منذ أن طل علينا قبل عدة سنوات الدكتور أحمد العرفج أو عامل المعرفة اللقب الذي اختارة لنفسه ويحب أن يطلق عليه عبر برنامج يا هلا بالعرفج على شاشة روتانا خليجية الذي كان يقدمه الإعلامي الكبير علي العلياني ومن أتى من بعده من مقدمي البرنامج الذي استمر إلى وقتنا الحاضر وأنا أحرص على متابعة الدكتور أحمد حتى أصبحت أقرأ مقالاته في جريدة المدينة عبر الرابط الذي يضعه في سنابه. العرفج شخصية ثقافية استثائية بدأ حياة الكفاح منذ الصغر معتمداً على نفسه لا على غيره كما يفعل أقرانه من خلال عمله كبائع بجوار الحرم النبوي الشريف وغيره من الأماكن حتى أصبح يحمل الدكتوراه ليتحول إلى عامل معرفة من خلال دخوله إلى عالم الكتب والقراءة وتأليف الكتب فحقيقة الأمر شخصية العرفج شخصية ثقافية تختلف عن غيرها من المثقفين الذين لا يتحدثون في الغالب إلا لمن هم في مستواهم الثقافي أما العرفج فهو يختلف تماماً يتسم بالبساطة والقرب من الجميع يتحدث مع الكبير والصغير الطبيب وعامل النظافة ينزل للشارع ويلعب الكرة في الحارة ويمارس رياضة المشي ويصف متابعيه بالأسرة السنابية لم يستغل متابعيه للدخل المادي من خلال الإعلانات أو غيرها بل يسعى لتثقيفهم وتحبيبهم للقراءة ورياضة المشي حتى أصبحت مقاطع من يمارسون رياضة المشي تصله عبر مواقع التواصل من مناطق المملكة وغيرها من الخارج اقتداء به.
شخصية العرفج البسيطة الكبيرة قدراً جعلته جزءاً من حياتهم اليومية لم يظهر من خلال سنابه إلا رجلاً بسيطاً يتناول طعاماً بلا تكلفة يشارك متابعيه في يومياته بكل شفافية ووضوح لا يخلو كلامه من الطرفة والنكتة يتناول الطعام خارج منزله في المطاعم الشعبية البسيطة يحاول أن يقوم الجاهل الذي قد يسيء له ويعدل مساره ويبين خطأه يحارب السلبية ويزرع الإيجابية لم يتخذ وسيلة التبليك كما يفعلها البعض لمن أساء له فأنا واحد من تلك الأسرة العرفجية السنابية التي تتابعه يومياً حتى أصبحت من عشاق الكتب والمعرفة وممارسة رياضة المشي لا يوجد مثقف على مر التاريخ يقرأ الكتب ومن ثم يشرحها للناس بلا مقابل الكل يؤلف كتابه وهذا حق من حقوقه أما العرفج فيقرأ جل وقته ويشتري الكتب على حسابه الخاص ومن ثم يقوم بشرح ما قرأه عبر سنابه من النواصي وغيرها بلا مقابل مادي.حقيقة نحن كأسرة سنابية عرفجية مغبوطون على أبي سفيان عامل المعرفة الدكتور أحمد العرفج لأن متابعتها له جمعت لنا بين المعرفة من خلال القراءة والاطلاع والصحة من خلال رياضة المشي. حمّل متابعيه شعاراً يردده الجميع «النوم للرخوم» وهذه رسالة منه لأسرته السنابية فيها دعوة لعلو الهمة وعدم الجنوح للكسل. أتمنى من الدكتور أحمد كمحب ومتابع أن يكتب سيرته الذاتية ويجمعها بكتاب لأنه قامة وقيمة ثقافية يجب أن تعرفها الأجيال القادمة.