محمد الشريف
انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء يوم السبت الماضي الموافق الثامن والعشرين من شهر جمادى الأولى 1443هـ الشيخ عبد الله بن ناصر بن عبدالله آل حسين الشريف عن عمر يناهز المئة عام، قضاها في طاعة الله والتماس عفوه ورضاه، نسأل الله سبحانه وتعالى له المغفرة والرحمة وحسن المآب، وأن يتقبله عنده في عليين، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، ذلك الفضل من الله وكفى به عليما، كما نسأله سبحانه أن يجبر مصاب أسرتيه الصغيرة والكبيرة، ويعظم أجرهم ويحسن عزاءهم فيه، ويجمعهم به في مستقر رحمته يوم لقائه سبحانه.
ويعتبر المرحوم عميداً لأسرته، وجماعته آل حسين الأشراف في مقرهم الأساسي في بلدة المفيجر، المعروفة حالياً باسم مركز المفيجر التابع لمحافظة الحريق، وفروع الأسرة في كل من الرياض والحريق والمنطقة الشرقية، وكان المرحوم عابداً شاكراً لربه، مشهوداً له بالبر والطاعة وملازمة المسجد حتى أثناء اعتلال صحته، كما كان فاضلاً في أخلاقه وصفاته، واصلاً في جماعته يلتقون عنده أسبوعياً بعد صلاة الجمعة، يتداولون في شؤونهم يعتبر كبيرهم أخاً وصغيرهم ابناً، ينهلون من تجاربه وخبراته ونصائحه وعلمه، حيث كان يسعى بينهم بالألفة والإصلاح والحسنى، يحثّهم على التواصل وصلة الأرحام، وملازمة الطاعة والعبادة، والحرص على أداء فروضهم وواجباتهم الدينية، فضلاً عن مواصلة تحصيل العلم وتحقيق أفضل النتائج فيه، لكي يتمكنوا من خدمة بلدهم ومنفعة ذواتهم وأسرهم.
وكان رحمه الله يتمتع بشخصية محبوبة متزنة حباها الله بكريم الأخلاق وطيب السجايا والعادات، مع قدر من المرح والمزاح الملتزم، بما يضفي على مجلسه ومجالسيه السرور والبهجة.
أما أبرز مراحل سيرته والأعمال التي زاولها فقد تغرّب عن أسرته إبان شبابه، ورحل إلى المنطقة الشرقية ولازم جماعته هناك، وعمل في شركة أرامكو أثناء ازدهار أعمال استخراج البترول وصناعته، وأذكر أنني التقيت به عدة مرات عندما كنت طالباً في المدرسة الابتدائية في الدمام، ثم عاد إلى الرياض وعمل في رئاسة الحرس الوطني إلى أن وصل إلى سن التقاعد، ثم مارس بعض الأعمال الحرة أثناء مرحلة التقاعد.
وقد خلّف رحمه الله ذرية صالحة قوامها ستة أبناء هم المهندس فهد، وإخوانه محمد وناصر وعبدالعزيز وبندر والمهندس هاشم، إلى جانب خمس من البنات، أحسن تربيتهم -رحمه الله- بمعونة السيدة الفاضلة والدتهم أمدّ الله في عمرها، وأجزل لها الأجر والثواب لقاء تضحياتها وسهرها مع المرحوم والدهم وعلى العناية بهم وتنشئتهم كما كانت تتمنى.
رحمك الله يا أبا فهد، لقد فقدنا بفقدك أباً وأخاً وموجّهاً وناصحاً، بيد أنّ عزاءنا فيك سوف يتجسد في شمائلك وخصالك ومآثرك التي أورثتنا إياها، وهي ما سيبقي ذكرك حياً فينا ما حيينا.
** **
- رئيس (نزاهة) الأسبق