علي الصحن
الهلال بطل آسيا، وممثلها في كأس العالم للأندية، والهلال بطل السوبر وأكثر الأندية تحقيقاً للبطولات في تاريخ الرياضة السعودية، لكن هذا لا يعني بالتأكيد التوقف عند هذه النقطة، فالهلاليون يؤكدون في كل مناسبة، أن الإنجاز ما هو إلا بداية مشروع تحقيق إنجاز آخر، وأن البطولة في قواميسهم ليست إلا مجرد رقم، بعد أن أتعب فريقهم منافسيه، ووسع المسافات بينه وبينهم، حتى سبق عدد بطولاته سني عمره، وباتت فرحة الإنجاز تقليدية لا تتجاوز محيط الملعب، وقارن هنا بين فرحة الهلاليين الأسبوع الماضي بعد الفوز بكأس السوبر، وفرحة أندية أخرى عند تحقيق اللقب نفسه.
لكن هل هذا يكفي الهلاليين؟
إن القارئ للأسماء المسجلة في الفريق إن من المحليين أو الأجانب يدرك أن هناك لاعبين لم يعد لهم أي تأثير فني حقيقي وأن المدرب نادراً ما يستفيد منهم، وأن الهلال بحاجة لتعزيز وإحلال في عدد من المراكز والهلاليون يعرفونها جيداً، وكثير منهم يضع يده على قلبه خشية إيقاف لاعب معين أو إصابة آخر لأن الفريق لا يملك البديل المثالي له - وقد حدث هذا كثيراً، وآخرها في لقاء الثلاثاء الماضي أمام الطائي، عندما خسر فجأة لاعبيه البليهي والجوير - وأن الفريق الآسيوي الأول نادراً ما يستفيد من جميع الأسماء الأجنبية المتاحة له لأن بعضها لم يصل لحد الإقناع!!
الهلال يحتاج للتغيير، هذه حقيقة يؤمن بها الهلاليون، وقد طالب بها كثير منهم في وقت سابق، والهلال يحتاج للبدء في الإحلال حتى يكون قادراً على الاستمرار بالحضور والوهج نفسهما، يحتاج للتغيير في أسماء بعض اللاعبين من محليين وأجانب أثبتت الأيام والمنافسات أن مخزونهم الفني قد انتهى، وأنهم ما عادوا يملكون الإضافة أو القدرة على إحداث تغيير عندما تحين لهم فرصة المشاركة، يحتاج للبدء في إحلال أسماء شابه تأخذ مكانها وتكتسب الخبرة وتكون قادرة على المضي بالفريق في السنوات المقبلة عندما تغادر الأسماء الحالية التي كتبت أسماؤها في التاريخ بمداد من ذهب على ورق من الماس.
هنا أشير إلى أن البعض يغضب عند طرح مثل هذه الأمور، ويؤكد أن فريقه هو الأفضل، وأنه يحتاج لجزئيات بسيطة فقط، وأن الناس يجب ألا تضخم الأمور، ومردهم في ذلك أن الفريق ما زال مقنعاً فنياً وإن تراجع بعض الشيء، وأن النتائج تقف في صفه، والأسماء التي تمثله هي الأفضل على المستوى المحلي.
إدارة الهلال أدركت هذا الشيء، وعملت له منذ وقت مبكر، لكن بعض الأسماء التي تم إحضارها في المواسم الماضية لم تحقق ما كان يؤمله الهلاليون، وفي النهاية ذهب بعضهم بالإعارة وبعض المخالصة وبعض يحاول إثبات نفسه إلى اليوم، وهذا ما يتطلب التأكيد في العناية بالاختيار، والبحث عن اللاعب المناسب فعلاً، وأن لاعبًا جيدًا في فريق ما قد لا يكون كذلك في فريق الهلال، وأن نادياً بحجم كبير القارة يجب ألا ينخدع برأي سمسار أو بضع لقطات للاعب أجنبي يحضر ليبقى على مقاعد الاحتياطيين في أوج حاجة الفريق لأي لاعب.
التعاقد مع عبدالحميد والعويس وتجديد عقد كنو خطوة في الطريق الصحيح، قياساً بعمر الأول وموهبته، وخبرة الثاني، وقيمة الثالث الفنية في الفريق خلال السنوات الأخيرة، لكن يبقى الملف الأهم وهو ملف اللاعبين الأجانب، وهو ملف مؤثر ومهم وصعب، ويجب أن يتم إغلاقه كما يجب، وأن تكون الخيارات بالصورة المأمولة، فليس من المنطق أن يكون الفريق ضمن الأقل استفادة من اللاعب الأجنبي، في ظل التأثير الفني الذي بصنعه أولئك في فرق أخرى.
******
- من يعرف الهلال جيداً يدرك أن كل لقب له طعم مختلف عند الهلاليين، لكنه في النهاية مجرد رقم، يضاف إلى سلسلة الأرقام الزرقاء، وأن المدرج الهلالي لا يعرف إلا عبارة واحدة:
(لا تنشغل هذي البطولة رقم كم// فوز أنت بس وخل غيرك يعدون).
- كل الأندية تفاوض وتتعاقد وتدفع.. لكن الأسئلة والاستغراب والاحتجاج لا تحضر إلا عندما يتعاقد الهلال.