عبد الله سليمان الطليان
كثير من الأقوال والأفعال والتجارب التي سُطِّرت في هذه الحياة من قبل أفراد أشير إلى أنهم علماء عباقرة أو متميزون وأصبحت محل الاهتمام على مدار الزمن تتوارث جيلاً بعد جيل حتى وقتنا الحاضر، حيث هناك اهتمام بها عبر إعادة طرحها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل مكثف تعبِّر عن ثقافة الفرد الذي يتفاعل مع هذه الأقوال والأفعال والتجارب المختلفة، الذي يعطي أحيانًا تشريحًا دقيقًا لشخصية هذا المتفاعل، من قبل ثقافة المطلع الراسخ والمتمكن الذي يحمل خبرة واسعة في الاطلاع من حيث المصدر وصحة القول أو الفعل ومناسبته للزمان والمكان.
هناك الكثير والكثير من المعلومات المختلفة التي تعج بها المواقع على الشبكة العنكبوتية تكون لدى البعض مصدر إلهام أو وشغفًا لترسيخ ثقافة معينة، التي بالرغم من ضعف محتوى هذه الثقافة إلا أننا نجد إصرارًا في التشبث بها، وليت أنها تبقى في محيطها عند هذا المتفاعل بل نجد أن هناك نشرها عبر أي وسيلة إعلامية وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، ولن أذكر جانبًا من هذه الثقافة التي يتغذى بها عقول بعض هؤلاء المتفاعلين الذين يكونون أحيانًا مسيرين وفق نزوة توافق هوى النفس فقط لا غير، والذين -مع الأسف- يدخلون في جدال ومناقشات وهم بعيدون عن ثقافة عميقة ورصينة، وهذا ما هو حاصل في واقعنا الحاضر الذي اخْتَلَطَ الحابِلُ بالنَّابِلِ، كنا نتمنى أن يكون هناك قبل الطرح أو التفاعل بحث معمق ودقيق يضاف إلى هذا وهو الأهم أن نجعل ممن صُنِّفوا على أنهم علماء مبدعون وعباقرة نبراس للطريق نحو الإبداع وعدم التوقف عند إبداعاتهم التي ذهبت مع الزمن الذي هم عاشوا فيه، فنحن نعيش زمن مختلف.
أخيرًا سوف أضرب مثالاً على أن البحث المكثف الجاد المتواصل يعطي الحقيقة في أبسط شيء هو قريب من الإنسان، ومنذ القدم متمثل في الزراعة التي تحتاج بين فترة وأخرى إلى الحراثة لكي تنتج إنتاجًا طيبًا وجيدًا ووافرًا، وهذا ينطبق على حال الثقافة المختلفة التي تهم حياة الإنسان والتي لا يمكن ركنها وجعلها، هي المسيرة في التفاعل مع الواقع الذي نعيشه بل يجب نفض غبارها المتراكم وعدم التوقف عند أفكار ولى زمانها.