خالد بن حمد المالك
لا يمكن أن يصنف تنظيم ميليشيا الحوثيين في اليمن بغير صفة أن الحوثيين قتلة ومجرمون، وأنهم سفاحون، بلا إنسانية، أو ضمير، أو شعور بالندم على ما ارتكبوه من جرائم ضد شعب مقهور، ودولة محطمة.
* *
فالحوثيون لا همَّ لهم إلا إرضاء أسيادهم ملالي إيران، فانتماءاتهم هي للفرس، وتوجهاتهم أولوياتها فيما يحقق رغبة نظام ولاية الفقيه، ولا شيء أغلى عندهم من أن تكون «قم» في وضع من يبارك جرائمهم بشكل دائم.
* *
وما يفعله الحوثيون لا علاقة له بسيادة اليمن، فهم من باعوا اليمن للإيرانيين، وثمنوا دعمهم ومساندتهم لتكون صنعاء رابع عاصمة لإيران، وهم من قاموا بالانقلاب على الشرعية، ليكونوا وكلاء لإيران في اليمن، يأتمرون بما تأمرهم به، ويرحبون بما تمنعهم عنه، ويتجنبون ما يغضبهم.
* *
ولا شيء أغلى عند هذا التنظيم الإرهابي من أن يكون أداة طيعة بأيدي المتآمرين على العرب، فهم لا يرفضون لهم طلباً، ولا يمتنعون عن تنفيذ ما يصدر لهم من توجيهات وتعليمات تصب في مصلحة تمزيق اليمن الشقيق وإضعافه.
* *
هذا هو حال الحوثي الإرهابي، يواصل القتال، ويرفض الحوار، ويعاند في قبول التسوية السياسية للوضع في اليمن الجريح، ويرى أن المبادرات المطروحة للحل لا تُرضي إيران ولا تُلبي مشروعه الاستعماري، وبالتالي فهي غير مقبولة، حتى ولو كانت كل المؤشرات تشير إلى هزيمة مذلة قادمة لإيران وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، وربما أن ذلك في زمن لن يطول.
* *
إذاً لا بديل أمام تحالف دعم الشرعية، والجيش اليمني الوطني، وألوية العمالقة والمقاومة، عن مواصلة الحرب ضد فلول الحوثيين أينما كان لهم تواجد، خاصة مع ما أفرزه التكتيك الجديد للحرب من إرهاق وإضعاف وهزائم للحوثيين على أراض كانوا يحتلونها.
* *
لقد خسر الحوثيون أعداداً هائلة من عناصره الإرهابية، وفقد الكثير من طائراته وصواريخه الإيرانية، ومعداته وأسلحته الأخرى، وهو الآن في وضع أضعف من أن يقاوم التحالف والقوات اليمنية الشرعية، وأقرب -مجبراً- إلى أن يقبل بمسار الحوار والتسوية السياسية، بشروط الطرف الشرعي المنتصر.
* *
ومن المهم أن يواصل الجيش الوطني وألوية العمالقة ضرب مواقعهم بنفس القوة والانتشار، ومطاردتهم أينما كانوا، وعدم استثناء أي مكان يكونون فيه، وما هي إلا فترة لن تطول وتفقد هذه المليشيات الإرهابية قدرتها على تنظيم صفوفها، وتعجز عن الاحتفاظ بسيطرتها على كثير من العناصر البشرية الذين يشاركون مجبرين ومرغمين في هذه الحرب التي ليس لها من مبرر.
* *
وكل ما يجري الآن هي حرب يتحقق فيها الانتصار من جانب الشرعية، مما أظهر ضعف الحوثيين الذين يحتمون بالمدنيين، ويكدسون أسلحتهم في الأعيان المدنية، وهو ما يعني أنه لا خيار أمامهم إلا القبول بالحل السياسي المطروح، والتسوية لمصلحة اليمن واليمنيين أو مواجهة الموت، أو الاستسلام للمحافظة على ما تبقى من قواتهم من موت محقق، وكلها خيارات ليس بين هؤلاء الإرهابيين عاقل -كما نعتقد- ليُحتكم له، في ظل سيطرة إيران على القرار من طهران.