عثمان بن حمد أباالخيل
أنا لا أخطئ أبدًا، نحن بشر ضعفاء نخطئ ونصيب، ونمرّ بمختلفِ الظروف والأحوال التي تؤثِّر فينا وفي نفسياتنا. إن ارتكاب الأخطاء في الحياة هو شيء طبيعي والإنسان لا بد له خلال عمره أن يرتكب أخطاء، وهذه هي الطبيعة البشرية الفطرية، ومستحيل أن تجد شخصاً كاملاً لم يرتكب أخطاء في حياته ولسنا معصومين من الخطأ، الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- يتكلمون بوحي الله سبحانه وتعالى، وهم معصومون من كل خطأ يخل بصدقهم وأمانتهم.
جميلٌ منا أن نشعر بأخطائنا بحق الآخرين الذين لا ذنب لهم سوى أننا أخطأنا بحقهم، أخطاؤها ناتجة عن أنها شخصية انفعالية ومتسرِّعة، ولهذا فإنها في كثير من الأحيان تخطئ خصوصاً حين ندخل مرحلة الغضب فلا نعلم ماذا نقول وكيف نتصرَّف. (النائمون فقط هم الذين لا يرتكبون الأخطاء أبداً)، بهذه العبارة يلخِّص إينغفار كامبراد صانع أمجاد إيكيا أن الخطأ واقع طالما هناك شخص يعمل. الخطأ ما أقصده في مقالي خطأ إنسان على آخر، وليست الأخطاء في مختلف مفاصل الحياة.
الاعتذار عن الخطأ من شيم الأقوياء، وهو لعلاج القلوب المكسورة، وإزالة الأحقاد والأدران، وكلمة «أعتذر» و»أنا آسف» أو «سامحني» أو «حلّلني» وعبارات أخرى إذا كانت صادقةً ونابعةً من القلب ليست مجرّد كلمات تُقال، بل ضمادٌ للجراح وبلسمٌ للقلب. من الضروري أن تحدد ما الذي تعتذر عنه. يقول ألبرت: «إن قول عبارة أنا آسف، بشكل عام، أمر غير مجد في الاعتذار.
عليك تحديد الخطأ الذي تريد الاعتذار عنه. وعلى الطرف الآخر القبول أو النفور، حيث إن الجرح عميق ويصعب التئامه إن ثقافة الاعتذار والتسامح خلق إسلامي رفيع. حقاً ما ينقص الكثير من الناس هو ثقافة الاعتذار أن تشعر بالندم عمَّا صدر منك وكسرت قلب إنسان، الاعتذار ليس رد اعتبار لمن أخطأت بحقه، وكلنا نخطئ ونصيب، ولكن أيضاً إعلان تبرؤنا من نيّة الإساءة لهم ورفضنا السماح بأي شوائب في علاقتنا بهم. للأسف هناك من يصر على عدم الاعتراف بالخطأ ويدخل مرحلة التبرير لماذا أخطئ وينسي ما قام وربما تكرر الخطأ وهذا من سوء فهم دروس الحياة.
رائع جداً حين تتسامح مع نفسك عند ارتكاب الخطأ وتقدم الاعتذار الذي يقود إلى النجاح والثقة بالنفس وتشعر بعدم النقصان أو التقليل من شأنك أمام المخطئ عليه وأمام الآخرين. والأجمل أن تكون ناضجاً بما يكفي لتقر بالخطأ، وذكياً بما يكفي لتتعلَّم منها، وشجاعاً بما يكفي لتصحيحها. غالبية الناس بحاجة إلى معرفة فن التعامل مع الإنسان المخطئ عليه كذلك أتيكيت الاعتذار، وذكر هنا أن الناس يتعاملون بعواطفهم أكثر من عقولهم. همسة في آذان اللوّامين اللوم السهم القاتل ما إن ينطلق حتى ترده الريح على صاحبه فيؤذيه ذلك لأن اللوم يحطم كبرياء النفس. والإنسان اللّوام يوتر الأجواء ويشحنها.