د. حمد بن عبدالرحمن أبوحيمد
أصبحت إدارة الشركات في وقتنا الحالي أكثر تعقيداً عن السابق، ففي مراحل تطور الشركات، تمر الشركات بعدة مراحل وكل مرحلة مرتبطة ببعضها ارتباطاً وثيقاً وبعدة مؤثرات، ككفاءة الإدارة والقدرة المالية للشركة واستراتيجيتها والمعرفة التامة بعوامل المخاطر وما إلى ذلك.
وليس ذلك كافياً، بل يجب أن يكون هناك مجلس إدارة مؤهل يحمل خبرات واسعة، ومعرفة عميقة لدى رئيسه وأعضائه، بمجال عمل الشركة وكيفية تطويره، وهناك عدة أركان تؤثر تأثيراً قوياً في كفاءة المجلس وأعضائه ومنها:
الركن الأول: وهو كفاءة أداء الأعضاء وتفانيهم في المجلس، ويتمحور هذا الركن حول كيفية إضافة قيمة فعلية للمجلس، وزيادة الثقة بين الأعضاء ووضوح الواجبات والتزامات كل عضو، إضافة إلى تعدد الأعضاء من حيث الخبرة والتخصص.
الركن الثاني: وهو هرمية المعلومات حيث إن عمليات المعلومات لا بد أن تكون شاملة ووافية وصحيحة، ومصادر المعلومات تكون من داخل الشركة وخارجها ومن مصادر ذات ثقة، أيضاً توافر المعلومات الشاملة حول استراتيجية الشركة، المخاطر والأداءات المالية والإدارية.
أما الركن الثالث: وهو عن هياكل الشركة وعملياتها، وهذا الركن يتمحور في هياكل وعمليات الشركة حول إدارة المخاطر والأزمات، التدقيق والامتثال، أداء وتقييم مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية، سمعة الشركة ومسؤولياتها الاجتماعية.
وأخيراً الركن الرابع: وهو عن دينامية أعضاء المجلس ويذكر في هذا الركن أن دينامية وتعامل أعضاء المجلس يجب أن تكون قائمة على الاحترام وحرية الرفض والموافقة في الرأي، كما للأعضاء الحق في الاعتراض وطرح الأسئلة حول القرارات أو الاستراتيجيات، كذلك قرارات الأعضاء يجب أن تكون مدعمة بالمعرفة والخبرة ومبنية على دراسات ومعلومات، وأخيراً يجب أن تكون جميع القرارات تصب في مصلحة الشركة.
وكما نرى، فإن كفاءة أداء مجالس الإدارة أصبحت مرتبطة بعدة عوامل مترابطة فيما بينها كما هي الحال في عمل الشركات الناضجة والناجحة في أسواق التجارة، لذا فإن من المهم من أعضاء المجلس أن يقيموا أركان فعالية المجلس بصفة دورية.