وصلني عن طريق الصديق العزيز «أبي يعرب» محمد القشعمي، أن صحيفة الجزيرة، تنوي إعداد ملف، عن الأديب والشاعر السيد عدنان العوامي، وأنهم يستكتبون بعض الكتاب ومعارف الشاعر، للكتابة عنه. وتجاوباً مع هذه الدعوة، بصفتي من المعارف لا الكتاب، أعددت هذه العبارة المتواضعة تقديرا لمقام المحتفى الجليل وتجاوباً مع هذه الدعوة.
ما سأقدمه هنا مجرد انطباعات شخصية عن الأديب والشاعر السيد العوامي، وأما القيمة الأدبية والشعرية، فهناك كثير من الكتاب والنقاد والأدباء -ولست منهم- من سيتناولون هذا الجانب بجدارة.
معرفتي العامة بالسيد عدنان، بدأت مع نشاط المنتديات الثقافية في مطلع الألفية الثانية، وتحديداً في ديوانية الملتقى الثقافي التي يستضيفها الأستاذ نجيب الخنيزي في منزله بالقطيف، حيث كان السيد العوامي أحد مرتاديها الدائمين. وأول ما يلفت نظرك في الرجل، الهيئة البسيطة والتواضع الجم الذين يميزانه. لكنه ما أن يبدأ الحديث حتى تتكشف خلف هذه الهيئة، شخصية واسعة الثقافة غزيرة الاطلاع بصورة مبهرة.
ثم تعددت لقاءاتنا في المنتديات التي يرتادها، منها ملتقى الثلاثاء الثقافي الذي يستضيفه الأستاذ جعفر الشايب، وجمعية الثقافة والفنون بالدمام، وكذلك النادي الأدبي بالدمام، وكان في كل حضور يترك بصمة مميزة بتعليق أو مداخلة أو نقاش. كما أنه فضلاً عن كونه أديباً وشاعراً، فهو باحث ومحقق رفيع أعتبره من الطراز الأول. وأذكر أنه عام 2014م قدم محاضرة بعنوان «مشهد الوئام الثقافي في القطيف في الوثائق المحلية»، تناول فيها التعايش والعيش المشترك في منطقة القطيف.
أما في عالم الشعر، فهو من الشعراء المميزين الذين لم يعطوا حقهم الأدبي. وسأكتفي هنا بما كتبه عنه الشاعر/ علي الدميني -شفاه الله- تعليقاً وقراءة عن ديوانين أصدرهما الشاعر هما «شاطئ اليباب» و»ينابيع الظمأ» الذي فاز بجائزة الشعر في معرض الكتاب بالرياض عام 2018م. يقول علي الدميني عن الديوانين: «تجربة ثرية تحفل بجماليات كلاسيكيات البناء المتألق للقصيدة للعمودية والمتمثلة في نسج الصورة الشعرية السيالة المنفتحة على ذاكرتها وعصرها في آن».
أطال الله في عمر الأديب والشاعر السيد العوامي ومتعه بالصحة والعافية ليواصل إبداعه وعطاءه بيننا.
** **
- عبدالله الحركان