عثمان أبوبكر مالي
مع نهاية النصف الأول من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، احتل فريق الاتحاد لكرة القدم الصدارة بجدارة واستحقاق، محققًا (32) نقطة وبفارق نقطة عن مطارده المباشر الوصيف، مع أفضلية بقاء مباراة له في رصيده، أمام فريق الهلال.
صدارة العميد أعطته لقب (بطل الشتاء) اللقب الرمزي (الجماهيري) الذي تطلقه وتهتم به الجماهير الرياضية عموماً وجماهير الفرق المنافسة على وجه الخصوص، وهو لقب يدعو للتفاؤل ويمنح الفريق الذي يحققه ثقة أكثر في نفسه وعناصره، وارتفاع عملي في الدوافع الذاتية والرغبة الشخصية لدى لاعبيه، وتطلعهم لتحقيق (اللقب الكبير) في نهاية المشوار وهو بطولة الدوري، فيما يعطي اللقب أيضاً لجماهيره تفاؤلاً أعلى وثقة أكبر في فريقهم ولاعبيهم ودعمًا أكثر من أجل مواصلة المسيرة وتكملة المشوار، يدفعهم إلى ذلك أن العادة جرت أن الفريق الذي يحصد لقب الشتاء غالبًا يكون هو البطل مع نهاية الموسم، وكل الفرق التي حققت اللقب منذ انطلاق دوري المحترفين السعودي (2008/ 2009م) وخلال ثلاثة عشر عامًا، حققت البطولة باستثناء ثلاثة فرق فشلت في مواصلة المشوار، وهذه نسبة عالية تعطي للقب أهمية إضافية. ولا شك
هذه المرة الثالثة التي يحقق فيها فريق الاتحاد اللقب، وهو أول فريق حققه في الموسم الأول لدوري المحترفين السعودي، ونجح في إكمال المشوار والفوز بالبطولة، وحققه المرة الثانية في موسم (2016/ 2017م) لكنه بعد أن تم خصم ثلاث نقاط من رصيده في (الحادثة المعروفة) تراجع ولمصلحة فريق الهلال الذي توج بالبطولة.
الهلال أيضاً خسر الدوري بعد حصوله على اللقب في موسم (2019/2018م) لمصلحة النصر، الذي خسر هو الآخر الدوري بعد أن حصل على اللقب، في موسم (2019/ 2020م) ولمصلحة الهلال، وهناك ثلاث فرق حققوا اللقب لمرة واحدة وفازوا بالدوري وهي فرق الشباب موسم (2011/ 2012م) وفريق الفتح موسم(2012/ 2013م) وفريق الأهلي موسم (2015/ 2016م).
ويبقى المهم النهاية التي سيصل إليها (بطل الشتاء)، وفي حين أنه لقب تحفيزي يمنح الثقة ويرفع من وتيرة الأداء والرغبة يحتاج إلى مواصلة العمل والجهد وزيادة الرغبة الأدائية لمنظومة الفريق خلال المباريات المتبقية جميعها وطوال الدور الثاني وبالجهد والقوة نفسهما بل وزيادة، من أجل الاستمرار والتتويج باللقب الرسمي وليس الرمزي، فمن يضحك أخيراً يضحك كثيراً.
كلام مشفر
« خلال الثلاثة عشر عاماً الماضية، حقق الهلال لقب (بطل الشتاء) خمس مرات فاز خلالها بالدوري أربع مرات، والنصر حقق اللقب ثلاث مرات وأصبح البطل فيهما مرتين، أما الاتحاد فكما أسلفت هذه المرة الثالثة التي يحقق فيها اللقب فهل يجعل تحقيقه للدوري خلالها مرتين؟!
« تصدر الاتحاد الدور الأول من الدوري وتحقيقه اللقب الرمزي بجدارة واستحقاق لأنه يملك كل المقومات ولأنه الفريق الأفضل والفارق عن المنافسين بنتائجه، رغم تعثره في أول مبارياته في الموسم، وهو ما يجب أن يضعه لاعبوه في اعتبارهم ويعملوا للحفاظ على الأفضلية والتفوق في كل المباريات بقوة وتركيز أعلى من الأربع عشرة مباراة الماضية.
« حتمًا منتظر أن يتم دعم الفريق في مراكز مهمة يعاني منها، ومتفق عليها من قبل كثير من الفنيين والمتابعين والتي ستدعم تكامله، مع الحاجة إلى تقوية دكة البدلاء لمواجهة العقبات والغيابات التي سيواجهها خلال ما تبقى من الموسم، اعتباراً من أولى مبارياته في الدور الثاني.
« أول المباريات التي سيخوضها (بطل الشتاء) والتي يلاقي فيها فريق الفيحاء لها أهمية كبيرة جدًا، فهو سيبحث عن النقاط الثلاث بقوة ولرد اعتباره من أول هزيمة تلقاها هذا الموسم، وأيضًا ليثبت عدم تأثره بأي غيابات مهما كانت في المباريات الثلاث القادمة، حتى إذا كان الغياب للاسم الكبير (الهرم) أحمد حجازي.
« ستكون المنافسة شرسة جدًا خلال مباريات الدور الثاني، وأكثر فريق سيجد صعوبة ومقارعة وترصد هو بطل الشتاء (الاتحاد) ليس من الفرق القريبة والمنافسة له على المقدمة والصدارة، الشباب والنصر والهلال فحسب وإنما من جميع الفرق، فالقريبة يهمها إبعاده، والبعيدة تبحث عن إسقاطه وتعتبر نقاطه ذهبية.
« استقطابات (الفترة الشتوية) هذا الموسم لـ(بطل الشتاء) منتظرة للتشكيل الأساسي أولاً ودكة البدلاء في الوقت نفسه وبالقوة نفسها، من أجل مواصلة المسيرة في دوري لم يقترب من العميد في أي وقت مضى ومنذ قرابة عشرين عاماً مثل ما هو عليه الموسم الحالي.