للأسف الشديد لم يسعفني الحظ على التعرف على الأستاذ الموسوعي عدنان السيد محمد العوامي عن قرب، إلا أنني تعرفت على الأستاذ عدنان عن طريق الصدفة، وذلك عندما كنت أقوم بزيارة للبحرين، خاصة منذ مطلع الألفية، حيث كنت أتردد على مكتبة صغيرة في المنامة التي كانت رفوفها عادة ما تكون مليئة بمختلف أنواع المعرفة من كتب فكرية وروايات ودواوين شعر ومجلات سياسية وأدبية وتاريخية، وقد لفت انتباهي مجلة تحمل عنوان: الواحة تصدر في مدينة القطيف بالمنطقة الشرقية، وقد تصفحت فهرسها على عجل وشدتني عناوين موضوعاتها المتنوعة، وكان مدير تحريرها هو الأستاذ عدنان السيد العوامي، وبعدما عدت إلى الوطن وتصفحت المجلة أعجبت بها مما دفعني إلى الحرص على اقتنائها وتصفح مختلف موضوعاتها، ولفت انتباهي اهتمام الأستاذ عدنان الذي يكتب افتتاحية المجلة ويشارك في كتابة بعض المقالات، خاصة في مجال التاريخ والتحقيقات لكتب الرحالة الذين زاروا منطقة الجزيرة العربية ومنطقة الخليج مثل الرحالة بلغريف وسودلير وغيرهما، وقد كتب عدة مقالات في نقد ما دونه هؤلاء الرحالة، خاصة فيما يتعلق بأسماء المناطق والهجر، فمثلاً بالنسبة للرحالة بلغريف، خصص الأستاذ عدنان عدداً من الحلقات بيّن فيها الأخطاء التي وقع فيها الرحالة بلغريف فيما يتعلق بذكر أسماء المناطق والهجر، وأرجع الأستاذ عدنان السبب أو الأسباب التي جعلت الرحالة بلغريف يقع في مثل هذه الأخطاء إلى أنه كان يعتمد على السماع ورأي الآخرين، بدلاً من أن يقوم بنفسه بزيارة الأماكن والمواقع، وقد سعدت بحضور أمسية في ديوانية الراحل الكبير المرحوم حمد الجاسر، وذلك بمناسبة مرور ستين عاماً على صدور مجلة (أخبار الظهران) التي كان يصدرها الراحل الكبير الباحث والمفكر الأستاذ عبدالكريم الجهيمان، وقد شارك في الأمسية كل من أديبنا و شاعرنا الكبير أبو عبدالرحمن سعد البواردي والأستاذ الباحث أبو يعرب محمد القشعمي والباحث الموسوعي الأستاذ عدنان السيد العوامي. هذا غيض من فيض من جهود ونشاطات الأستاذ عدنان -بارك الله في كل جهوده وأطال الله في عمره- لكي يتحفنا بالمزيد من لآلئه الثرية، وقبل الختام لا يفوتني الإشارة إلى تعدد جوانب الأستاذ عدنان فهو الى جانب مخزونه التراثي والتاريخي والثقافي أيضاً شاعر مجيد، فشكراً له على كل جهوده وعطاءاته، ومزيداً من التألق.
** **
أبونزار صالح ابراهيم الصويان - الرياض