إيمان حمود الشمري
(قدّرها) حملة أطلقتها وزارة البيئة والمياه والزراعة تماشياً مع رؤية 2030 لرفع الوعي لدى المجتمع بالأمن المائي والأمن الغذائي وحماية البيئة، لاقت أصداءً وتفاعلاً كبيراً بين أوساط المجتمع، لتوافقها مع ما نؤمن به وما تربينا عليه، إذ شدَّد ديننا الحنيف على أهمية الغرس والزراعة، وذكر في الحديث عن أنس ابن مالك (إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ)،كما حثت الآيات في أكثر من موضع في القرآن على أهمية الزرع والغرس، حيث إن الزراعة ارتبطت بإحياء الأرض، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة الحملة التي هي جزء من ديننا وثقافتنا وفطرتنا ورؤيتنا.
وتبذل الوزارة جهوداً جبارة بإطلاق 64 مبادرة لإعادة هيكلة قطاع البيئة في عدة مناطق كي تغطي أغلب مناطق المملكة، كما تم إعداد نظام جديد لإدارة النفايات ونظام للأرصاد، إضافة إلى تنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر، وأولت الوزارة اهتماماً خاصاً بمصادر المياه بتخطيط متكامل لحصر جميع المصادر (تحلية، جوفية، مياه سدود) وإمداد المياه لكافة المراكز بحلول عام (2050م) وتوفير المياه لجميع مناطق المملكة، ومعرفة الفجوة بين العرض والطلب، بزيادة كميات المياه الموزعة، وتعزيز مصادر مياه الشرب، وتنفيذ (31) سداً ليصل عدد السدود القائمة في المملكة إلى (552) سداً، وتنظيم كمية الاستهلاك وفقاً للمقننات المائية المعتمدة للمحافظة على استدامة المياه وتعظيم الاستفادة من المياه المعالجة.
وشهد القطاع الزراعي ازدهاراً بجهود الوزارة التي دشَّنت أنظمة بهدف تنظيم الثروة الحيوانية والزراعية والمائية، والاهتمام بالثروة السمكية، ومشاريع تربية النحل لإنتاج العسل، وغيرها من المشاريع ذات الكفاءة، بالإضافة إلى إشراك القطاع الخاص بها، وإطلاق البرامج والحملات التوعوية وتسهيل الإجراءات والتراخيص ودعم المزارعين وتوجيه الإعانات لبرامج التنمية الريفية لرفع مستوى المعيشة مما انعكس على نمو القطاع بشكل مرتفع، ونتج عنه تنويع المصادر والإنتاج الزراعي في مملكة الخير التي يتنوع فيها المناخ ونوع التربة وبالتالي تنعكس على تنوع المحاصيل الزراعية، حيث أشار معالي نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور المشيطي، إلى أن المملكة تنعم بخيرات وفيرة، حيث بلغ إنتاجها أكثرَ من 800 ألفَ طن من الفَواكه الموسميةِ على مدار العام، مؤكداً أن هذا الإنجاز يدعو للفَخر، فقد حقق القطاع عدة إنجازات بدعم القيادة الرشيدة له، لتعزيز ثقافة حماية الأرض التي نعيش فيها ويجب أن نعتني بها أبداً ما حيينا.