عبدالله العمري
رغم مضي قرابة العشرين عاماً على إقرار نظام الاحتراف في الكرة السعودية وما صاحب هذه الفترة الطويلة من قدوم العديد من اللاعبين الاجانب الكبار والمميزين وغيرهم.
وهي فترة طويلة جداً كافية لترسيخ معنى كلمة لاعب محترف بذهن اصغر مشجع رياضي سعودي يحب ويتابع كرة القدم بكل تفاصيلها.
الا ان مع كل موسم رياضي جديد والذي يشهد عادة فترتي تسجيل للاعبين المحترفين وهو نظام دولي أقره وشرعه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، نكتشف ان عقلية الهواة لازالت هي المسيطرة على غالبية الشارع الرياضي السعودي، سواء من اعلاميين او جماهير رياضية، بل وحتى بعض مسئولي الاندية.
وهو الأمر الذي يتضح بشكل كبير جداً عند انتقال اي لاعب سعودي من ناديه الى ناد آخر وما يصاحبها من صخب وضجيج وصياح وتخوين للاعب المنتقل واتهامه بعدم الولاء لناديه وانه باع النادي الذي ابرزه وغيرها من العبارات الجارحة وسيل من الاتهامات التي تطال اللاعب (المحترف) الذي ذنبه الوحيد انه يبحث عن تأمين مصدر رزق له ولعائلته ومن يعولهم.
لا أعلم سر هذا الضجيج المزعج الذي نشاهده عند بداية اي فترة تسجيل، ولعل الميركاتو الشتوي الحالي للكرة السعودية الذي بدأ قبل ايام لدينا شهد اعنف واشرس فترة انتقالات بين الاندية السعودية والسبب هو ان الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلاً بلجنة الاحتراف الغى مسمى سقف رواتب اللاعبين السعوديين الذي تم إقراره قبل عدة سنوات، هذه الخطوة جعلت الصراع علنياً وواضحاً بين الاندية السعودية في البحث عن اللاعب المفيد لها.
وهي فرصة ذهبية لاي لاعب سعودي محترف ان يبحث عن العرض المادي المناسب له ولاسرته، فهو يعلم ان عمره بالملاعب سينتهي بعد عدة سنوات وعندها لن يجد من يلتفت له وسيدخل ذاكرة النسيان مثل كثير من اللاعبين السابقين.
والشواهد على ذلك كثيرة فهناك لاعبون يوماً ما كانوا نجوماً في ملاعبنا اصبحوا اليوم بلا دخل مادي ثابت يساعدهم على معترك هذه الحياة.
لذا يجب على الجماهير الرياضية ان تتعامل مع انتقال اي لاعب بكل احترافية وان تحترم رغبة اللاعب في البحث عن تأمين مستقبله وحياته بعد الاعتزال.
واذا كان هناك ملامة فيجب ان تكون على إدارة الاندية ومسئوليها فقط لعدم مقدرتهم المحافظة على اي لاعب مميز بصفوف ناديهم من خلال تلبية مطالبه المادية التي تعتبر حقا مشروعا وبسيطا لاي لاعب مهما كان اسمه ونجمه.