د.عبدالعزيز العمر
من المؤكد أن حلم كل قائد سياسي، وحلم كل قائد تعليمي، بل وحلم كل مهتم بالشأن التعليمي، وأنا أحدهم، أن يرى تعليم بلاده يحقق مستويات نوعية عليا من الإنجاز، وفق مؤشرات ومعايير عالمية حديثة تؤكدها البحوث التعليمية وقادة الفكر التربوي المعاصر. فليس هناك أسوأ من أن تمر السنوات والتعليم ساكن لا يبرح مكانه، وليس هناك أسوأ من أن يكون كل يوم تعليمي مدرسي هو نسخة من اليوم الذي قبله واليوم الذي يأتي بعده، وكل سنة تعليمية هي تكرار ممل للسنة التي قبلها، في مثل تلك الظروف التعليمية الكئيبة لا يستشعر العاملون في الميدان التربوي، ولا الطلاب أنفسهم لذة المستجدات، أو متعة ومواجهة تحديات تعليمية جديدة.
وإذا كان انطلاق الصاروخ إلى أعالي السماوات يحتاج إلى وقود غازي يدفع الصاروخ بقوة هائلة، فإن تطوير التعليم في المقابل يتطلب توفر قاعدة أو بنية تحتية قوية ومتماسكة تمكن مسيريه من الاستمرار في تطوير التعليم بالزخم نفسه (Sustainable Dev). وهنا أشير في عجالة إلى أهم مكونات هذه البنية التعليمية: أولاً- قيادة تعليمية لديها تصور ذهني واضح، عن الحالة التعليمية المثالية التي يتمنونها للتعليم، ومن المهم أن تمتلك تلك القيادات الاستراتيجيات الفعالة التي تمكنها من تحويل تلك الصورة الذهنية المثالية للتعليم إلى واقع ينفذ على الأرض. (يتبع)