فدوى بنت سعد البواردي
حسب رؤية 2030، تسعى المملكة إلى تنوّع الاقتصاد وتنمية الإيرادات غير النفطية، ومن أهم القطاعات الحديثة في المملكة هو القطاع السياحي، والذي تخطت ميزانيته قيمة 3 مليارات ريال نظراً لأهمية القطاع السياحي في المساهمة بالناتج المحلي الإجمالي للمملكة بهدف الوصول إلى مساهمة تصل إلى 10 % بحلول عام 2030م، وتحقيق 100 مليون زيارة سنوياً، لتصبح المملكة ضمن أكثر 5 دول استقبالاً للسياح، بالإضافة إلى توفير ما يصل إلى 1.6 مليون وظيفة في عام 2030.
وخلال عام 2021، نجح القطاع السياحي في توفير نحو 700 ألف وظيفة وتدريب نحو 137 ألف من أبناء وبنات الوطن في المجالات السياحية المختلفة، مما رفع نسبة العاملين في القطاع السياحي إلى 10 % عن العام الماضي، بالإضافة إلى تدريب نحو 2000 سعودي وسعودية على ريادة الأعمال. وقد تم إطلاق برنامج «معسكر رواد السياحة» من قبل وزارة السياحة السعودية لتطوير القدرات البشرية في المجال السياحي.
ومن الإنجازات الدولية للمملكة هو تأسيس المركز العالمي للاستدامة السياحية، وفوز المملكة بمقعد النائب الأول للرئيس في المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية، واختيار المملكة لاستضافة القمة العالمية لمجلس السفر والسياحة العالمي لهذا العام 2022م.
وهذا ليس كل شيء ... بل شملت الإنجازات أيضاً إدراج «رجال ألمع» على قائمة أفضل القرى السياحية في العالم، وتأسيس الأكاديمية العالمية للسياحة بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية، والتصديق على إطلاق المكتب الإقليمي لمنظمة السياحة العالمية في المملكة، واختيار المملكة لاستضافة احتفال منظمة السياحة العالمية بيوم السياحة العالمي 2023 «السياحة والاستثمار الأخضر». كما تبنت منظمة السياحة العالمية مبادرة المملكة وإسبانيا لتأسيس مجموعة عمل لإعادة تصميم مستقبل السياحة.
وقد اجتمع أكثر من 150 من كبار المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال المعنيين بقطاع السفر والسياحة في قمة «إعادة رسم خارطة السياحة - وضع الأسس لمستقبل أفضل»، والتي انعقدت في عام 2021م، على هامش مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار والذي يُعتبر منصة دولية تجمع خبراء الاقتصاد والمستثمرين والقادة ومتخذي القرار حول العالم لمناقشة مستقبل الاستثمار العالمي. وتم انعقاد هذه القمة من أجل تعزيز ودعم التعاون الدولي، بهدف ضمان مرونة القطاع السياحي في مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
كما تم مؤخراً انعقاد الملتقى الإستراتيجي السنوي لقطاع السياحة بهدف الخطط التفصيلية لتحقيق أهداف عام 2022م. وتعمل المملكة أيضاً على زيادة القدرة الاستيعابية لمطاراتها لتصل إلى 150 مليون راكب سنوياً، كما تعمل على تطوير وجهات سياحية جديدة مثل المدينة الذكية «نيوم»، ومنطقة الدرعية، وجدة التاريخية، والقدية، إضافة إلى عدد من المشاريع السياحية والترفيهية الأخرى عند البحر الأحمر، وبناء الكثير من الفنادق العالمية في تلك المناطق.
ويساعد موقع المملكة وسط قارات العالم في اكتسابها عدداً وفيراً من مقومات السياحة الثقافية كونها ملتقى للحضارات الإنسانية، وتضم المملكة حاليا نحو 10 آلاف موقع تراثي وثقافي، في شمال وجنوب وشرق وغرب المملكة. وفي هذا الصدد، تتميز المملكة بتنوعها البيئي، والذي يشمل الصحراء والجبال والوديان والسواحل. كما تتميز بآثارها التاريخية وتشمل وجود المواقع الأثرية وبها النقوش والكتابات القديمة والرسوم الصخرية الأثرية، كما تشتمل أيضاً على وجود عدد كبير من القلاع والقصور والأسوار والقرى التراثية القديمة. ويوجد أيضاً المعارض والمتاحف والمهرجانات الثقافية الحديثة. وقد تم الكشف مؤخراً عن هياكل حجرية ضخمة، معروفة باسم المستطيلات، وهي تُعد من الأقدم في العالم، حيث يتجاوز عمرها 7 آلاف عام، وتستمر مثل تلك الاكتشافات في أرض المملكة، بين الخين والأخر.
إن المملكة تتمتع بآثار تاريخية وأثرية وحضارة عريقة، وجميع هذه العوامل تدل على تميز المملكة ومقوماتها السياحية الفريدة في العالم. ومع دعم المملكة الكبير للجهود القائمة، والمبادرات في القطاع السياحي، فذلك يساهم بلا شك في تحقيق رؤية 2030 بأن تنعم المملكة بازدهار اقتصادي مستدام.