غيرها؛ لأنها تمسّ الروح والعقل والقلب، فيكون تأثيرها أكبر؛ إذ تُحفِّز الجسد لفعلٍ أو ردّ فعلٍ».
بعض البرامج الحوارية في بدايتها جميلة مفيدة، تَصنع لها قاعدة جماهيرية عظيمة..
وفجأة تتحول إلى هجومية متخبِّطة ذات نبرة غريبة تصاعديَّة..
تُقاطِع، تُشاكِس، تذهب في طرحها إلى مواضيع خارج أصل الحوار..
تتَّخذ شكلاً نجده أقرب إلى الفوضى وعدم الانتظام في تسلسل محاورها..
لتلعب على وتر الإثارة الساذجة؛ راغبة بالتميُّز، مهتمَّة بالأمور السطحية دون التوغُّل في الحقائق.
في الحقيقة هي في طريقها لإطفاء توهُّجها وإخماد حماس ترقُّبها.
نحنُ لا نريدُ نقدًا تشويقيًّا لزيادة المشاهدين، وإشعال جدال فقاعي، نريدُ نقدًا هادفًا يرتقي بنا، قوامُهُ التوضيح والتطمين، خاليًا من التَّضخيم والسَّلبية.
نريدُ شيئًا مختلفًا بعيدًا عن الثرثرات، عن فكرة نجاح برنامج، وسطوع نجم مُعِدّه.
فالانتقادات المُبَالَغ فيها مزعجة للعوام؛ قد تُفسَّر بتفسيرات لا نعلم ضَرَرها وخطورتها، وأين تقع، وكيف تنعكس سلبًا على الفرد بشكلٍ خاصّ، وعلى المجتمع بشكلٍ عامّ.
وقد تؤدي عند البعض إلى حدوث انقسام وتشتُّت، وتُحمل على محمل الجدّ..
من هنا تكمن أهميـة مراقبة كلّ كلمة تُقال في برنامج حواريّ.
والاهتمام بإعادة هيكلة البرامج التي تختصُّ بالشأن العام ذات التأثير القويّ على المجتمع حتى تتلاءم مع طُمُوحات العقول.
والتركيز على النقد البنَّاء هو وسيلة فاعلة للتحسينات، وتسليط الضوء على العيوب وجهات التقصير؛ فالبرامج الحوارية التلفزيونية لها دورٌ مهمّ في تكوين الرأي الجماهيري، وتلعب دورًا لا يُستهان به.
«ضوء»
«الغرض من النقاش أو الجدال لا يجب أن يكون الفوز بل التقدم».
جوزيف جوبرت