د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
قرأتُ متفرِّقاً ما كُتِبَ عن تاريخ الخطوط الجوية العربية السعودية إنشاءً وتطويراً وعلمتُ مشاهدة وعبر وسائل الإعلام عن كل لبنة بناء حطتْ على مدارج الطيران في بلادنا حتى تُوِّجت شركة طيران دولية بخمس نجوم، ورأيتُ رأي العين صناعة الطيران كما ينبغي لها وما أريد لها في عهدنا الحديث عندما ارتسمت الرؤية السعودية العملاقة 2030 في محيّا بلادنا فأضاءت ما حولها حتى المطارات في أطر الأرض ومشاغل السماء، فمن الوثائق المرصودة أن الخطوط الجوية العربية السعودية هي أول شركة طيران تأسست في شبه الجزيرة العربية، حيث بدأت في عام 1945 مع طائرة من طراز. DC-3، ومنذ ذلك الحين وهي تسير قُدمًا مسجلة مستويات من الكفاءة وخدمة العملاء كما هو متعارف عليه في مختلف المنظمات الدولية والهيئات في المجال ذاته، وتمتلك الخطوط السعودية سوق سفر جوي حيوياً، حيث يخدم ثلاثون مطارًا سكانَ بلادنا الذين يزيد عددهم عن 30 مليونًا، كما تخدم الحجاج الذين يسافرون إلى بلادنا كل عام لأداء مناسك الحج وزيارة الأماكن المقدسة، وتبرز كناقل جوي متين لكل مستهدفات التحضّر ويصطف الأسطول الجوي السعودي في الأمام ليحمل بقوة متطلبات التنمية لبلادنا ويتصدر الاهتمام بسلامة الملاحة الجوية إستراتيجيات الطيران السعودي، وأمن الطائرات مفتتح للإشادة بواقع الناقل الجوي السعودي؛ ولمَّا أن الرؤية السعودية العملاقة تهدف إلى أن تصبح الخطوط الجوية العربية السعودية شركة طيران دولية قادرة على منافسة الخطوط الجوية العملاقة في العالم وأن يكون لشركات الطيران السعودية حصة أكبر في سوق الطيران في منطقة الشرق الأوسط والعالم فإن تحقيق ذلك بدا في أنظمة التشغيل والإدارة حتى تصدَّر الطيران المدني السعودي عام 2021 تصنيف شركة YouGov المتخصصة في الأبحاث التسويقية لأفضل العلامات التجارية في بلادنا، وأصبح الناقل الجوي السعودي ضمن الفئة الماسية في معيار السلامة وصحة المسافرين ... وغير ذلك كثير كثير وآخر حصاد الخطوط الجوية السعودية خمس جوائز في عام 2021 ! وذلك جزء من الأرصدة الثمينة حول الناقل الجوي السعودي، وفي مقالي هذا سوف أفتتح باباً آخر ربما لم يتحدث عنه كما يستحق في منظومة تشكيلات النجاح في رصيد الخطوط الجوية العربية السعودية الذي كان مشعلاً للنجاحات ومستنداً متيناً لصناعة الطيران المنافس عالمياً وهو المهنية العالية جداً التي تتصف بها طواقم العمل السعودية في اخطوط الجوية السعودية «في الأرض وعلى متن الطائرات في سماءات الوطن وخارج الأجواء السعودية تحيط تلك المهنية العالية أخلاق مكتنزة تتوّج كل شبر في المطارات من الطواقم البشرية في مراحل الإعداد والتنفيذ وفي تنفيذ خطط العمل في الطائرات أثناء الملاحة الجوية، وأستهلُ ذلك بانسيابية العمل، والتعامل الراقي السامي، وحميمية الاستقبال والاستماع اللافت لمتطلبات المسافرين وإنجاز مهام العمل التنظيمية بدقة لافتة وتحويل الزمن إلى حوار ودود وطرح الحلول الممكنة لأي صعوبة قد يحملها المسافر، تتصدر ذلك كله المهنية العالية التي تصنع الثقة بالقدرات السعودية وتنبئ عن إعداد مهني دقيق وتدريب متكامل في الأسس، والمرونة المنتجة، فيبهرنا انتماء العاملين في مطاراتنا لعملهم وتلك الخصيصة أول درجات النجاح وكذلك تمثيل النموذج القدوة في كل تفاصيل العمل ومتطلباته، ولم تتأت تلك الصفات حتماً إلا من خلال استقطاب بصير أولاً ومن ثم َّ تدريب نوعي دقيق قاعدته الاستعداد وعنوانه المعرفة العميقة، وتشرق الأناقة الجاذبة والاهتمام بتفاصيل المظهر الحسن، فيتماهى ذلك مع رونق المكان وجماله أيضاً؛ وهناك حتماً من يعمل خلف الكواليس في مطاراتنا من القيادات الواعية التي تؤصِّل لذلك المنهج وتؤطِّر لمعايير العمل ومتطلباته التي أصبحت تناطح السحبُ ويتردد صداها عبر القارات، وكل في فلك يعملون!
يقول زهير في معيار التعامل الراقي:
تراهُ إذا ما جئْتَه مُتَهَلِّلا
كأنَّك تُعطيه الذي أنتَ سائلُهْ