خالد بن حمد المالك
ولأن إيران دولة جارة للمملكة، فقد طالب الملك سلمان هذه الجارة بأن تغير من سياساتها وسلوكها السلبي في المنطقة، ودعاها إلى الاتجاه نحو الحوار والتعاون، وجاءت هذه الدعوة إثر متابعة المملكة بقلق بالغ سياسة النظام الإيراني المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة، بما في ذلك إنشاء ودعم الميلشيات الطائفية والمسلحة، والنشر الممنهج لقدراتها العسكرية في دول المنطقة، وعدم تعاون هذا النظام مع المجتمع الدولي، فيما يخص البرنامج النووي، وتطوير برامج الصواريخ الباليستية، وأضاف الملك: نتابع دعم النظام الإيراني لميليشيا الحوثي الإرهابية التي تطيل أمد الحرب في اليمن، وتُفاقِم الأزمة السياسية فيها، وتهدد أمن المملكة والمنطقة.
* *
وحول اليمن، وحرص المملكة على أمن واستقرار الجمهورية اليمنية الشقيقة والمنطقة، تعمل المملكة - يقول الملك - على رفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني الشقيق، ودفع الأطراف كافة للقبول بالحلول السياسية، ودرء التهديد عن المملكة والمنطقة، وذلك من خلال مبادرة المملكة إنهاء الصراع الدائر في اليمن، ودعم الجهود الأممية والدولية للتوصل إلى حل سياسي، وفقاً للمرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن الدولي «2216»)، ومازالت المملكة تدعو الحوثيين إلى أن يحتكموا إلى صوت العقل، والحكمة، وتقديم مصالح الشعب اليمني الكريم على سواها.
* *
وضمن اهتمام خادم الحرمين الشريفين بالدول العربية وشعوبها، تحدث عن الشأن السوري، كما تحدث عن الشأن الليبي، مؤكداً دعم المملكة لجميع الجهود الرامية إلى الحلول السياسية التي تحافظ على سيادة ووحدة وسلامة الشقيقتين، وتحقق الأمن والاستقرار فيهما، وتنهي معاناة شعبيهما الشقيقين، ومثل ذلك فإن المملكة تقف إلى جانب الشعب اللبناني الشقيق، وتحث جميع القيادات اللبنانية على تغليب مصالح شعبها، والعمل على تحقيق ما يتطلع إليه الشعب اللبناني من أمن واستقرار ورخاء.
* *
ولم يخفِ الملك سلمان في خطابه أمام مجلس الشورى الموقف السعودي من هيمنة حزب الله الإرهابي على مفاصل الدولة اللبنانية، وأن للبنان مصلحة في إيقاف هذه الهيمنة، التي تعرِّض أمنه واستقلاله للخطر، بفعل قوة هذا الحزب العسكرية، ونفوذه المدعوم من إيران، واستخدامه هذه القوة في تعطيل العمل في مؤسسات الدولة، وبسط النفوذ الإيراني في الدولة، وإبعاد لبنان عن محيطه العربي.
* *
وكما تحدث الملك عن سوريا، وليبيا، ولبنان، واليمن، فقد تضمن خطابه كلاماً تضامنياً مع الأشقاء في العراق والسودان، وذلك بدعم استقرار وتنمية العراق الشقيقة، وتجديد الدعم الكامل للحكومة العراقية، بما يضمن أمن وسيادة واستقرار العراق، وارتباطه بعمقه العربي، وأن المملكة تنظر بتفاؤل لمستقبل العلاقات بين بلدينا، فيما كان موقف المملكة من الوضع في السودان، كما تحدث بذلك الملك سلمان، الترحيب بما توصلت إليه أطراف المرحلة الانتقالية من اتفاق حول استكمال المرحلة الانتقالية لتحقيق تطلعات الشعب السوداني الشقيق، وصولاً إلى إجراء الانتخابات في موعدها المتفق عليه، مع دعم المملكة لوحدة وصون الأمن والاستقرار والنماء لهذا البلد الشقيق.
* *
ولقد اهتمت المملكة بوقوفها إلى جانب الدول الأقل دخلاً، وكذلك الدول المنكوبة والمتضررة، واللاجئين والمتضررين، فقدمت لهم المساعدات التنموية والإنسانية التي شملت التعليم والصحة والإيواء وتوفير المواد الغذائية، والمساعدة في تحقيق الأمن الغذائي، وكما قال الملك فقد استفاد نحو (42) مليون شخص من اللاجئين والنازحين من خارج المملكة ممن تستضيفهم المملكة داخلها، حيث كان مركز الملك سلمان من أبرز الجهات التي قدمت مثل هذه المساعدات.
* *
الملك سلمان أنهى خطابه بتوجيه التحية والشكر لكل المواطنين والمقيمين، على تجاوبهم للتعليمات والإجراءات، ولفريق مواجهة جائحة كورونا، ولمن سماهم أبناءه الجنود البواسل في جميع القطاعات، وفي الحد الجنوبي.. شكراً يا خادم الحرمين، فقد (وفيت وكفيت) وقلت قولاً سديداً بما هو على لسان كل مواطن وقد تعلمه منكم.