ـ عدد الثقافية الأسبوع الماضي أشرنا إلى تداول عدد من المسرحيين بوسائل الاتصال الاجتماعي الخاصة بهم، وجهة نظر الممثل السوري (أيمن زيدان) والتي تحدث فيها عن المهرجانات المسرحية العربية وما خلفته من عروض مسرحية مريضة خلقت الفجوة بين المسرح والجمهور، هنا انبرى الكاتب المسرحي السعودي (فهد رده الحارثي) بالرد على جهة النظر هذه قائلاً (يخلط بعض المسرحيين العرب الحالة بالحالة ويضعون على كتف المهرجانات المسرحية المحلية والعربية حمل تدهور المسرح العربي، وأنه أصبح مسرحاً نخبوياً ينفر منه الجمهور ويبعدهم عنه وفي ذلك خلط شديد للأمور، فالمهرجان في تكوينه وفكرته يذهب دوماً نحو حالة المعمل والمختبر المسرحي ويجمع المسرحيين لمشاهدة عروضهم وتجاربهم والحديث عنها ومناقشتها، ويجدد حالة التلاقي والاستعراض للقدرات ومناقشة الحديث والجديد وخلق فرص العمل المشترك، وبالتالي هو كحالة لا يذهب نحو الجمهور مباشرة ليخلق حالة التواصل، بل يذهب نحو المسرحي وجدلياته وهمومه وشجونه، ولذلك كانت فعالياته تضم الندوات الفكرية والورش والمعارض وكلها لها اهتمامات المسرحي بمسرحه، وهذا لا يمنع حضور المتذوق والجمهور لهذا المهرجان والتفاعل مع يومياته وبرامجه، فكل عرض يقدم لمرة ومرتين ويزدحم العرض بالمسرحيين الشغوفين لمتابعة آخر تطورات المسرح هنا وهناك، ويستفيدون من حالة التلاقح الفني في صنع أفكارهم وطرقهم، وبالتالي هو حالة المسرحي والمسرح، وعندما نذهب لحالة المسرح والجمهور سنجد الموسم المسرحي المحلي وعروضه المستمرة وجمهوره المتابع له هم من يخلقون حالة المسرح والجمهور، وللأسف أن المواسم المسرحية قد دمرت في معظم العالم العربي ولم تدعم عروضه وبرامجه، وظل المسرحي في بعض هذه البلدان مرتبط بمهرجان هنا وهناك، وساهم المسرحي نفسه في صنع هذه الحالة بشعوره الباحث دوماً عن شماعة يعلق عليها كسله ومزاجيته وعدم عمله، ووجد من السهولة عليه إتهام المهرجانات المسرحية وأنها سبب كل مصائب الدنيا، ومن العجيب والغريب أن هؤلاء الذين يهاجمون هذه المهرجانات سبق لهم المشاركة بها وشاركوا بأعمال من تلك النوعية التي يهاجمونها، ولم يطرحوا وقتها أن المهرجانات هي سبب الخراب والدمار والتي يجب عليهم مقاطعتها وعدم المشاركة بها على اعتبارها أنها وباء المسرح) انتهى رد الزميل الصديق فهد رده وأشكره على تفهمه ليكون رده التوضيحي هذا في إطار مقالي تدوين.
** **
- مشعل الرشيد