فهد المطيويع
مازال اعلامهم يحاول في كل مناسبة تكريس مفهوم المؤامرة وتعزيز نظرية أن الأعداء يحيكون المؤمرات ضد ناديهم العظيم في كل شيء !، طبعًا لا أحد يستطيع كبح جماح خيالهم الواسع على اعتبار أن الاعتراف بالفشل أو التقصير يعتبر من المستحيلات بالنسبة لهم بالاضافة الى أن التعايش مع الوهم اسهل من مواجهة الحقيقة المؤلمة، النتائج والانجازات تقول ان لا احد يحارب احداً، ولكن ماذا يمكن ان نقول لاوهامهم المتجذرة بعد ان تشربها الكبير قبل الصغير واصبحت ارثا يتسلون به في كل مناسبة فشل، القريب والبعيد يعلمان هذا التكريس لا يخرج عن كونه هروبا من الواقع و مؤشرا على ضعف وقلة حيلة وافتقادا لشجاعة المواجهة لهذا تجدهم يهرولون باستمرار باتجاه التبرير لمدارات فقرهم المعرفي في ادارة الامور ومعالجة الخلل، يرددون ان المؤمرات تحاك ضدهم في الغرف المظلمة مع انهم فازوا وخسروا كما يفوز ويخسر غيرهم ومع ذلك يصرون انهم محاربون ! السؤال لماذا هم مستمرون في تغيير الكثير من المدربين و اللاعبين في كل موسم اذا كانوا يعلمون انهم لن يحققوا نتائج اوانجازات؟ ألا يعتبر هذا اسرافا وتبديدا لموارد النادي؟ الواقع يقول انهم اضاعوا الكثير من الوقت والجهد والمال في تكريس هذا المفهوم بدلاً من بذل الجهد الكافي في التطور والتفوق على الاخرين، او على الاقل تقليدهم للوصول للافضل، للاسف ايمانهم بنظرية المؤمرة جعلتهم يتوهمون ان الجميع ضدهم بداية من الحكام (وفارهم) ولم يستثنوا اتحاد كرة القدم ولجانه حتى اعلى سلطة رياضية لم تسلم من اتهام محاربة هذا النادي الاسطوري مكتسح البطولات، لانه افضل الجميع و كما يرددون (الناجح ) دائمًا محارب! طبعًا نترك للعقلاء منهم تقييم هذا النجاح، السؤال لماذا يصرون على انهم محاربون؟ الجواب باختصار هو ان ادعاء الظلومية يساعد على تخفيف الضغط لهذا فهم (ماخذين راحتهم) في السرد والتأليف رغم كل شيء ! وبنظرة سريعة على جدول البطولات والانجازات تجد انهم ليسوا في رأس القائمة ولا حتى ثانيها ولا ثالثها اما من ناحية تزويد المنتخبات بااللاعبين فهم لم يكونوا في يوم من الايام الاميز بين الاندية في هذا الموضوع اما على مستوى التمثيل الخارجي نقول ( خلها مستورة) ! وماذا بعد ؟ كيف يمكن ان يحارب فريق امكاناته محدودة وانجازاته أيضا محدودة ولا تقارن بغيره من اندية المقدمة ! بصراحة التميز الذي لا يمكن انكاره هو أن اعلامهم بارع في تسويهذا التسويف واختلاق القصص وحبك السيناريوهات لخدمة الفشل الذي يعيشونه، وللاسف الجميع اعتنق هذا الوهم وأصبح الشغل الشاغل لهم يرددونه صبح مساء دون خجل من احد ولا حتى من انفسهم.