الهادي التليلي
كلما رأيت هذا المهرِّج الذي تتناقل صوره الفضائيات في سياق الاستثمار في التفاهة أشعر بأن الغرب والفرس أبدعوا في صناعة صورة مزرية عن شكل معين من الإسلام السياسي، وتذكّرت مقولة أحدهم الشهيرة لا تكلمني عن الله، بل اجعلني أراه في سلوكك، حيث إن سلوك هذه الفئة أبعد ما يكون عن سلوك الإسلام الدين الحنيف الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم الأخلاق.
فحزب الله القطعة الإيرانية في التراب اللبناني العزيز والذي يعد من مصنعي آفات المنطقة وغيرها عبر زرع الإرهاب وتقويض السلم الاجتماعي في كل من اليمن وسوريا ولبنان وصناعة الألم إضافة إلى ترويج الأقراص المخدرة وزراعة أنواع الحشيش التي تُصدَّر إلى مختلف أرجاء المعمورة عبر موانئ بعضها يغمض عينه اليمنى عنه وبعضها لا يدري وغير ذلك من الآفات التي يضيق عن ذكرها المجال.
حسن نصر الله الذي نصب نفسه سفير نوايا إيران السيئة في المنطقة استعمل خطة تصدير الأزمة وقلب معطيات الميدان التي صارت وصمة عار في وجه كل من يتعاطف معه سراً أو جهراً خاصة بعد أن تم كشف تورطه في الجرائم الإنسانية باليمن الشقيق وحتى يخفف من العزلة السياسية القسرية للحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان أخذ يتطاول على قيادات المملكة التي أحرجت أسياده بحكمتها السياسية وقدرتها على إدارة الأزمات.
هذا الشخص الذي عندما يتكلم تشعر وكأن مسامير إيرانية تنخصه من الأسفل وتجعله يكاد يقفز من كرسيه الإيراني المكشوف حرقة على ما تكبده من خسائر إعلامية جعلته يتشنَّج لدرجة تكاد تفقده صوابه وتكاد العمامة تسقط من فرط الحركة الهستيرية لهذا الكائن أقول له وأنا التونسي الذي يقيم بالسعودية ويرى أنه سعودي بالرغم من كون كل أبواب المعمورة مفتوحة على مصراعيها أمامي لم ولن أختر في حياتي بيئة يستطاب فيها العيش ويشعر فيها المرء بإنسانيته وبأنه ابن البلد حتى أكثر من بلده مثل المملكة العربية السعودية التي أراني فيها سعودياً وأفتخر وأقول لك أنه مثلي من اللبنانيين أكثر من أفراد جيشك الذين لا هم لهم سوى تدمير لبنان وتحطيم بنيته التنموية يعيشون في هذا البلد يعاملون معاملة السعوديين مثلي ويعولون عيالهم بتحويلات شهرية في حين لا ترسل لكم إيران غير الصواريخ ووسائل الموت ما يكفي لتكونوا فعلاً من تحطمون اقتصاد هذا البلد الجميل لبنان المحبة الذي تغنت به فيروز وماجدة الرومي وغيرهما وأتمنى أن تكون إيران سبباً في عيش عائلة لبنانية واحدة غير الجنود والمقاتلين المهددين إما بالموت أو قتل غيرهم.. السعودية -وأقولها بصدق يعرفه عني القاصي والداني - مملكتي وبيتي وأهلها أهلي وقيادتها قيادتي وأنا أذود عنها بدمي ويكفي فزعتها مع شعبي التونسي يوم غزتنا كورونا، لهذا وغيره مما يفيض به خاطري ووجداني أقول لك ولغيرك ممن يتناسون ما قدمته السعودية للبنان في كل مراحله التاريخية ويجابهونه بلؤم من شحن فكره بالدم والنار:
السعودية ترفل في النماء وتسعى لمستقبلها بخطى أدهشت العالم وأبهرت كل الشعوب وشعبها ينعم بخيرات بلاده ويفخر بقيادته وأنت هل لك حتى أن تمشي في شارع الحمراء اللبناني بلا جيش من الحراس وبأقنعة متعددة؟ هل تملك الجرأة حتى لتختبر عاطفة الشعب اللبناني الذي أجبره القهر من احتلال إيران لبلدهم من خلالكم إلى الطلب من ماكرون بإعادة احتلال فرنسا بعد تفجيركم لميناء بيروت؟ وتلك رسالة لن تفهموها ولن تفهموها.