بدأت الكتابة الصحفية وأنا في المرحلة الدراسية المتوسطة، وكنت أكتب من حين لآخر في جريدة الرياض وجريدة الجزيرة منذ بزوغ فجرها المجيد وكذلك في مجلة اليمامة ومجلة إقرأ منذ نشأتها وذلك ما بين الفينة والأخرى مقلاً لا مكثراً حسب الظروف وحسب ما يتوارد على ذهني من أفكار متواضعة مساهمة مني متواضعة أيضاً فيما أشعر به من واجب المواطنة ومحبة التعبير عمَّا يجيش في خاطري من مشاعر وطنية، ثم سافرت للعالم الخارجي في بعثة دراسية من قبل حكومتي -حفظها الله - فحصل نوع من الانقطاع لسنوات، وبعد العودة من البعثة بدأت في معاودة الكتابة خاصة في صحيفة الجزيرة، عدا في سنوات الحرب الإيرانية العراقية المشؤومة فقد دبجت مقالات كثيرة في صحف الشرق الأوسط - الجزيرة - الرياض، وكانت جراحاً نازفة تعبّر عن الأسى والحزن على ما يجري من خسائر بشرية بريئة وخراب وترويع للبشر والحيوان والطير، بل وحتى الحجر ولم يسلم الجو من التلوث، فالتخريب طال كل شيء، كانت حرباً عبثية أكلت الأخضر واليابس وصرف عليها من الأموال ما الله به عليم، وأغدقت المملكة على العراق الشقيق بحراً من الأموال والأسلحة والتموين بجميع أنواعه وصنوفه ثم أعقب ذلك تنكر صدام للجميل من دول الخليج ولا سيما السعودية والكويت، وغدر بتعهداته، وعضَّ الأيادي التي أخلصت في مساندته وتعظيم قدراته الهجومية والدفاعية طيلة سنوات الحرب الثمان العجاف حتى بدأ يستجدي السلم والاستسلام ثم غدر وخان المواثيق والعهود مرة أخرى مع المملكة ومع الشقيقة دولة الكويت فاحتل الكويت في يوم مشؤوم حتى تحرر الكويت بفضل الله ثم الموقف الشجاع للمرحوم - بإذن الله- الملك فهد والشعب السعودي الأبي فأيقظ صدام فتنة نائمة لعن المصطفى عليه الصلاة والسلام من أيقظها نعيش الآن ونكتوي بآثارها، نسأل الله منها السلامة.
أجد نفسي قد استرسلت في أمر أدمى قلبي وقلوب الكثيرين غيري ممن عزَّ عليهم ما حصل من خيانات للأمانات والذمم وخسائر بشرية هائلة وأموال طائلة ولم يجن أحدٌ شيئاً سوى الخراب والضياع، ومرَّ الزمان سريعاً بحلوه ومره والقلم يسطّر بين الحين والآخر كلمة هنا وكلمة هناك، ومضى بي قطار العمر سريعاً حتى وهن العظم واشتعل الرأس شيباً، وضعف النظر وأصبحت معاناتي في الكتابة وجريان القلم مضنية مؤلمة.