د. أحمد محمد الألمعي
كيف يمكننا تقييم فعالية علاج معين دوائي أو تكميلي كالأعشاب وغيرها؟ هو سؤال يتردد كثيراً خاصة في سياق الكم الهائل من العلاجات التكميلية والإعلانات التسويقية للملايين من المنتجات، وأصبحت العلاجات التكميلية والأعشاب شائعة وصناعة تقدر بمليارات الدولارات سنوياً.
في العقد الماضي، كان هناك تصاعد هائل في البحوث العلمية والعامة في الاضطرابات النفسية. وينعكس هذا الاهتمام ليس فقط في عدد من المقالات العلمية، ولكن أيضاً في إصدار العديد من الكتب والمقالات للآباء والأمهات والمعلمين. وقد بذلت خطوات كبيرة في فهم هذه الاضطرابات. على الرغم من أن هناك العديد من العلاجات الفعالة، فهي ليست فعالة على قدم المساواة لجميع المصابين باضطرابات نفسية. من بين الأساليب الأكثر فعالية حتى الآن هو العلاج الدوائي بالإضافة إلى جلسات العلاج النفسي.
هناك الكثير من العلاجات غير الدوائية الطبيعية والمكملات الغذائية التي تشمل: الحمية الغذائية: مثل تجنب المنبهات... إلخ، المكملات الغذائية مثل أوميغا 3، التخلص من المواد الكيميائية والسموم في الجسم (chelation)، العلاج بالإعشاب herbal medicine، التكنولوجيا والواقع الافتراضي لعلاج أمراض الخوف والقلق، طرق علاجية أخرى.
وتهدف الدراسات الطبية البحثية للأساليب العلاجية إلى الإجابة عن أسئلة معينة مثل: ما هو سبب المرض؟ أو هل للدواء الجديد تأثير أفضل في علاج مرض معين مقارنة بالدواء التقليدي أو العلاج الوهمي (Placebo). وهناك عدة أنواع من الدراسات الطبية التي يمكن إجراؤها للحصول على إجابة لهذه الأسئلة، كل نوع يصلح للإجابة على أسئلة معينة، لكل نوع مزايا وعيوب مختلفة عن الأنواع الأخرى.
بشكل عام، تنقسم الدراسات إلى دراسات مراقبة دراسات تجريبية. لكل من هذين النوعين أنواع فرعية منه.
أولاً: دراسات المراقبة: (Observational studies) وتشمل 1) الدراسات الوصفية: ( Descriptive studies) منها تقارير مجموعة حالات Case reports/series الدراسات المقطعية Cross sectional studies. 2) الدراسات التحليلية Analytic studies: هناك نوعان من هذه الدراسات هما:
- دراسات الحالات المرضية-المجموعات الضابطة case control studies دراسات الحشد على مرحلة زمنية Cohort studies. ثانياً: الدراسات التجريبية: (Experimental studies)
كيف يتم تقييم العلاج؟ هناك طريقتان لتقييم العلاجات:
(1) إجراء البحث العلمي القياسي standard scientific procedure
(2) دراسة حالات محدودة Limited case studies.
ويشمل المنهج العلمي اختبار العلاج في ظروف تسيطر عليها بعناية، مع ما يكفي لتقليل احتمال حدوث النتائج بمحض الصدفة وأن تم إجراء دراسات مشابهة بنتائج متشابهة حيث إن تكرار هذه الدراسات عدداً من المرات من قبل الفرق البحثية المختلفة قبل التوصل إلى استنتاج مفاده أن علاجاً معيناً فعال لمرض معين. وتحتاج الدراسات إلى تقنيات تقلل من فرص التوصل إلى استنتاجات غير صحيحة. وتشمل هذه التقنيات مقارنة بالعلاج الوهمي أو العلاجات الأخرى، واستعمال علاج معروف بهدف المقارنة بطرق معينة وعمل تقييم للنتائج بطرق تضمن الحيادية واستخدام طرق إحصائية عملية محددة بوضوح لتقييم النتائج. وهذا الأسلوب في البحث العلمي لتقييم العلاج يمنع حصول استنتاجات افتراضية مبنية على علم الطبيب الباحث الذي يصف الدواء بحيث إن المريض يتلقى ذلك العلاج الدوائي تحت الاختبار مقارنة بالعلاج الوهمي الذي وصف للمقارنة. وغالباً ما تنشر الدراسات العلمية القوية في المجلات العلمية المعروفة. عدم وجود تقييم علمي للنتائج القياسية يثير تساؤلات حول فعالية وسلامة العلاج وكونه آمناً للاستخدام الآدمي.
كيف يمكنني تقييم العلاجات البديلة؟ الإعلانات في الكتب أو المجلات ليست مصادر جيدة لتقييم العلاج.
أسئلة يتوجب طرحها لمقدمي الرعاية الصحية البديلة؟
ينبغي أن تطرح الأسئلة التالية على مقدمي الرعاية الصحية بشأن أي تدخل يجري النظر فيه. وجود إجابات سلبية أو ناقصة على هذه الأسئلة يكون سبباً للقلق لأنه يشير إلى عدم وجود أبحاث كافية على العلاج الجاري تسويقه.
هل لديك التجارب السريرية (الاختبارات العلمية من فعالية وسلامة العلاج باستخدام توافق على البشر) هل لديك معلومات بشأن النتائج؟ هل يمكن للجمهور الحصول على معلومات حول علاج من المركز الوطني للطب التكميلي والبديل (NCCAM) في المعاهد الوطنية للصحة؟ NCCAM تدعم الأبحاث حول الطب التكميلي والبديل www.nccam.nih.gov. هل هناك مؤسسة وطنية من المشاركين؟ هل هناك ترخيص من الدولة ومتطلبات الاعتماد لممارسي هذا العلاج؟ قائمة مرجعية لاكتشاف علاجات غير مثبتة. هل من المحتمل أن يعمل العلاج بالنسبة لي؟
يتم الاشتباه في مدى فعالية العلاج إذا كان: يدعي الفعالية للجميع ويعالج مشاكل صحية متعددة؟ لا يوجد علاج فعال لكل الحالات. إذا كان العلاج يعتمد في ادعاء فعاليته على حالة فردية وحيدة أو الشهادات كدليل فهذا دليل ضعيف، ومن الضروري أن يتم تأكيد تقارير واعدة من الأفراد باستخدام علاج ضمن منهجية بحث مقننة. إذا كان الدليل يستشهد بدراسة واحدة فقط كدليل فهذا غير كاف. الدراسة لا تشمل (المقارنة) مع المجموعة الضابطة. اختبار العلاج مقارنة بمجموعة مراقبة للمقارنة هو خطوة أولى ضرورية في التحقيق في أي علاج جديد، ولكن هناك حاجة لدراسات لاحقة مع مجموعات المراقبة الملائمة لوضع فعالية التدخل بوضوح.
هل العلاج آمن؟ اشتباه في وجود علاج غير مرخص أو آمن إذا كان: لا يحتوي على توجيهات للاستخدام السليم، لا يسرد المحتويات بشكل واضح ودقيق، لا يحتوي على معلومات أو تحذيرات حول الآثار الجانبية، يوصف بأنه غير مؤذ أو «طبيعي». تذكر، يتم تطوير معظم الأدوية من مصادر «الطبيعة»، وأن «كلمة طبيعية» لا تعني بالضرورة «غير ضارة».
كيف يتم الترويج له؟ اشتباه في وجود علاج غير مثبت أو مرخص إذا كان: يدعي وجود وصفة سرية، يدعي أن التأثير فوري وبشكل دائم للجميع، يوصف بأنه «مذهل»، «معجزة»، أو «اختراق مدهش»، يدعي للعلاج التام والنهائي، لا يتم الترويج له إلا من خلال برنامج اقتصادي، كتب تعزيز الذات، أو عن طريق النظام الإلكتروني، يدعي أن هذا العلاج يجري قمعه بشكل غير عادل ويتعرض لهجوم من قبل المجتمع الطبي.
تقييم تقارير وسائل الإعلام: عند تقييم تقارير خيارات الرعاية الصحية، يجب النظر في المسائل التالية:
1. ما هو مصدر هذه المعلومات؟ المصادر جيدة للمعلومات كليات الطب، والوكالات الحكومية (مثل المعاهد الوطنية للصحة والمعهد الوطني للصحة العقلية)، والجمعيات الطبية المهنية، والمنظمات المختصة بأمراض محددة. المعلومات من الدراسات معروفة السمعة، والمجلات الطبية المقارنة للدراسات هي أكثر مصداقية من تقارير وسائل الإعلام الشعبية.
2. من هو المرجع؟ يجب أو تتوفر معلومات كافية عن انتماءات «الخبراء»، حيث إن وجود مسميات بأحرف قبل كل اسم لا يعني دائماً أن الشخص صاحب سلطة. تتطلب المجلات الطبية ذات السمعة الطيبة من الباحثين الكشف عن احتمال علاقات مع شركات الأدوية أو شركات تسويق الدواء 3. من الجهة التي مولت البحث؟ قد يكون من المهم أن نعرف أيضاً الجهة التي مولت مشروع بحث معين قد تكون الشركة المنتجة للدواء. 4. ادعاء أن النتيجة الأولية مؤكدة؟ لسوء الحظ، غالباً ما يقال استنتاج أولي في وسائل الإعلام بأنه «اختراق» يدعو للشك. في المقابل وصف «النتائج الأولية مثيرة للاهتمام» هو تقييم أكثر واقعية مما يظهر في عناوين الصحف باعتبارها كثيراً من الأحيان «انطلاقة جديدة مثيرة». يجب عليك أن تتبع النتائج مع مرور الوقت والبحث عن المصدر الأصلي، مثل منشور علمي مهني، للحصول على فهم أكمل لنتائج البحوث.
نصائح لتقييم المعلومات على الإنترنت:
الإنترنت أصبح مصدراً ممتازاً للمعلومات الطبية مع انخفاض تكلفته وسهولة استعماله ولكنه أيضاً موطن لقدر كبير من المعلومات غير الموثوق بها والمغلوطة علمياً. وبالإضافة إلى النصائح السابق ذكرها، يتطلب تصفح الإنترنت اعتبارات خاصة:
- معرفة المصدر. اسم المجال (على سبيل المثال، www.chadd.org) يخبرك مصدر المعلومات على موقع ويب، والجزء الأخير من اسم المجال يخبرك عن المصدر (على سبيل المثال، إي دي يو edu= الجامعة / التعليمي، بيز /. كوم = شركة / تجارية.org = منظمة غير هادفة للربح،.gov = وكالة حكومية).
- الحصول على «الرأي الثاني» بشأن المعلومات على الويب. اختيار عبارة رئيسية أو اسم وتشغيلة من خلال محرك البحث للعثور على المناقشات الأخرى في الموضوع أو التحدث إلى أخصائي الرعاية الصحية.
وأخيراً هناك فئات محددة من العلاجات البديلة، التكميلية الفعالة وليس كل العلاجات صالحة وفعالة لكل فرد، يتطلب تقييم هذه العلاجات التكميلية إجراء بحوث إضافية دقيقة قبل وصفها بأنها فعالة ويجب على المعالجين مراجعة البحوث والدراسات التي أجريت على نوع معين من العلاج قبل أن يوصوا باستعماله والتنبه للأساليب المضللة في تسويق المنتجات وذلك لتوعية الأسر.